سليمان يزور الجنوب بعد اكتشاف الكاتيوشا: لا نريد لبنان منصة لإطلاق الصواريخ

وزير المال: لبنان دفع ويدفع كلفة هذه الصواريخ منذ أربعين عاما

الرئيس اللبناني يضع إكليلا من الزهور على ضريح شهداء قانا (دلاتي ونهرا)
TT

استأثر الجنوب اللبناني أمس باهتمام واسع بالتوازي مع الاهتمام بالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، بالنظر الى اكتشاف عدد من صواريخ الكاتيوشا المعدة للاطلاق باتجاه اسرائيل.

وفي هذا المجال، زار رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان الجنوب يرافقه وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وبدأ جولته من الناقورة حيث وضع اكليلاً من الزهور على ضريح شهداء اليونيفيل، ثم عقد اجتماعاً مع قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو. بعدها توجه الى قانا حيث وضع اكليلاً من الزهور على أضرحة شهداء المجازر الاسرائيلية، وانتقل الى ثكنة «بنو بركات» في صور والتقى ضباط الجيش اللبناني، وألقى كلمة أكد فيها على ضرورة أن «تستعيد الدولة هيبتها، وأن الجيش اللبناني هو الاساس في استعادة هذه الهيبة، وهناك مسؤولية على الجيش وغيره، وتحديداً على القضاء الذي يمثل هيبة الدولة». وقال: «على الادارة والمؤسسات الدستورية القيام بواجبها في تطبيق القوانين واحترام الدستور واعطاء الحقوق للناس لتكون شفافة في تعاملها مع المواطنين، وتالياً كل هذه المؤسسات تمثل هيبة الدولة».

وتطرق الى مسألة الصواريخ التي اكتشفها الجيش في الجنوب، فقال: على «الجميع احترام لبنان وسيادته، وألا يجعل بالتالي هذا البلد منصة لإطلاق الصواريخ، خصوصاً بعد انتشار الجيش في الجنوب ورفع العلم اللبناني بعد ثلاثين عاماً من الغياب، ومساعدته للقوات الدولية على تطبيق القرار 1701، ولو أن اسرائيل تخرقه».

وأشار الى «ان المسيرة صعبة وطويلة ولكن كل يوم سيشهد تقدماً عن اليوم الذي سبقه»، لافتاً الى «أننا نسير في الاتجاه الصحيح حتى نتمكن من استعادة لبنان الذي تغنينا به كثيراً، لبنان المتعدد الحضارات والثقافات». وأسف لعدم معرفة اللبنانيين في بعض الأحيان الاستفادة من هذا الغنى «فيحولونه الى نقمة على الناس، وهذا خطأ، علينا تحويله الى نعمة».

وأكد «أن هذه الامور تتطلب من الجيش اللبناني تضحيات متواصلة وحقيقية وأن قوة الجيش ليست فقط بالسلاح انما هي في الوحدة الوطنية وفي الموقف». ولفت الى «ان السلاح والعدد ضروريان ووضع الامكانات بتصرفه ضروري أيضاً، انما الأهم يبقى في قوة موقف الجيش الذي نعتز به».

وفي ما يتعلق بالقرار 1701 قال سليمان: «ان هذا القرار لم ينفذ بسبب الخرق الاسرائيلي المستمر». ولفت الى ان الغجر «لاتزال محتلة وهذا امر لا خلاف حدودياً عليه، بالاضافة الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وعلى اسرائيل تنفيذ التزاماتها وتطبيق القرارات الدولية وأن المجتمع الدولي مسؤول عن متابعة تنفيذ هذه الالتزامات».

