عون عقد خلوة مع البطريرك صفير وطمأنه إلى أن سورية لن تعود إلى لبنان

زيارة عون للصرح البطريركي تأتي بعد لقاء «كسر الجليد» مع فرنجية

TT

بعد اقل من 48 ساعة على زيارة «كسر الجليد» لرئيس تيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية لبكركي ولقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير برعاية الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، زار مقر البطريركية المارونية أمس رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون وعقد خلوة مع البطريرك استمرت 20 دقيقة تناولت المستجدات على الساحة المحلية. وأطلع عون البطريرك على الجانب الديني من زيارته لدمشق ولقاءاته السياسية.

وبعد الخلوة، لم يشأ عون الإدلاء بتصريح، معتبرا ان الزيارة للمعايدة بالأعياد المجيدة والأجواء هي أجواء عيد. وعندما سئل هل اصبحت القواسم المشتركة بينكم وبين صفير اكثر تقاربا قال: «كل شيء جيد». غير أنه قال لاحقا في كلمة ألقاها خلال مؤتمر عقده «اللقاء المسيحي» في بلدة البترون الساحلية، إنه طمأن صفير الى أن «سورية لن تعود الى لبنان»، وإن العلاقات بين البلدين «ستكون على مستوى المؤسسات».

ووعد عون بأن تجرى انتخابات عام 2013 على مستوى المحافظات لا الأقضية ووفق قانون التمثيل النسبي، داعيا الناخبين الى عدم اعادة اي من نواب الأكثرية الحالية الى مجلس النواب.

وفي الشأن السياسي أيضا، توقع وزير الثقافة تمام سلام ان «نعبر استحقاق تشكيل المجلس الدستوري كما عبرنا استحقاق تشكيل الهيئة المشرفة على الانتخابات»، داعيا الى ثقافة الحوار والتآخي والسلام.

وقد زار سلام رئيس مجلس النواب نبيه بري وصرح اثر اللقاء: «نحن في لبنان علينا ان نضع جانبا خلافاتنا الداخلية، وكان لنا بالامس ما تم اكتشافه، في صواريخ معدة لزج لبنان في مشكلة، وبالتالي كان للجيش اللبناني القرار الفوري الميداني لاستيعاب هذا الموضوع بالاطر اللازمة من التحقيقات، ولكن هذه الصواريخ معدة كما قلت لتوريط لبنان. وتبقى الصواريخ الداخلية بين بعضنا البعض والتي بحاجة الى عناية كبيرة من قبل كل المسؤولين. هذه الصواريخ التي تستعين بها القوى السياسية في مواجهاتها هي التي تشغل البال اكثر من الصواريخ الموجهة الى الخارج، فعلينا أن نزيل فتائل هذه الصواريخ الداخلية. وسمعنا في اليومين الماضيين منها ما له علاقة بالمساعدات السعودية، ونحن نعلم جميعا ان السعودية عندما تساعد لبنان، كما قامت بذلك في مناسبات عديدة منذ سنوات بعيدة، لم تميز بين لبناني وآخر وانما كانت دائما تهدف من مساعدتها الى مساعدة كل اللبنانيين».

وتحدث سلام عن «موضوع المجلس الدستوري الذي اخذ حيزا من السجال السياسي وتطور بعضه الى صواريخ بين هذا الفريق او ذاك. وعلينا ايضا ان نزيل فتائل هذه الصواريخ (...). واليوم استمعت الى رأي للرئيس بري ونأمل أن نعبر هذا الاستحقاق، أي تشكيل المجلس الدستوري، كمستلزم اساسي لما نصبو اليه من انتخابات مقبلة مع كل ما تم ويتم التحضير له من اجل انجاحها. وقد مررنا في موضوع تأليف اللجنة المشرفة على الانتخابات بشيء شبيه بما نمر به اليوم في المجلس الدستوري وتمكنا بتضافر جهود العقلاء والقوى السياسية من العبور وتشكيل هذه اللجنة. فأرى اننا سنتمكن بجهود المخلصين من العبور بموضوع المجلس الدستوري. وهنا ادعو الى ثقافة الحوار والتآخي والسلام والمحبة ليس بين اللبنانيين وانما بين القيادات اللبنانية.

من جهته، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر أن «لبنان ينبغي أن يكون آخر بلد يفاوض اسرائيل ويوقع أي اتفاق سلام، نظرا الى دقة الوضع اللبناني والتركيبة اللبنانية من حيث الوجود الفلسطيني وواقع المقاومة الموجودة على أرض لبنان، فكلها عوامل يمكن أن تكون سبب قلق أو حدوث أي اشكاليات اذا تعرقل مسار المفاوضات». وأشار الى أن «دعوة لبنان للدخول كطرف ثالث في المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية ليس في مصلحته»، وسأل «عما سيكون مصير لبنان اذا توقفت تلك المفاوضات، فإذا أخذ موقفا ملحقا، فيكون بذلك خارج اطار السيادة واذا أخذ موقفا مستقلا، يكون قد خرج عن القرار العربي والإجماع على القرار الممانع الى ما هنالك من تعابير قد تلصق بهذا البلد، وإذا فشلت المفاوضات أو توقفت في مكان ما واللبنانيون تابعوا في هذا المسار فسنجد في الداخل من يستقوي بالخارج لإحداث مشاكل وارباك النظام اللبناني بحجة انه خرج عن المسار العام». واعتبر النائب مصطفى علوش من «المستقبل» أيضا، أن «المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري آتية لا محالة، لذلك نرى الزحف السوري المطرد نحو تركيا لإجراء محادثات سرية وغير سرية مع العدو الاسرائيلي، ولأجل ذلك ليس لدى من يتاجر بالأمة العربية أي مانع من أن يلتقي العدو الاسرائيلي من أجل شيء واحد فقط وهو ايجاد مخرج ما يبعد شبح المحكمة الدولية». وقال: «على نظام الممانعة الوحيد في الأمة العربية أن يتوقف عن المتاجرة بدم أهلنا وأبنائنا في لبنان وغزة، لأن المحكمة آتية والعدالة آتية وسنرى أي منقلب سينقلبون». من جهته، أكد مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، أن «استراتيجية المقاومة هي التي غيرت الكثير من المعادلات في لبنان والمنطقة»، مشددا على ان «هذه المعادلة تحفظ وتحمي وتعمم. واي استراتيجية للدفاع ترضى عنها اميركا واسرائيل مرفوضة، فنحن مع استراتيجية الدفاع التي تخشاها اسرائيل ولا ترضاها، ومعنيون بأن نحمي هذه الاستراتيجية ولا رجوع إلى الوراء لان اسرائيل تراهن على ان يرجع لبنان إلى مرحلة الضعف والوهن».