مشروع «الممهدون» الصدري: نتعرض لمضايقات من القوات الأميركية.. وأحزاب السلطة

رئيس المشروع بالنجف لـ «الشرق الأوسط» : لدينا ممهدات.. وندعو لانضمام السنة والمسيحيين

TT

تتوافد أعداد كبيرة من انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في أنحاء متفرقة من العراق، للانضمام الى مشروع «الممهدون» الذي دعا إليه الصدر في وقت سابق. و«الممهدون» هو مشروع «ثقافي عقائدي لا يسمح بحمل السلاح حتى للدفاع عن النفس»، بحسب القائمين عليه، والذين اكدوا بان المشروع «يواجه تحديات كبيرة من قبل القوات الاميركية وبعض الأحزاب الشيعية المتنفذة في الدولة التي تسعى لإفشاله».

وقال حارث العذاري، رئيس مشروع «الممهدون» في مدينة النجف لـ«الشرق الاوسط» إن «الهدف من هذا المشروع العقائدي هو البناء الثقافي والعقائدي لأفراد جيش المهدي (الجناح العسكري للتيار الصدري) الذين هم بحاجة ماسة إلى التسمية الثقافية والفكرية، كذلك هناك حاجة ماسة إلى الفرد الذي نزل إلى ساحات القتال وأثبت جدارة في مقاومة الاحتلال أن ينزل إلى ساحات العلم والوعي واثبات جدارته في الساحات الثقافية».

وكانت ميليشيا جيش المهدي قد خاضت معارك ضارية مع القوات الاميركية والعراقية في مدن متفرقة، ابرزها في مدينة الصدر ببغداد حيث معقل أنصار الصدر.

وأضاف العذاري إن «مقتدى الصدر يرى أن الصراع العقائدي الذي تخوضه الأمة الإسلامية اخطر بكثير من الصراع العسكري»، مشيرا إلى أن «الصراع العقائدي دخل إلى كل بيت وكل محطة تلفزيونية والى كل جريدة وكل شارع بينما الصراع المسلح ينحصر في أوقات ومناطق محددة لذا أطلق الصدر مشروع الممهدون»، وأوضح أن «مشروع الممهدين يقوده في العراق مجموعة من رجال الدين وفضلاء من الحوزة الدينية وقد افتتح أول معهد للمشروع في مدينة النجف التي تعد المركز الرئيسي له».

واضاف العذاري أن «كل محافظة يوجد فيها معهد يشرف عليه احد المرشدين من فضلاء الحوزة الدينية ومن ثم تقسم المحافظة حسب الموقع الجغرافي، وكل منطقة يرأسها مشرف ومن ثم تقسم المنطقة لعدة أقسام، وكل قسم يشرف عليه شاب لديه إمكانية ثقافية وعقائدية».

وحول عدد المعاهد التي افتتحت، قال العذاري «سوف نفتح معاهد لمشروع «الممهدون» في كل محافظات البلاد وقد تم فتح معاهد في النجف وكربلاء وبابل وبغداد وكركوك والموصل ومدينة سامراء».

وفيما يخص آلية قبول «الممهدون» قال العذاري «الشخص الذي يريد الالتحاق بمشروع «الممهدون» عليه ملء استمارة ومن ثم تعرض على لجنة المتابعة التي بدورها تقيم الشخص من ناحية الوعي والسلوك بعد طرح الاسئلة عليه وانه لا ينتمي إلى جهات إرهابية أو حزب البعث». واضاف العذاري، ان «بعض الأشخاص تقدموا للانتماء للمشروع لكن لم يتم قبولهم كونهم لا يتمتعون بميزات أخلاقية واجتماعية جيدة وتخالف الشروط التي وضعها مقتدى الصدر».

وحول نسبة الإقبال على المشروع في المدن العراقية قال رئيس المشروع، إن «الاقبال كبير، ويوجد إلحاح لفتح الكثير من المعاهد حيث في بعض المحافظات وصلت نسبة الإقبال 70% ـ 80% والبعض الآخر 50% ـ 60%».

وحول انتماء النساء للمشروع، قال العذاري «هنالك تنسيق مع مجموعة من الرابطات الإسلامية في عموم العراق وقد بدأ تسجيل الممهدات في المشروع».

