خادم الحرمين يوجه بتقديم أقصى درجات العناية لجرحى غزة ومرافقيهم

زار أمس المصابين الفلسطينيين في تخصصي الرياض.. أحدهم طفل في عامه الثامن

خادم الحرمين خلال زيارته لفلسطينيين أصيبا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (واس)
TT

قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بعد ظهر أمس، بزيارة لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، اطمأن خلالها، على صحة المصاب الفلسطيني محمود أبو سلطان، 20 عاما، الذي تعرض للإصابة بصاروخ أطلقته القوات الإسرائيلية على منزله مما أدى إلى إصابته في الرأس إصابة شديدة أدت إلى فقدانه للوعي ويخضع للعلاج اللازم في المستشفى.

كما أطمأن خادم الحرمين، خلال زيارته، على المصاب الفلسطيني عماد الخالدي، 22 عاما، الذي تعرض للإصابة بصاروخ إسرائيلي أدى إلى كسر في الساق الأيسر، وأجريت له عملية جراحية عاجلة أمس.

وكان في استقبال الملك عبد الله بن عبد العزيز، لدى وصوله الى مقر المستشفى مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور فهد العبد الجبار والمشرف العام التنفيذي على المستشفى الدكتور قاسم القصبي وعدد من المسؤولين.

وقد استمع الملك خلال زيارته، إلى شرح من المختصين عن حالة المصابين اللذين وصلا بواسطة طائرات الإخلاء الطبي إلى الرياض مساء أمس الأول تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بعلاج المصابين الفلسطينيين جراء الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على غزة في مستشفيات المملكة.

وتمنى خادم الحرمين الشريفين، للمصابين الشفاء العاجل، موجها ببذل أقصى الجهود للعناية بهما وبأي مصاب آخر يصل إلى المملكة للعلاج وكذلك العناية بمرافقيهم وإسكانهم ورعايتهم.

وكانت طائرة الإخلاء الطبي السعودي الأولى، قد وصلت إلى مطار قاعدة الرياض الجوية البارحة الأولى، قادمة من مطار العريش في مصر وعلى متنها تسعة من المصابين الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقد سخرت وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي وبالتنسيق مع القطاعات الصحية جميع إمكاناتها لاستقبال تلك الحالات ونقلها للمستشفيات وذلك إنفاذا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القاضي باعتماد معالجة الجرحى الفلسطينيين في كافة مستشفيات المملكة التخصصية والمرجعية والعامة كل حسب حالته الصحية.

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور خالد مرغلاني، المتحدث الرسمي بوزارة الصحة السعودية، أن غالبية المصابين الذين وصلوا إلى الأراضي السعودية تتباين حالاتهم من متوسطة إلى بليغة. وقال أن اثنين منهم إصابتهما خطرة، وهم في غيبوبة الآن.

وأوضح في تصريحات للصحافيين، أن الجرحى والمصابين تم توزيعهم على مستشفيات مدينة الرياض على النحو التالي: حالتان في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومثلهما في مدينة الملك فهد الطبية، وأخريان في مستشفى الملك خالد الجامعي، وحالة واحدة، في كل من: مستشفى القوات المسلحة، مستشفى قوى الأمن، ومستشفى الحرس الوطني.

وأفاد مرغلاني أن طائرة الإخلاء الطبي الثانية موجودة الآن في مطار العريش بمصر تمهيدا لنقل الدفعة الثانية من المصابين الفلسطينيين إلى المملكة.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة هند بنت عبد اللطيف الحميدان مديرة بنك الدم بمستشفى التخصصي، إنهم استقبلوا منذ بداية الأسبوع الماضي، أعدادا كبيرة جدا من المتبرعين بدمائهم لصالح مصابي الأحداث التي شهدتها غزة أخيرا.

