إدانة واسعة للغارات على غزة.. وواشنطن تكتفي بطلب تفادي المدنيين

العالم «قلق» ويدعو إلى وقف كل أعمال العنف فورا .. والأمم المتحدة تدين الاستخدام المفرط للقوة من جانب إسرائيل

TT

أثارت الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة امس والتي اوقعت اكثر من 205 قتلى ردود فعل شديدة على المستوى الدولي دعت الى وقف فوري لاعمال العنف على الاراضي الفلسطينية كما دعت ايضا حماس الى وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وترافق ذلك مع دعوات ايضا الى ضبط النفس والامتناع عن استهداف المدنيين وادانة الاستخدام غير المتكافئ للقوة. وكان بارزا امتناع البيت الابيض عن الدعوة الى وقف الغارات على قطاع غزة والاكتفاء بالاشارة الى تفادي اسقاط المدنيين.

فقد حثت الولايات المتحدة اسرائيل على تفادي اسقاط ضحايا مدنيين في ضرباتها الجوية على قطاع غزة وقالت انه يتحتم على حركة حماس وقف هجماتها الصاروخية على اسرائيل حتى تتوقف أعمال العنف.

وقال غوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض «الهجمات الصاروخية المستمرة لحماس على اسرائيل يجب أن تتوقف حتى ينتهي العنف. يتحتم على حماس انهاء أنشطتها الارهابية اذا أرادت أن تلعب دورا في مستقبل الشعب الفلسطيني» كما نقلت وكالة رويترز.

وأضاف «تحث الولايات المتحدة اسرائيل على تفادي اسقاط ضحايا مدنيين وهي تستهدف حماس في غزة».

وتابع في بيان من واكو (تكساس، جنوب) القريبة من مزرعة آل بوش حيث يقضي الرئيس الاميركي جورج بوش عطلة اعياد نهاية السنة ان «الهجمات الصاروخية التي لا تكف حركة حماس عن شنها ضد اسرائيل يجب ان تتوقف حتى يتوقف العنف».

وتابع انه «على حماس ان تضع حدا لانشطتها الارهابية اذا كانت تريد ان تؤدي دورا في مستقبل الشعب الفلسطيني».

من جانبها، أدانت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي في بيان «الاستخدام غير المتكافئ للقوة»، داعية الى «الوقف الفوري» لـ«القصف الاسرائيلي» على قطاع غزة و«اطلاق الصواريخ من غزة» على اسرائيل.

ودعا خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي الى وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة. وقال متحدث باسمه «نشعر بقلق بالغ من جراء الاحداث في غزة. ندعو الى وقف فوري لاطلاق النار ونحث الجميع على ضبط النفس لاقصى درجة».

وطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ«وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل والقصف الاسرائيلي على غزة فورا»، في بيان صادر عن قصر الاليزيه. وجاء في البيان ان «رئيس الجمهورية يعبر عن قلقه البالغ حيال تصعيد العنف في جنوب اسرائيل وفي قطاع غزة ويدين بشدة الاستفزازات غير المسؤولة التي قادت الى هذا الوضع، وكذلك استخدام القوة بصورة غير متناسبة».

وتابع البيان ان «رئيس الجمهورية يأسف للخسائر المدنية الطائلة ويقدم تعازيه للضحايا الابرياء ولعائلاتهم».

وجاء في البيان ايضا ان ساركوزي الذي يتولى حتى نهاية ديسمبر (كانون الاول) الحالي الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي «يطالب بوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل والقصف الاسرائيلي على غزة فورا ويدعو الاطراف الى ضبط النفس» كما «يذكر بان لا حل عسكريا في غزة ويدعو الى اقرار هدنة دائمة» حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

كذلك، دعت روسيا اسرائيل الى وقف «العملية الواسعة النطاق» ضد غزة وحركة حماس الى وقف عمليات اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية.