وفي ما يخص الصعوبات التي تواجه المشروع قال: «هنالك تحديات خطيرة من قبل جهتين، الأولى هي الاحتلال والجهة الثانية هي الأحزاب المسيطرة على السلطة»، مضيفا أن «التيار الصدري ليس لديه أي مواجهة مع الدولة كما يثار في بعض وسائل الإعلام، بل التيار يدعم الدولة العراقية كدولة». موضحا أن «القوات المحتلة تدعي أنها لا تواجه العمل الثقافي لكنها قبل أيام اعتقلت المرشد على مشروع «الممهدون» في الرصافة». واتهم العذاري بعض الأحزاب المتنفذة في محافظات الديوانية والسماوة والبصرة وبغداد وكربلاء بتمزيق البوسترات واللافتات التي تدعو إلى الانتماء لمشروع الممهدين، مؤكدا أن «في مدينة البصرة يواجه الممهدون صعوبات كبيرة في التجمع لغرض التدريس». وأوضح العذاري أن «الصعوبة الحقيقية التي يواجهها هذا المشروع الثقافي هي الحرب الواضحة من قبل بعض الأحزاب (الشيعية) المتنفذه في السلطة حيث هنالك تثقيف من قبل هذه الأحزاب ضد التيار الصدري الذي وصفته بان لدية لغة السلاح فقط ونحن نقول لهم إن التيار له لغة السلاح لكن ضد المحتل».

ودعا العذاري «جميع الباحثين ورجال الدين والأدباء من داخل العراق والدول العربية والإسلامية بان يرفدوا المشروع بما لديهم من أفكار ورؤى، وأيضا أدعو كل الشباب من السنة والمسيحيين والطوائف الأخرى أن يطلعوا على مشروع «الممهدون» وسيجدون الباب مفتوحا أمامهم». فيما قال أنور العكيلي، المرشد المسؤول على مشروع «الممهدون» في النجف، إن «نظام المشروع يتضمن نظامين، حوزويا وأكاديميا، وفي الحوزوي يتلقى الطالب 4 دروس يوميا في الفقه والعقائد والتجويد والأخلاق، أما الأكاديمي فيتضمن حساب الطالب والزي الموحد إضافة إلى امتلاك الطالب البطاقة المدرسية».

وأضاف العكيلي لـ «الشرق الأوسط» إن «عمر الممهد الذي يسمح له بالدخول الى المعهد يتراوح بين 20 ـ 45 سنة، أما آلية العمل فتتكون من ثلاث فئات، الأولى تشمل خريجي الكليات والمعاهد المتوسطة، والثانية تشمل فئة الابتدائية، والفئة الأخيرة تشمل الأميين، وهذه الفئة تؤهل في معهد خاص لحين تعلمهم القراءة والكتابة ومن ثم الالتحاق بمعهد «الممهدون». وحول مدة الدراسة في المعهد، قال العكيلي: «الدراسة في المشروع تكون من 4 فصول وكل فصل مدته 6 أشهر، والمراحل الدراسية الأربع تشمل: المريد، وهو الشخص الذي يروم الالتحاق بالممهدين، والطالب، وهو الذي يسعى لتحقيق إصلاح النفس، والصالح، وهو الذي قطع أشواطا في الجهاد الأكبر فيكون قادرا على إصلاح الغير، واخيرا المخلص، وهي اعلى درجة في «الممهدون» الذي يكون قدوة ومثالا يسير على خطاه المؤمنون».  واضاف العكيلي أن «تفاعلا كبيرا لدى أهالي النجف على هذا المشروع حيث وصل عدد «الممهدون» في المعهد وفروعه إلى 400 طالب في أربع مناطق في مركز المدينة وشمالها وجنوبها وفي قضاء الكوفة».

وحول مشاركة «الممهدون» في المقاومة العسكرية قال العكيلي: «هنالك أوامر تصدر من المرجع الديني أو الحاكم الشرعي إذا وجب حمل السلاح سوف يحملون السلاح»، مضيفا أن «الطالب عليه التوقيع قبل الالتحاق بمعهد الممهدين على عدم التدخل في السياسة وعدم حمل السلاح حتى في حال الدفاع عن النفس، هناك قانون في الدولة يلجأ إليه أو الأحكام العشائرية»، مؤكدا أن «الممهد إذا ثبت عليه التدخل بالأمور العسكرية والسياسية يفصل من المعهد». الى ذلك، قال مسؤول مشروع «الممهدون» في مدينة الموصل، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «هذا المشروع ليس مختصا بالمذهب الشيعي فقط وإنما مختص بجميع شرائح المجتمع العراقي ولاسيما مدينة الموصل التي هي متعددة الأطياف»، مضيفا لـ «الشرق الأوسط» أن «المشروع لاقى إقبالا كبيرا من قبل أهالي الموصل ومن كل الطوائف وبدورنا حاليا نقوم بحملات تعريفية لهذا المشروع العقائدي».

وأوضح المسؤول أنه «من المؤمل مشاركة عدد كبير من الطائفتين المسيحية واليزيدية في هذا المشروع». وحول وجود مضايقات أمنية في الموصل للمشروع قال «لا توجد أي مضايقات أمنية رغم وجود ظرف امني عسير في الموصل».