وذكرت أن قرابة الـ1200 شخص، ضخوا ما يزيد على الـ600 لتر من الدماء في بنك الدم، وهو ما اعتبرته مؤشرا قياسيا في هذا الجانب. وذكرت بأن عمليات التخزين مستمرة حتى إيجاد آلية لنقل تلك الدماء لقطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، مبرزة إمكانية استخدام تلك الدماء لصالح المصابين والجرحى الذين وصلوا إلى الأراضي السعودية لتلقي العلاج.

ونوه السفير الفلسطيني لدى المملكة جمال الشوبكي والذي بدا عليه التأثر الشديد لحظة إنزال مواطني بلاده المصابين لأرض المطار، بمبادرة خادم الحرمين الشريفين في علاج الجرحى الفلسطينيين في المملكة وتوفير جميع الخدمات الطبية اللازمة لهم إضافة إلى توفير المستلزمات الطبية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأشاد السفير الشوبكي بحملة التبرعات الشعبية للفلسطينيين التي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بإطلاقها في عموم مناطق المملكة للمساهمة في مساعدة وعون وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين والوقوف معهم جراء ما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة. وأشار إلى أن ما تجده فلسطين من دعم من الدول العربية وخاصة من المملكة العربية السعودية خفف عليهم مشاعر الحزن والألم لما يجري لأهلهم في قطاع غزة وما يتعرض له المدنيون والأطفال من مجازر على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي مؤكدا أن الدماء الفلسطينية لن تذهب هدرا وإنما ستؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

وأبان الشوبكي، أن من بين المصابين التسعة طفلا في الثامنة من عمره، إصابته في الرأس، وهو ما يعد دليلا على وحشية الاعتداء الإسرائيلي.

من جهة ثانية عبر المصابون عن شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على تكفلها بعلاجهم في مستشفيات المملكة وعلى ما وجدوه من عناية طبية منذ وصولهم إلى مطار العريش وحتى هذه اللحظة.

وشرحوا ما يعانونه من إصابات جراء الاعتداء الإسرائيلي حيث بين أحد المصابين أنه تعرض لشظايا صاروخ إسرائيلي أدى إلى إصابته بكسر في الذراع الأيمن والكتف، فيما بين أحد المصابين أنه بينما كان يقوم بإسعاف المصابين في أحد مقار الأجهزة الأمنية في قطاع غزة جراء قصفه بصاروخ من طائرة أف 16 تم قصف المقر مرة أخرى أصيب هو بهذا القصف ونتج عنه كسر في الرجل اليسرى وتمزق في الأمعاء إلى جانب قطع في وريد اليد اليمنى.

وأوضح أحد المصابين، وهو طفل لم يتجاوز الـ8 أعوام، أنه تعرض للإصابة وهو خارج من المدرسة، وهي عبارة عن كسر في الجمجمة.

يأتي ذلك، فيما غادرت مطار قاعدة الرياض الجوية الجمعة، طائرة اغاثية سعودية إلى مطار العريش تحمل مساعدات طبية إلى قطاع غزة تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بتأمين كل ما يمكن من جميع المستلزمات الطبية والأدوية وشحنها إلى قطاع غزة عن طريق جمهورية مصر العربية نظراً لما يتعرض له القطاع من اعتداءات إسرائيلية وما نتج عنها من قتلى وجرحى من جانب الأشقاء الفلسطينيين، حاملة على متنها 12 طنا من الإسعافات الطبية والأدوية والمستلزمات السريرية والمحاليل الوريدية.

وتسلم الهلال الأحمر الفلسطيني عبر منفذ رفح أمس الجمعة، الدفعة الرابعة من المساعدات السعودية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لتأمين المستلزمات الطبية والأدوية للأشقاء الفلسطينيين.

ووصلت الطائرة الإغاثية الطبية الخامسة مساء أمس لمطار العريش بجمهورية مصر العربية حيث كان في استقبالها بالمطار رئيس الفريق الطبي السعودي الدكتور خالد الحبشي ومندوب وزارة المالية محمد العثمان، والذي قال إنه سيتم شحن حمولتها في الحال إلى منفذ رفح ليتم تسليمها للهلال الأحمر الفلسطيني لتوزيعها على المستحقين من الشعب الفلسطيني.