المنامة: متهمو «المخطط الإرهابي» تدربوا في سورية على المتفجرات وتفخيخ السيارات

وزير الداخلية البحريني: التحقيقات مع المتهمين أفادت بأن قيادتهم وتوجيههم يتمان من قبل اثنين من البحرينيين الموجودين في بريطانيا

وزير الداخلية البحريني خلال مؤتمر صحافي في مقر الوزارة بالمنامة أمس (إ.ب.أ)
TT

كشفت البحرين أمس عن أن 14 متهما كانوا يعدون لمخطط أرهابي خلال أعيادها الوطنية، قد تلقوا تدريبات في معسكر متخصص في سورية، وقالت إنهم تلقوا تدريبات مكثفة في كيفية صنع العبوات الناسفة والمتفجرات وطرق استخدامها وتفخيخ السيارات. وخلال مؤتمر صحافي عقده أمس، قال الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية في البحرين، إن بلاده كانت قد أبلغت سورية في سبتمبر (أيلول) الماضي، عن معلومات تتعلق بتدريب بحرينيين في الأراضي السورية، وأن بلاده في صدد اتخاذ إجراءات لمنع استغلال السفر لدمشق للقيام بعمليات وصفها بأنها «غير مشروعة».

وكانت السلطات البحرينية قد أعلنت هذا الشهر، أنها أحبطت عملية إرهابية غداة احتفالاتها بالعيد الوطني، وتم إلقاء القبض على عدد من الأشخاص كانوا يخططون لتنفيذ عمل إرهابي خلال احتفالات البلاد بعيد الجلوس والعيد الوطني.

وأعلن الشيخ راشد عن تفاصيل العملية الإرهابية، التي كانت تستهدف مناطق سياحية في البحرين، مشيرا الى أن التحقيقات مع المتهمين أفادت بأن قيادتهم وتوجيههم يتم من قبل اثنين من البحرينيين الموجودين في بريطانيا، وأن أحدهما مقيم والآخر حاصل على اللجوء السياسي، حيث «تمكنا من التغرير ببعض الشباب وتجنيدهم والترتيب لتدريبهم (في سورية) بدنياً وعسكرياً»، غير أن الشيخ راشد قال إن المدربين لم يكونوا من الجنسية البحرينية.

وردا على سؤال حول الزيارة المشتركة التي قام بها وزير الداخلية ووزير الخارجية البحرينيين للسعودية قبل يومين، أجاب الشيخ راشد بن عبدالله أن هذه الزيارة هدفت لإطلاع القيادة السعودية على تفاصيل القضية.

واكد الوزير أن المتورطين، الذين سبق الإفراج عن عدد منهم في عفو ملكي سابق، وبينهم شرطي يعمل في وزارة الداخلية، كانوا يعتزمون تنفيذ المخطط الإرهابي في شارع المعارض والمنطقة الدبلوماسية والنادي البحري، وهي مناطق سياحية واقتصادية تقع في العاصمة المنامة، مشيرا إلى ان التحريات مستمرة لضبط عدد آخر، وأن التفاصيل الفنية للعملية ستكشفها النيابة العامة في وقت لاحق، وقال إن المتورطين كانت لديهم إمكانيات مالية كبيرة، وتسعى الوزارة لمعرفة الممولين، وما ستكشف عنه التحقيقات.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الجهات السورية والبريطانية على علم بما حدث على أراضيها قال وزير الداخلية البحريني، «تمت مخاطبة البلدين، وفي ما يتعلق بالأشخاص في بريطانيا لدينا تنسيق مع الأجهزة الأمنية ومراسلات رسمية بين البلدين، بخصوص ما يقوم به هؤلاء الأشخاص». مضيفا «كانت لدينا أدلة مادية بسيطة ولكن الآن توفرت الأدلة المقنعة الملموسة». وحول ارتباط المجموعة بخلية أو جماعة إرهابية، اكتفى الوزير بالتأكيد على ان المتورطين شكلوا جماعة تتدرب على السلاح، وانه من السابق لأوانه الكشف عن الأسماء. واكد الوزير ان العملية التي تم إحباطها تختلف عن غيرها من العمليات التي تم ضبطها في السنوات الماضية، مشيرا إلى ان العمليات السابقة لم تكن بمستوى التنظيم العالي والخطورة بالنسبة للمجموعة التي تم إحباط عمليتها، مشددا على ان هناك العديد من التحديات التي تواجه الوزارة وعلى رأسها كيفية منع الشباب من الانخراط في هذه التجمعات الإرهابية. ووفقا لاعترافات أعضاء المجموعة الإرهابية، التي أعلنها وزير الداخلية البحريني، فإن أفراد المجموعة كانوا قد سافروا إلى سورية مع إحدى الحملات التي تُنظم في فترة الصيف، وكان ذلك خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (اب) الماضيين، تحت ستار زيارة الأماكن الدينية لتوفير الغطاء للهدف الحقيقي من السفر. «ولدى وصولهم قابلهم الشخص البحريني المقيم في لندن، الذي رتب ونفذ لهم برنامجاً تدريبياً مكثفاً على كيفية صنع العبوات الناسفة والمتفجرات وطرق استخدامها وتفخيخ السيارات، وتم التدريب في منطقة الحجيرة، وكان في الموقع أشخاص آخرون يتم تدريبهم، وأن المتدربين كانوا يرتدون أقنعة أثناء التدريب بينما كان المدربون بدون أقنعة». كما أفاد المتهمون بأن القياديين البحرينيين الموجودين في بريطانيا يخططان لإدخال كمية كبيرة من الأسلحة إلى البحرين لاستخدامها «في القيام بأعمال عنف وتخريب وإرهاب للإخلال بالأمن والنظام العام».

