سورية تتهم «البعض» بوضع عراقيل أمام قمة عربية.. وتركيا تصر على مراقبين دوليين بغزة

مسؤول دولي يدعو لخروج الفلسطينيين من القطاع.. وثاباتيرو يعد بالضغط لوقف النار

طاقم طبي مصري ينقل جريحا فلسطينيا نحو سيارة إسعاف قرب معبر رفح على الحدود المصرية أمس (أ.ب)
TT

قال وزير الخارجية التركي علي باباجان عقب محادثات مع نظيره السوري وليد المعلم في أنقرة ان تركيا تسعى الى التوصل الى وقف لاطلاق النار لانهاء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة ينص على وجود مراقبين دوليين. ويأتي ذلك فيما طالب المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس امس بفتح حدود قطاع غزة للسماح للفلسطينيين الراغبين بمغادرة القطاع، وذلك وسط تقارير دولية تحذر من كارثة انسانية في القطاع بعد أن توقفت المخابز عن العمل، فيما شحت المياه النظيفة والكهرباء ونفد الوقود او كاد، مما أثر على اداء المستشفيات التي باتت تعمل في ظروف سيئة. وانتقد باباجان القوى الغربية لفشلها في التدخل في الازمة، وحذر من ان النزاع يمكن ان يؤدي الى نشوب توترات عالمية. وقال باباجان ان هناك العديد من الاقتراحات حول كيفية التوصل الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة. وصرح باباجان للصحافيين ان «اية تسوية يجب ان تكون مضمونة من المجتمع الدولي.. ونعتقد ان وجود مجموعة مراقبة دولية هو الامر الوحيد الذي سيؤدي الى تسوية قابلة للتطبيق والاستمرار».

ورفض باباجان الكشف عن مزيد من التفاصيل حول المسائل الاخرى التي يمكن ان تشتمل عليها اقتراحات وقف اطلاق النار، الا انه قال ان اي حل يجب ان يوازن بين المخاوف الامنية الاسرائيلية والمطالب الفلسطينية برفع القيود عن غزة. واضاف «نحن نحاول العمل على صيغة تعالج كيفية تبديد المخاوف الامنية الاسرائيلية ومسألة الحصار في الوقت ذاته».

واضاف ان تسوية الخلافات بين الفلسطينيين من حيث الانقسام بين حماس وحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس «يجب ان تكون عاملا رئيسيا في التسوية». واكد باباجان ان «مفتاح السلام العالمي يكمن في الشرق الاوسط.. المأساة في غزة تشعل التوترات الاقليمية والعالمية».

واضاف ان على القوى العالمية «القيام باجراء فوري، تماما كما حشدت جهودها خلال ايام قليلة بالنسبة لجورجيا»، في اشارة الى التدخل العسكري الروسي في جورجيا في اغسطس (آب) الماضي. وتابع «لا يوجد وقت نضيعه.. لا شيء يمكن ان يبرر مقتل المدنيين والنساء والاطفال».

من جانبه قال المعلم ان «قادة اسرائيل ارتكبوا جرائم حرب في غزة ويجب محاكمتهم عليها»، حسب ما اوردت الوكالة السورية للانباء (سانا). واضاف ان اسرائيل «برهنت في هذا العدوان الآثم انها لا تملك ارادة صنع السلام، وانها دولة تقوم على العدوان والقتل وارتكاب جرائم الحرب والابادة الجماعية»، حسب الوكالة. وحول عقد قمة عربية قال المعلم ان «البعض وضع العقبات امام عقد القمة العربية بالرغم من ان الوضع الخطير في غزة يتطلب عقدها اكثر من اي وقت مضى»، كما اوردت الوكالة.

