مظاهرات وصدامات مع الشرطة في مصر والأردن

مسيرة في بيروت تجاه السفارة المصرية واحتكاكات في طرابلس بين مؤيدي سورية وإيران ومعارضيهما

TT

شهدت عدة عواصم عربية أمس مظاهرات واحتجاجات تضامنا مع غزة تخللتها مصادمات مع قوات الأمن. ففي العاصمة الأردنية عمان منعت قوات الأمن الأردنية أكثر من ألفي متظاهر من الاقتراب من السفارة الإسرائيلية في عمان للاحتجاج على الغارات الاسرائيلية، بينما فرقت قوات مكافحة الشغب في القاهرة مظاهرة للإخوان المسلمين بعد صلاة الجمعة، وشهدت مدن مصرية أخرى احتجاجات. وفي بيروت سارت مظاهرات في اتجاه السفارة المصرية هناك.

وفي عمان انطلقت بعد صلاة الجمعة أمس من مساجد المملكة الأردنية مسيرات من مسجد «الكالوتي» في ضاحية الرابية في المنطقة الغربية من العاصمة عمان نحو السفارة الإسرائيلية اصطدمت مع قوات الدرك ومكافحة الشغب التي منعت المتظاهرين من التوجه الى مبنى السفارة التي تبعد عن المسجد اقل من كيلومتر، ورشق بعض المشاركين رجال الأمن والدرك بالحجارة، ما أدى الى تفرقيهم بالغاز المسيل للدموع واعتقال عدد من المشاركين النشطاء الذين ينتمون الى مختلف التيارات الحزبية ومعظمهم من الحركة الإسلامية.

وفي مصر شهد عدد من المحافظات مظاهرات للتنديد بالقصف الإسرائيلي لغزة، وقال شهود عيان ان قوات مكافحة الشغب استعملت العصي في ضرب محتجين إسلاميين اليوم الجمعة في وسط القاهرة لتفريق مظاهرات نظمتها جماعة الإخوان المسلمين بعد صلاة الجمعة احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

ونشرت السلطات ألوفا من قوات مكافحة الشغب وغيرها من قوات الشرطة في القاهرة ومدن أخرى قبل بدء المظاهرات.

ووقعت أعمال عنف خلال مظاهرة في مدينة العريش بشمال سيناء حين حاول محتجون شق طريقهم عبر نطاق أمني للقيام بمسيرة.

وقال شاهد من رويترز «المحتجون اشتبكوا مع الشرطة وقذفوها بالحجارة». وقال مسؤولون أمنيون ومسؤولون في الجماعة إن الشرطة احتجزت أعدادا من أعضاء من الإخوان بينهم قياديون أمس ضمن إجراءات إحباط الاحتجاجات على الهجوم الإسرائيلي الذي دخل يومه السابع على قطاع غزة.

لكن محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان نفى ما نشره موقع الجماعة على الانترنت عن إلقاء القبض على الأمين العام للجماعة محمود عزت خلال مظاهرة احتجاج في القاهرة، وأكد أن الخبر غير صحيح. وكان عزت، 65 عاما، قد اعتقل في الستينات والتسعينات لفترات زادت في مجموعها على 14 عاما.

واتخذت إجراءات أمن مشددة قبل صلاة الجمعة حول جامع الفتح أحد أكبر جوامع القاهرة القريب من محطة السكك الحديدية الرئيسية في رمسيس حالت دول وصول كثير من المصلين الى الجامع. وقال شهود عيان إن الشرطة فرضت إجراءات أمنية صارمة اليوم حول الجامع الأزهر وجامع النور في حي العباسية بشمال القاهرة.

وفي مدينة كوم امبو بمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر قاد عضو مجلس الشعب محمد العمدة مسيرة بعد صلاة الجمعة شارك فيها حوالي 2000 من المصلين والسكان. والعمدة أحد عضوين في مجلس الشعب يمثلان الحزب الدستوري الاجتماعي الحر، وهو حزب ليبرالي صغير.

كما نظمت مسيرات ومظاهرات حاشدة في الاسكندرية والمنوفية ودمياط والدقهلية في دلتا النيل والمنيا جنوب القاهرة. وتظاهر حوالي 5000 في مدينة الاسماعلية، احدى مدن قناة السويس، وحملوا لافتات تطالب بطرد السفير الإسرائيلي.

واتهم متظاهرون في دول مثل لبنان وإيران واليمن مصر بالتعاون مع الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة برفضها فتح الحدود مع القطاع.

وفي بيروت انطلقت بعد ظهر أمس تظاهرة ضمت مئات الأشخاص في غرب بيروت متجهة الى السفارة المصرية، وقد حمل المشاركون فيها عشرات النعوش السوداء تضامنا مع الضحايا في قطاع غزة. وبدأ التجمع الذي دعت اليه مجموعة من الناشطين اللبنانيين والفلسطينيين تحت شعار «كلنا غزة»، في شارع الحمراء في غرب بيروت ووصلت التظاهرة الى مقربة من السفارة المصرية في منطقة المدينة الرياضية بعد السير على الأقدام مسافة خمسة كيلومترات تقريبا، وكان ينضم اليها مشاركون جدد على الطريق.

وقد وضع معظم المشاركين في التظاهرة كوفيات على رؤوسهم وحملوا أعلاما فلسطينية أو لفوا أنفسهم بها ورفعوا لافتات كتب عليها «كل عام والمقاومون بخير»، و«افتحوا معبر رفح»، و«شعب غزة تحت الحصار، أنقذوه».

واتخذت القوى الأمنية اللبنانية تدابير أمنية مشددة في محيط السفارة المصرية في بيروت. وفي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا في الجنوب، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الى مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة وشارك فيها آلاف الأشخاص يتقدمهم عدد من الفتية الذين زنروا أنفسهم بمتفجرات وهمية، في تذكير بـ«الاستشهاديين».

وفي طرابلس في الشمال، تطورت تظاهرة الى صدام بين متظاهرين مؤيدين لسورية وإيران وآخرين مناهضين لهما.

فقد سارت التظاهرة التي شارك فيها مئات الأشخاص من وسط المدينة في اتجاه ساحة النور عند مدخلها الجنوبي حيث بدأ مهرجان خطابي. وحاول عدد من المتظاهرين عندها رفع لافتة كتب عليها «أين صواريخك يا احمدي نجاد؟» (الرئيس الايراني)، ولافتة أخرى تسأل «أين دول الصمود والتصدي؟»، فتدخل متظاهرون آخرون وحاولوا منعهم.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عن حصول تلاسن وفوضى، كما سمع صوت طلق ناري قبل أن يتفرق المتجمعون وتتدخل القوى الأمنية.