وقال الشيخ راشد، إنه فور وصول هذه المعلومات إلى الأجهزة الأمنية «أبلغنا الأجهزة الأمنية في الجمهورية السورية الشقيقة بهذه الأمور وطلبنا منها إيفاد المختصين لتزويدهم بما توفر من معلومات ووقائع للمساعدة بلا شك في اتخاذ ما يلزم للحيلولة دون استغلال الأراضي السورية في التدريب على الأعمال الإرهابية»، وكان لافتا أن الوزير البحريني أكد أن بلاده سبق وأبلغت السلطات السورية بمعلومات مماثلة. مضيفا «شرحنا للجهات المعنية في الجمهورية العربية السورية عن معلومات مماثلة في وقت سابق خلال الزيارة التي قمنا بها بتاريخ 9/9/2008، ومن منطلق الحرص على علاقة البلدين فإننا سوف نناقش مع الأشقاء التنسيق بشأن الأمور التي تكفل عدم استغلال السفر إلى سورية للتحضير لأعمال غير مشروعة».

واعتبر وزير الداخلية البحريني أن قوات الأمن تمكنت من الكشف عن العملية الأمنية الاستباقية، مما أدى إلى إحباط «مخطط إرهابي يرتكز على إنشاء جماعة يتم تدريب عناصرها على استخدام الأسلحة والمفرقعات، ويُنفذ باستخدام عبوات ناسفة مصنعة محلياً خلال احتفالات البلاد بأعيادنا الوطنية، في مناطق حيوية وذات تجمعات كثيفة، للإخلال بالأمن والنظام العام وترويع المواطنين والمقيمين وبث الرعب في نفوسهم وتعريض حياتهم للخطر».

وقال إنه توفرت لدى الأجهزة الأمنية معلومات أكدتها التحريات عن قيام أحد عناصر مجموعة إرهابية بتجهيز عبوات ناسفة بقصد توزيعها على عدد من الأشخاص لاستخدامها في تنفيذ المخطط يوم السابع عشر من الشهر الجاري، مفيدا بأنه وبعد الحصول على إذن من النيابة العامة قامت أجهزة الأمن بضبط عناصر من المجموعة قبل تنفيذ العملية بيوم واحد، وضبط آخرين في تاريخ لاحق، «وبتفتيش مساكنهم تم العثور على عبوات ناسفة محلية الصنع وأدوات التصنيع، وبمناقشتهم أقروا بما هو منسوب إليهم وبأنهم كانوا يعتزمون تنفيذ المخطط الإرهابي في شارع المعارض والمنطقة الدبلوماسية والنادي البحري».

وفي ما ما يتعلق بعلاقة المتهمين، الذين شمل البعض منهم عفو ملكي في وقت سابق، بمخططي العملية والمقيمين في بريطانيا، قال الشيخ راشد «سبق لنا تنبيه السلطات البريطانية إلى خطورة الممارسات والأنشطة التحريضية والإرهابية التي يمارسها أحد الحاصلين على اللجوء وشخص آخر مقيم في بريطانيا، ومن المؤسف أن يقوما باستغلال هذه التسهيلات لتنفيذ أعمال خطيرة تهدد أمن البحرين، ولقد طالبنا الجهة المختصة بإطلاع السلطات البريطانية على ما توفر من معلومات ووقائع لاتخاذ ما يلزم في هذا الأمر».