وجاء في بيان الخارجية «ان موسكو ترى من الضروري ان تتوقف فورا العمليات الواسعة النطاق ضد غزة التي تسببت حتى الان بسقوط العديد من الضحايا والحقت معاناة بالشعب الفلسطيني».

وتابع «ندعو في الوقت نفسه قيادة حماس لوقف اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية».

من جانبها، اعلنت بريطانيا انها «قلقة للغاية» اثر الغارات التي شنها الطيران الحربي الاسرائيلي على قطاع غزة داعية الحكومة الاسرائيلية الى «اقصى درجات ضبط النفس»، ومطالبة بوقف «فوري» لاطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل. وجاء في بيان الخارجية البريطانية «الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم في غزة تكون عبر وسائل سلمية. بينما نتفهم التزام الحكومة الاسرائيلية بحماية شعبها نحث على ضبط النفس لاقصى درجة لتفادي سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين». واضاف «ندعو أيضا المتشددين في قطاع غزة الى وقف كل الهجمات الصاروخية على اٍسرائيل فورا». وفي انقرة، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى وقف الغارات الاسرائيلية على غزة «باسرع وقت»، مع ادانته لما اعتبره «ضربة لمبادرات السلام».

ونقلت وكالة الاناضول للانباء عن اردوغان قوله ردا على اسئلة الصحافيين «اعتبر الوسيلة التي تستخدمها اسرائيل ضربة لمبادرات السلام في حين بذلنا الكثير من الجهد من اجل السلام. اصر على ضرورة وقف هذا النهج باسرع وقت».

واعتبر اردوغان ان العملية الاسرائيلية تنم عن «عدم احترام» ازاء تركيا بعد ان اضطلعت منذ اشهر بدور الوسيط في المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسورية.

وقال «فكرت اليوم في الاتصال برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بشأن المباحثات الاسرائيلية السورية ولكني تراجعت عن ذلك، ولن اتصل به». كما دعا اردوغان مجلس الامن الدولي الى التدخل باسرع ما يمكن.

من جانبها، ادانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بقوة الهجمات الصاروخية ضد اسرائيل، وحملت حماس مسؤولية انتهاك وقف اطلاق النار. كما دعت لاستعادة وقف اطلاق النار في الشرق الاوسط فورا. كذلك، قال البيت الابيض ان الرئيس الاميركي جورج بوش بحث الوضع في الشرق الاوسط مع رايس امس.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو، ان ستيفن هادلي مستشار بوش للامن القومي، ابلغ الرئيس الاميركي، الذي يقضي عطلة في ضيعته في تكساس بالضربات الجوية الاسرائيلية في قطاع غزة، وان بوش اتصل هاتفيا برايس. ولم يذكر جوندرو اي تفاصيل عما دار في هذه المحادثات.

من جانبه، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن «بالغ قلقه ازاء اعمال العنف وحمام الدم في غزة». وقال المتحدث باسم الامين العام انه يدعو «الى وقف فوري لكافة اعمال العنف». وقال الامين العام انه «مع اخذ مخاوف اسرائيل في الاعتبار، في ما يتعلق بمواصلة اطلاق الصواريخ من غزة (..) نذكر اسرائيل بحزم بالتزاماتها ازاء القانون الانساني الدولي وحقوق الانسان، وندين الاستخدام المفرط للقوة، الذي يؤدي الى خسائر في الارواح وجرحى بين المدنيين». كما دعا الى وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل.

وقال المتحدث ان بان كي مون «يكرر نداءه من اجل ايصال المواد الانسانية الى غزة لمساعدة السكان المدنيين المنكوبين».

وبدوره، اكد توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط ان «الاحداث الرهيبة والخسائر المأساوية في الارواح في غزة تتطلب، وبصورة فورية، اقرار تهدئة فاعلة يتم خلالها وقف اطلاق الصواريخ التي تستهدف المدنيين الاسرائيليين، ووقف الغارات الاسرائيلية على غزة، لكي تنتهي المعاناة الحادة التي يعيشها السكان».