وبعد جولته الصباحية في الجنوب، عاد سليمان الى القصر الجمهوري حيث التقى عدداً كبيراً من المهنئين بعيد الميلاد وعلى رأسهم وفد من قياد الجيش برئاسة العماد قهوجي، ووفد من قوى الامن الداخلي برئاسة اللواء أشرف ريفي، ووفد من قياد الامن العام برئاسة اللواء وفيق جزيني، وآخر من قيادة أمن الدولة ومديرية الجمارك وموظفي المديرية العامة للقصر الجمهوري ولواء الحرس الجمهوري والاعلاميين المعتمدين في القصر. وأكد أمامهم ان الاجهزة الامنية هي الوحيدة التي تعكس التنوع في لبنان المتعدد الثقافات والاديان، ودعا الجميع الى تضافر الجهود خصوصاً ان لبنان مقبل على العديد من الاستحقاقات، اهمها الانتخابات النيابية. وشدد على ضرورة استعداد الاجهزة الامنية لمواكبة هذا الاستحقاق لتسير بشكل سلمي وهادئ وديمقراطي.

في غضون ذلك، وفي موضوع الجنوب، اعتبر وزير المال محمد شطح «ان لبنان دفع ويدفع كلفة هذه الصواريخ منذ أربعين عاماً»، وقال: «ليس من الطبيعي ان تكون هناك صواريخ تنقل في هذا الشكل»، واصفاً ما حصل بالخطير ويهدد مستقبل لبنان، مشدداً على «ان التضامن مع غزة يكون انسانياً ومعنوياً وسياسياً وليس بصواريخ على الحدود».

واعتبر عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر أن صواريخ الكاتيوشا التي كشفها الجيش اللبناني وكانت موجهة نحو اسرائيل، هي خرق فاضح للقرار 1701»، محملا «مسؤولية الأمن في الجنوب إلى الجيش اللبناني والقوات الدولية الموجودة في الجنوب»، مشيرا إلى «الاختلاف الواضح بين تكتل «التغيير والاصلاح» وبين ما طرحه نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، حول إمكان مساندة غزة عسكريا»، مؤكدا «أنه لو أطلقت الصواريخ التي اكتشفت في الجنوب لكنا دخلنا في حرب تموز ثانية»، ودعا إلى «تعزيز قوى الأمن»، لافتا إلى «ان هذا الأمر يتطلب قرارا سياسيا».

ورأى عضو «كتلة القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا «انه بحسب واقع الارض في جنوب لبنان فإن «حزب الله» صاحب حرية حركة واسعة رغم وجود اليونيفيل والجيش اللبناني»، لافتاً الى «ان الحزب يعلن بالفم الملآن ومن دون اي تردد، ان من واجبه ان يساعد غزة من أجل انقاذها، وهو بالتالي لا يتردد في التأكيد انه مرتبط استراتيجياً بما هو أبعد مدى من المصلحة اللبنانية ومن الحدود اللبنانية، ما يؤكد مخاوفنا كلبنانيين من ان استمراره في هذا النهج يربط لبنان بمحاور لا قدرة له لحمل نتائج الارتباط بها، ويجعل منه ساحة بدلاً من ان يكون وطناً مستقراً. وهذا ما نحاول تداركه بطروحاتنا على طاولة الحوار للوصول الى استراتيجية دفاعية تحفظ الكرامة والحق اللبناني وتجعل من لبنان وطناً مستقراً».

أما السفير الايراني محمد رضا شيباني فقد رد على سؤال عن نظرة الجمهورية الاسلامية الى وجود صواريخ كاتيوشا في جنوب لبنان، بعد زيارته رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر مهنئاً بالاعياد، بقوله: «ان هذا الامر يتعلق بالجمهورية اللبنانية، ولا شك في ان السلطات اللبنانية تبحث في هذا الامر، وفي نهاية المطاف سوف تعلن موقفها».

وبسؤاله عن وجود «حزب الله» في الجنوب اللبناني أجاب: «نشهد الآن وجوداً ملحوظاً للجيش اللبناني ووجوداً لقوات الطوارئ الدولية، ونشهد ان هناك تعاطياً إيجابياً وتنسيقاً بين المقاومة والجيش اللبناني. ولا شك في أن هذه الاطراف الثلاثة تقوم بالمسؤوليات المطلوبة منها على أفضل وجه ممكن.