الرئيس عباس: الأولوية الآن لتثبيت التهدئة.. والقمة ستأخذ وقتا

قال لـ«الشرق الأوسط»«: إن خادم الحرمين أمر بفتح المستشفيات السعودية لاستقبال الجرحى ومصر تقوم الآن بمحاولة جديدة للتهدئة

TT

بعد ساعات من العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي أول حديث له بعد تلك الهجمات التي خلفت مئات القتلى والجرحى، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الأولوية في هذه المرحلة هي «لوقف العدوان وتثبيت التهدئة».

واعتبر عباس في رده على أسئلة وجهتها له «الشرق الأوسط» قبيل مغادرته الأراضي السعودية بعد لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن عدم تثبيت التهدئة هو السبب المباشر في ما تعرضت له غزة من عدوان.

وذكر الرئيس عباس، أن الملك عبد الله بن عبد العزيز، بدأ باتصالات حثيثة مع الرئيس الأميركي جورج بوش على وجه الخصوص، لحثه على وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وطالب أبو مازن، وزراء الخارجية العرب، بالإسراع بعقد مؤتمر على مستوى وزاري، لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وقال، ان القمة العربية الطارئة ستأخذ وقتا في الترتيب، بينما الوزراء بإمكانهم الاجتماع خلال ساعات.

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن القاهرة ستعود من جديد لمحاولة تثبيت التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

> التقيتم قبل قليل بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، هل لكم إطلاعنا على فحوى تلك المباحثات؟

ـ في البداية، يؤسفنا جدا ما حصل اليوم، فما حدث كان عدوانا شرسا على الشعب الفلسطيني في غزة، ذهب ضحيته المئات، ولازال العدوان مستمرا، ولا نعتقد أن هناك من الأسباب ما يجعل إسرائيل تقوم بهذا العمل البشع ضد شعبنا.

كان هذا العدوان في صلب المباحثات مع جلالة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي أبدى ألمه وانزعاجه وتأثره الشديد مما يجري. وفورا بدأ الملك عبد الله بن عبد العزيز اتصالات حثيثة ومستمرة مع معظم قادة دول العالم، على رأسهم الرئيس الأميركي والرئيس المصري محمد حسني مبارك، يحثهم على التدخل لوقف هذا العدوان على الشعب الفلسطيني.

لقد أمر خادم الحرمين بفتح المستشفيات السعودية من أجل استقبال أي عدد من المصابين والجرحى الفلسطينيين على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

هذا كان أهم موضوع تم طرقه، إضافة الى أننا تحدثنا عن العملية السياسية، وزياراتي التي قمت بها لكل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ومصر. لكن الأحداث المؤسفة التي جرت اليوم، كانت المهيمنة على المباحثات التي أجريتها مع الملك عبد الله .

> ما هي الخطوة اللاحقة من قبل الرئاسة الفلسطينية في موضوع العدوان الإسرائيلي؟

ـ نحن يهمنا الآن وفي هذه المرحلة، توقف العدوان وتثبيت التهدئة. لقد طالبنا منذ فترة طويلة بتثبيت التهدئة، فهي بالنسبة لنا أمر في غاية الأهمية والضرورة. نحن لا نستطيع أن يتحمل شعبنا كل هذا العدوان والحصار، واللذان يأتيان في آن واحد. كنا نسعى دائما لتثبيت التهدئة وكنا نضغط على إسرائيل في ذلك. لقد قامت مصر بجهود جبارة لتثبيت التهدئة أكثر من مرة، وكان حديثنا مع الرئيس حسني مبارك قبل يومين في القاهرة يصب حول هذا الموضوع، ولكنها فلتت من أيديهم. أعتقد أن مصر الآن ستعود من جديد للمحاولة في تثبيت التهدئة، ومن ثم نتكلم بعد ذلك عن الحوار الفلسطيني الفلسطيني.

> هل يعني ذلك، أنكم تعتقدون أن عدم تثبيت التهدئة، كان السبب فيما حصل اليوم (أمس) في قطاع غزة؟

ـ ليس الوحيد، ولكنه السبب المباشر، والذريعة التي أعطيت لإسرائيل بأنه لا توجد تهدئة إذن فهناك عدوان، لو كان هناك تهدئة سيكون هناك تردد كبير للقيام بمثل هذا الهجوم الشرس. صحيح أنه كانت هناك هجومات مختلفة خلال الأشهر الماضية، ولكنها كانت تحتمل. نرجو أن تعود التهدئة.

> تحدثت انباء عن دعوات من قادة سورية وقطر واليمن، لعقد قمة عربية طارئة، هل أخطرتم بهذا الأمر؟

ـ لم نسمع بهذا. ما نريده الآن هو أن يسرع وزراء الخارجية العرب في عقد اجتماع طارئ، برأيي يفترض أن يعقدوه غدا (اليوم). المؤتمر الوزاري يلتئم بساعات، لكن القمة ستأخذ وقتا. نفترض أن يأتي وزراء الخارجية العرب، ويجتمعوا ويتخذوا التدابير والإجراءات اللازمة، وهم من سيقرر فإذا وجدوا ضرورة من عقد لقاء على مستوى القمة فسيدعون لذلك، نتمنى هذا أن يحصل.

> ماذا بشأن المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وهل تفكرون في تعليقها لظرف العدوان الإسرائيلي على غزة؟

ـ في هذه الأيام لا توجد مفاوضات إلا على مستوى ضيق، والسبب في ذلك أن هناك انتخابات إسرائيلية وبالتالي الحكومة الإسرائيلية الحالية (حكومة انتقالية)، وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة، فالرئيس المنتخب باراك أوباما لم يصل بعد إلى البيت الأبيض. فبالتالي الأمور معلقة تقريبا إلى أن تأتي هاتان الإدارتان.