إسرائيل أغلقت الضفة في «يوم الغضب» ومنعت المصلين من الوصول إلى الأقصى

مظاهرات في الضفة الغربية تنقسم بين مؤيدي حماس وفتح.. والشرطة تصادر رايات الحركتين

TT

أغلقت اسرائيل، أمس، الضفة الغربية، لمدة يومين، تحسبا لتصعيد فلسطيني محتمل اثر استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبعد دعوة وجهتها حركة حماس للخروج في «يوم غضب»، تنديدا باغتيال القيادي البارز فيها نزار ريان. ووضعت الشرطة الإسرائيلية في حالة تأهب، تحسبا لمواجهات مع فلسطينيين. وبينما اغلق الجيش الاسرائيلي كل الضفة الغربية، طوق عناصر الشرطة وحرس الحدود الحي القديم في القدس حيث يقع الحرم القدسي. واعلن انه لن يسمح لفلسطينيي الضفة الغربية بدخول القدس. وخرج الفلسطينيون، امس، في الضفة الغربية في مسيرات كبيرة، واشتبكوا مع الجيش الإسرائيلي عند عدة نقاط عسكرية، وأصيب بعضهم بالرصاص، كما اشتبك بعضهم مع قوات الامن الفلسطينية الذين اتهمتهم حماس بالاعتداء على عناصرها، ومنع رفع راياتها، كما منعتهم من التوجه الى الحواجز العسكرية الإسرائيلية، اثر قرار من الحكومة الفلسطينية.

وظهرت خلال التظاهرات خلافات بين انصار كل من حركتي فتح وحماس. وأطلق المئات من المتظاهرين هتافات تأييد لحركة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، فرد عليهم انصار حركة فتح بهتافات التأييد لهذه الحركة. وقال ممثلون عن الفصائل الفلسطينية التي دعت للتظاهرة انه تم التنسيق مع الشرطة الفلسطينية للإعداد لهذه التظاهرة، وتم الاتفاق على ان يتم رفع العلم الفلسطيني فقط خلال التظاهرة. لكن مجموعة من الشبان والنساء رفعوا راية حركة حماس الخضراء، وهو ما دفع مجموعة من انصار حركة فتح الى رفع راية فتح الصفراء، وحصل تدافع بين الطرفين أدى الى تدخل افراد من الشرطة الفلسطينية التي اعتقلت عددا من المشاركين في التظاهرة.

وقال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية، عدنان الضميري، لوكالة الصحافة الفرنسية «أعطيت التظاهرة ترخيصا شرط ألا يتم رفع أي راية غير العلم الفلسطيني، وفي حال حصل أي اختراق سيكون من مسؤولية الفصائل العمل على تجاوزه، وان لم تستطع فالشرطة ستتدخل على الفور منعا للاحتكاك». وشوهد افراد من الشرطة الفلسطينية وهم يصادرون رايات حركتي فتح وحماس من ايدي المتظاهرين، وكذلك وهم يعتقلون عددا من المتظاهرين. وتوقفت التظاهرة ثلاث مرات بسبب قيام افراد من الشرطة الفلسطينية باعتقال عدد من المتظاهرين، الا انها عادت للتقدم بعد ان قادها ممثلون عن حركتي فتح وحماس وممثلون عن فصائل فلسطينية اخرى وهم يرفعون العلم الفلسطيني وحده.

وجاب المتظاهرون شوارع رام الله وهم يهتفون للوحدة الفلسطينية، وتضامنا مع أهالي قطاع غزة «بالروح بالدم نفديك يا غزة». وقال قيس عبد الكريم، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ان «الاحداث التي جرت شيء طبيعي لأننا ما زلنا نعيش في خضم حالة من الانقسام الداخلي التي بدأت منذ سيطرة حماس على قطاع غزة» صيف 2007. واضاف عبد الكريم «الا ان خروج هذه الأعداد الكبيرة من قبل جميع الفصائل يؤكد وحدة الشعب الفلسطيني ضد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة».

وفي غزة، خرج الآلاف في مخيم جباليا، شمال القطاع، لتشييع جثمان نزار ريان القيادي البارز في حركة حماس، وخمسة عشر من أفراد عائلته اغتالتهم إسرائيل الخميس، وسط حالة من الغضب والغليان، فيما قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية باستهداف مواقع قريبة من الآلاف المشيعيين الذين طالبوا بالثأر والانتقام لدماء ريان وأسرته. وكانت اسرائيل قتلت ريان وزوجاته الأربع وابناءه الـ12 في قصف منزله. وهاجم فلسطينيون، في القدس مركزا للشرطة الإسرائيلية، في حي رأس العمود، بزجاجات حارقة، لكن دون اصابات. كما القى متظاهرون بالحجارة على جنود الاحتلال في مخيم شعفاط شمال القدس.

وردد المتطاهرون شعارات منادية بالوحدة الوطنيةو الحوار الوطني، وتدعو للانتقام. وبعد اداء صلاة الجمعة في قرية نعلين في رام الله، اشتبك هؤلاء، مع الجيش الإسرائيلي الذي أطلق عشرات قنابل الغاز والصوت والأعيرة المعدنية، ما ادى الى اصابة العشرات بالاختناق والأعيرة لمعدنية. وقد اعلن الجيش الإسرائيلي قرية نعلين منطقة عسكرية مغلقة.

وفي قرية بلعين، قرب رام الله، استخدم الجيش الإسرائيلي سلاحا جديدا يسمى «السلاح الصارخ» وهو يصدر صوتا مزعجا يؤثر على الأذن ويؤدي إلى فقدان التوازن. وفي نابلس، خرج أكثر من 2000 متظاهر بعد صلاة الجمعة في تجمع حاشد هو الاكبر من نوعه منذ اشهر، تضامنا مع قطاع غزة، وشاركت العشرات من النسوة والأطفال المحسوبين على حماس بهذه المسيرة، اضافة الى اعضاء من كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي التابعة لحماس. ومن جهة ثانية، حاول مستوطن دهس مواطن في بلدة حوارة جنوب المدينة.

وفي بيت لحم، أدى المصلون، صلاة الغائب على أرواح الضحايا الذين سقطوا في العدوان الإسرائيلي على غزة. ورفعوا «نعشا» كتب عليه «الامة العربية». وفي الخليل، أصيب 7 مواطنين، على الأقل، بينهم صحافيون، بالرصاص والغاز المسيل للدموع، وجراء الاعتداء عليهم بالضرب، خلال مواجهات متفرقة مع قوات الاحتلال شهدتها مناطق متفرقة من محافظة الخليل بالضفة الغربية. وتركزت المواجهات في الخليل، في أحياء باب الزاوية، وشارع الشلالة، وسط مدينة الخليل، ورشق المتظاهرون قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة.

وفي قرية بيت أمر، قضاء الخليل، اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على عدد من الصحافيين وحطمت كاميراتهم ومنعتهم من تغطية الأحداث في المنطقة بدعوى أنها منطقة عسكرية مغلقة. وتحولت مظاهرات الخليل، الى مناسبة لتبادل الاتهمات مجددا بن حماس وفتح، وقالت حماس إن عناصر أجهزة أمن السلطة، الذين حضروا بكثافة، اعترضوا المسيرة بعد انطلاقها بدقائق معدودة وقاموا بالاعتداء على المشاركين في المسيرة بالعصي والرصاص، ومنعوهم من الوصول إلى منطقة التماس مع الاحتلال وسط المدينة.

وقال مسؤولون في الأجهزة الأمنية في الخليل إن عناصر الأمن قاموا بمنع المسيرة لأنها لم تحصل على الترخيص اللازم وهي ممنوعة من الوصول الى نقاط التماس. وفي جنين، شارك المئات من أهالي المحافظة بمسيرة دعت لها القوى الوطنية، تنديدا باستمرار العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا في قطاع غزة. وفي طولكرم، دارت مواجهات بالحجارة ما بين عدد من الشبان وجنود الاحتلال في بلدة قفين بشمال طولكرم، وذلك عند البوابة الغربية لجدار الفصل، من دون ورود انباء عن إصابات.