وأضاف المعلم إن سورية «تعول كثيراً على الدور التركي داخل مجلس الأمن الدولي». وقال «نحن من خلال تجربتنا في منطقتنا ومن واقع تركيبة مجلس الأمن وهيمنة الولايات المتحدة الأميركية عليه بحكم حقها بالفيتو لا نعول كثيراً على هذا المجلس الذي أؤكد لكم أنه لن يتخذ أي قرار إلا عندما تريد إسرائيل ذلك عبر أميركا». وعن إيقاف سورية للمفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي رداً على العدوان الإسرائيلي، أوضح الوزير المعلم أن «هذه المحادثات انطلقت في ظل تهدئة بين حماس وإسرائيل مدتها ستة أشهر وتنص على رفع الحصار»، مؤكداً أن إسرائيل هي التي خرقت هذه التهدئة، قبل أن يتابع «أن شرط المحادثات غير المباشرة كما يعرف الأشقاء في تركيا كان ألا تقوم إسرائيل بأي عمل عسكري ضد غزة أو الضفة الغربية وأن لا يكون ذلك على حساب المسار الفلسطيني ومن الطبيعي عندما قامت إسرائيل بهذا العدوان الهمجي ضد غزة أن تتوقف المحادثات غير المباشرة رغم أن استعادة الجولان المحتل هو أمر مهم وغال بالنسبة لسورية ويشكل أولوية لكن هذا الموقف مهم من جانب القيادة السورية لأن ما يجري في غزة من مجازر يستحق وقف هذه المحادثات غير المباشرة ويبرهن أن إسرائيل ليست لديها إرادة صنع السلام». يذكر ان دمشق لم تعلن حتى الان رسميا وقف المباحثات غير المباشرة مع اسرائيل، غير ان أنقرة الوسيط بين دمشق وتل ابيب اعلنت من ناحيتها وقف المباحثات بسبب احداث غزة. وأجرى المعلم في أنقرة أمس لقاءات مع رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الى جانب باباجان. وكان اردوغان الذي قام بجولة الاسبوع الماضي في سورية والاردن ومصر والسعودية، قد قال ان انقرة قدمت اقتراحا من مرحلتين لانهاء النزاع: التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس وانهاء الانقسام الفلسطيني، الا انه لم يكشف عن تفاصيل.

من ناحيته، دعا الرئيس السوري بشار الأسد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى «تحمل مسؤولياته في حشد التأييد ودفع الشعوب العربية والإسلامية لتقديم كل ما تستطيعه من مساعدة للشعب الفلسطيني المقاوم». وذلك خلال لقائه صباح أمس مع وفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي. ويأتي ذلك فيما قال رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويز رودريجيث ثاباتيرو امس إن إسبانيا وفرنسا وتركيا ستقوم بالضغط في كافة المحافل الدولية للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة. وقال ثاباتيرو إنه تحدث مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، واتفق ثلاثتهم على السعي لمشاركة كافة الدول المتصلة بالقضية، ومن بينها «الدول العربية الصديقة». وشدد رئيس الوزراء الإسباني في مؤتمر صحافي، على ضرورة إطلاق الاتحاد الأوروبي مبادرة فاعلة في المنطقة، مشددا على أهمية وجود آلية مراقبة دولية لوقف إطلاق النار. وحذر ثاباتيرو إسرائيل من محاولة فرض الأمن باستخدام السلاح، مشيرا إلى «الطريق المسدود» الذي ستنجم عنه هذه السياسة. في الوقت نفسه انتقد ثاباتيرو كلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، قائلا إن بلاده تعارض كلا من «انتهاكات وقف إطلاق النار غير المسؤولة والمستفزة، بالإضافة إلى ردود الأفعال «غير المتكافئة» التي تمثل انتهاكا للقانون الدولي.

وفي موسكو، دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف امس الى وقف فوري لاطلاق النار في غزة وذلك في مكالمة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حسب ما اعلن الكرملين. وجاء في بيان للكرملين ان «ديمتري مدفيدف ومحمود عباس ناقشا تصاعد الوضع في قطاع غزة الذي ادى الى سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين ووضع انساني قاس». واضاف البيان ان «الجانبين اكدا على ضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار».