كتائب المقاومة تشتبك مع الجيش الإسرائيلي في شرق غزة وشمالها والقطاع يجزأ إلى 3 مناطق

في اليوم الثاني على العملية البرية والتاسع على العدوان

TT

في ثاني يوم للعملية البرية الاسرائيلة على قطاع غزة، وبعدما تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 35 قتيلاً منذ بدء العملية مساء اول من امس، اندلعت امس اشتباكات حادة بين المئات من عناصر «الوية النخبة في الجيش الاسرائيلي ونشطاء المقاومة الفلسطينية في مقدمتهم «كتائب القسام» عند التخوم الشرقية لمخيم جباليا ومدينة غزة، وعند التخوم الشمالية لبلدة بيت لاهيا، الى جانب محاولة الجيش الاسرائيلي التقدم صوب حي الزيتون من عند دوار الشهداء، حيث يواجه مقاومة شديدة. وذكر شهود عيان لـ«الشرق الاوسط» أن كل المؤشرات تدلل على أن الجيش الاسرائيلي يحاول احتلال منطقة جبل الكاشف شرق مخيم جباليا، ومنطقة جبل الريس شرق مدينة غزة. يذكر أن كتائب القسام، اكدت أنها نصبت في هاتين المنطقتين الليلة قبل الماضية كمينين اسفرا عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين وجرح عدد اخر من الجنود. واضاف الشهود أنه في الوقت الذي يستخدم فيه الجيش الاسرائيلي قذائف المدفعية المتمركزة على الخط الفاصل بين قطاع غزة ويستعين باطلاق النار مكثف من طائرات الهليكوبتر، فإن مقاتلي كتائب القسام يستخدمون قذائف الار بي جي المتطورة والعبوات ضد الافراد وغيرها.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي اعترف امس بمقتل ضابط واصابة 32 اخرين منذ بدء العملية البرية في الساعة الثامنة من مساء اول من امس. واعلن الجيش أن هدف العملية البرية السيطرة على المناطق التي تطلق منها الصواريخ ومحاولة قتل اكبر عدد من نشطاء القسام، الى جانب محاولة كسر الروح المعنوية لقيادة حركة حماس.

وتقدم الجيش الاسرائيلي باتجاه مدينة غزة وشمال القطاع الليلة قبل الماضية من اربعة محاور، وهي محور معبر المنطار الذي يقع جنوب شرق القطاع ودوار الشهداء جنوب مدينة غزة، ومعبر ايرز، شمال القطاع، ومحور بيت لاهيا (موقع مستوطنة دوغيت السابقة) اقصى شمال غربي القطاع. وبعد اشتباكات استمرت ثلاث ساعات انسحبت القوات الاسرائيلية التي تقدمت من محوري ايرز ودوغيت، في حين تمركزت القوات التي تقدمت من محوري دوار الشهداء والمنطار على الشارع الذي يصل شاطئ البحر بدور الشهداء وأراضي مستوطنة نيتساريم، السابقة، جنوب مدينة غزة. وذكرت مصادر اسرائيلية أن 150 دبابة تتمركز الان داخل نيتساريم السابقة، مشيرة الى أن الجيش قرر جعل المستوطنة السابقة نقطة انطلاق في التحرك داخل القطاع. واعلنت كتائب القسام تدمير دبابتين من طراز «ميركافاه 4» الدبابة الأكثر تطوراً في العالم قذيفة من طراز «بي 29» وهي احدى المفاجآت التي كانت تتحدث عنها حماس.

وفي ظل الاشتباكات المتواصلة، واصل الجيش عمليات القتل الممنهج ضد المدنيين. فبعد عصر امس قتلت ام واطفالها الاربعة في غارة اسرائيلية على سيارة في حي التفاح، شمال شرقي مدينة غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرة اطلقت صاروخاً نحو عدد من المسعفين كانوا في طريقهم لإجلاء عدد من الجرحى، فقتل ثلاثة منهم. وفي ساعات الصباح أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذيفة باتجاه سوق فراس الشعبي وسط مدينة غزة، فقتلت خمسة اشخاص وجرحت العشرات.

من ناحية ثانية قتل محمد بربخ القيادي البارز في كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية وأربعة من افراد عائلته في قصف استهدف منزله في حي النهضة في المدينة. ودمرت طائرات اف 16 احد مستودعات بلدية غزة.

وفي مدينة رفح اقصى جنوب القطاع دمرت القوات الاسرائيلية منزلاً مأهولا بالسكان، الأمر الذي ادى الى مقتل سبعة اشخاص كانو بداخله وجرح عدد اخر. والى الشرق من المدينة قامت جرافات بتجريف مساحات واسعة من مطار غزة الدولي، بالاضافة الى السيطرة على منزل وتحويله الى ثكنة عسكرية.

وفي خان يونس اطلقت طائرة استطلاع اسرائيلية بدون طيار صاروخاً على مجموعة من عناصر كتائب القسام، فقتلت وسام حمدان، وهو قائد ميداني فيها. وزعمت قيادة المنطقة الجنوبية الاسرائيلية أن حمدان كان مسؤولا عن اطلاق صواريخ «غراد» على اسرائيل. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع الى 507 منذ ان شرعت اسرائيل في عدوانها على القطاع قبل تسعة ايام. في ذلك الوقت قطع الجيش الاسرائيلي قطاع غزة الى ثلاث مناطق. وتمركزت دباباته عند دوار الشهداء على شارع صلاح الدين الواصل بين مدينة غزة وجنوب القطاع، وقطع الطريق ومنع الحركة خلال على الشارع، في نفس الوقت قامت الزوارق الحربية الإسرائيلية بإطلاق النار على كل سيارة تتحرك على الشارع. وطلبت القوات الاسرائيلية المتمركزة عند الدوار، وعلى أراضي مستوطنة نيتساريم السابقة، من الأهالي في قرية المغراقة القريبة بمغادرة منازلهم، وغادر القرية عدد قليل من الاهالي. وقطعت الدبابات الطريق الذي يصل جنوب القطاع بالمنطقة الوسطى. وقال الجيش الإسرائيلي إن اسرائيل هدفت من تقسيم اوصال القطاع الى عدم السماح لـ«كتائب القسام» بنقل السلاح والوسائل القتالية من منطقة إلى أخرى. من ناحيتها أعلنت كتائب القسام انها احتاطت للخطوة الإسرائيلية وكانت تدرك أن اسرائيل ستقدم عليها.

من ناحية ثانية اعلن الجيش الاسرائيلي عن اغلاق معبر رفح بشكل كامل، في حين رجحت مصادر اسرائيلية أن يقوم الجيش الاسرائيلي بالسيطرة على منطقة الحدود الفاصلة بين القطاع ومصر التي يطلق عليها ممر «فيلاديلفي»، من اجل استكمال تدمير الانفاق التي تصل سيناء بالقطاع. إلى ذلك رفض ابو عبيدة نفي او تاكيد اختطاف جنديين اسرائيليين خلال العملية، لكنه توعد باسر المزيد من الجنود. وفي تصريح صادر عنه قال ابو عبيدة «ربما يكون أصدقاء كثر لشليط (الجندي الاسرائيلي الاسير لدى حركة حماس)»، منوها الى تمكن مقاومين من القسام من اختراق موجات الاتصال اللاسلكي للجيش الاسرائيلي وسماع الجنود الاسرائيليين وهم يؤكدون أن لديهم خمسة قتلى واكثر من 20 جريحاً مع بدء الهجوم البري. وأكد ابو عبيدة وجود تنسيق بين كتائب القسام وكافة فصائل المقاومة، وغرف عمليات ميدانية مشتركة في مناطق الهجوم، مشيداً بالدعم الجماهيري للمقاومين واحتضانهم من قبل ابناء شعبهم، في المعركة التي قال بأنها معركة كل الشعب الفلسطيني. وشدد على أن كتائب القسام تعد منذ سنوات لمثل هذا الدخول الى غزة، مذكراً بالعملية التي قامت بها اسرائيل عام 2004 وأطلقت عليها «ايام الندم» لمنع اطلاق الصواريخ من القطاع على سديروت، والتي استمرت 17 يوماً دون ان تحقق الأهداف الاسرائيلية.