الجيش الإسرائيلي يبيد عائلات.. والزهار يؤكد أن المقاومة ستلحق الهزيمة بإسرائيل

الخسائر الفلسطينية تبلغ مليار دولار وتدمير 3624 منزلاً

TT

مع دخول العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يومه الحادي عشر، بات القصف الوحشي يرمي الى حملات إبادة للفلسطينيين من خلال استهداف عائلات بأكملها الى جانب استهداف بيوت العزاء التي أقيمت في أنحاء القطاع. فقد استهدفت آخر عمليات قصف عشوائي من الزوارق البحرية الإسرائيلية منزل اسرة فلسطينية في مخيم الشاطئ شمال غربي غزة فقتلتها عن بكرة ابيها بأفرادها السبعة الأب والأم وأطفالهما الخمسة. بينما استهدفت القذائف المدفعية بيت عزاء أحد المسعفين حيث قتل لدى استهدافه بقذيفة مدفعية اثناء محاولته تأدية واجبه لعدد من المصابين، فقتلت اربعة أشخاص وعشرات الجرحى كانوا يوجدون في سرادق العزاء. وذكرت مصادر فلسطينية أن المدفعية الإسرائيلية المتمركزة عند الخط الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة اطلقت قذيفة على بيت عزاء المسعف عرفة عبد الدايم، الأمر الذي أدى الى مقتل أربعة أشخاص، عرف منهما شادي عبد الدايم وجمال عبد الدايم. وفي حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، قتل صباح امس ستة من افراد عائلة واحدة، ثلاثة منهم اطفال عندما سقطت قذيفة مدفعية اسرائيلية على منزلهم، وقتلت طفلة من عائلة الحلو تبلغ من العمر 5 سنوات وجدها رجل يبلغ من العمر 65 عاماً، فيما اصيبت امها بجراح بالغة عندما اطلق جنود الاحتلال النار من رشاشاتهم الثقيلة على منازل الفلسطينيين التي تقع على التخوم الشرقية للحي. وذكرت مصادر فلسطينية أنه تم العثور على قتيلين عند التخوم الشرقية لمخيم جباليا. وفي منطقة العطاطرة غرب بلدة بيت لاهيا، اقصى شمال مدينة غزة عثر على قتيل جراء قصف الزوارق الحربية لأحد المنازل، واكد شهود عيان أن عدداً من القتلى والجرحى لا زالوا تحت الانقاض. وأكد الدكتور بسام ابو وردة مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة ان الطواقم الطبية لا تستطيع الوصول للمكان لإخلاء القتلى والجرحى بسبب القصف الاسرائيلي المتواصل.

وفي بلدة خزاعة، جنوب شرقي القطاع، أصيب عدد من الأشخاص بجراح جراء قيام طائرة هليكوبتر عسكرية من طراز «أباتشي» بإطلاق صاروخ من طراز «هايل فاير» على احد شوارع البلدة. ودمرت الطائرات مقر «اتحاد لجان الرعاية الصحية»، القريب من برج الشفاء غرب مدينة غزة، الأمر الذي أدى الى تدمير المبنى بالكامل وأربع سيارات إسعاف، وعدد من العيادات المتنقلة التابعة للمركز التي استخدمت من قبل الاتحاد كمستشفيات ميدانية لاسعاف ضحايا العدوان. من ناحية ثانية، تلقى مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي شرق مدينة غزة، الذي يتولى العناية بمئات المصابين بالإعاقات الجسدية، انذاراً إسرائيلياً بالقصف، إلا ان ادارة المستشفى والعاملين رفضوا إخلاءه نظراً لوجود عدد كبير من الجرحى والمرضى فيه. واكدت ادارة المستشفى انه لا يمكن اخلاء المرضى، على اعتبار أنه لا يمكن العثور على مكان يمكن أن يكون مناسباً للمرضى الذين يعانون من اعاقات مختلفة وبعضهم من شلل رباعي.

وفي مخيم النصيرات قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل جميل مزهر القيادي في الجبهة الشعبية الذي كان قد اخلي من اهله، فسوته بالأرض، ودمرت ايضا منازل اربعة ناشطين في «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس في مدينة غزة ومخيم البريج وسط القطاع ومدينة خان يونس جنوبه. وقصفت الطائرات مجدداً جامعة «الأمة للعلوم الامنية» في حي النصر شمال مدينة غزة، الى جانب قصف سيارة مدنية، الأمر الذي أدى الى اصابة شخصين.

وحسب المصادر الطبية الفلسطينية، فأن عدد القتلى الفلسطينيين منذ شروع اسرائيل في حملة «الرصاص المتدفق» قد وصل الى 525 قتيلا، من بينهم 115 طفلا، و2500 جريح. من ناحيته وفي أول ظهور له منذ الحملة الاسرائيلية على القطاع، قال القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار، ان حركته «ستحقق النصر» على اسرائيل. وفي كلمة بثتها فضائية «الأقصى»، التابعة للحركة، قال الزهار إن «النصر آت بإذن الله»، مؤكداً أن خيار المقاومة «سينتصر على الصهاينة». وأكد على وحدة برنامج المقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني، محذراً ممن وصفهم بالعملاء والخونة من العبث بأمن الشعب الفلسطيني، ودعا كل شرائح المجتمع الى التكافل والتعاون. وحول استهداف اسرائيل للاطفال والمستشفيات الفلسطينية قال، إن الإسرائيليين «شرٌعوا قتل أطفالهم عندما قتلوا اطفالنا، وشرعوا قصف مستشفياتهم عندما قصفوا مستشفياتنا، وشرعوا هدم كنسهم عندما هدموا مساجدنا، لقد شرعتم كل وسائل زوالكم بأيديكم». وطالب الزهار برفع الحصار عن غزة واعادة فتح معبر رفح وكافة المعابر. وهاجم الموقف الاميركي المساند للعدوان الاسرائيلي على القطاع منتقداً موقف الاتحاد الأوروبي الذي برر العدوان، واصفاً موقف الامم المتحدة بـ«الخاطئ». على صعيد آخر، أعلن رئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين عادل عودة، أن التقديرات الأولية للخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحملة العسكرية على قطاع غزة تزيد على مليار دولار. وفي مؤتمر صحافي عقده في رام الله صباح امس، قال عودة إنه بناء على المعطيات المتوفرة عن حجم الدمار الاقتصادي، فان قوات الاحتلال دمرت 3624 منزلا و8 مساجد و16 مدرسة وعشرات المقرات الأمنية، ومجمع الوزارات الذي يضم وزارتي المالية والأشغال العامة، الممول من قبل السلطة الوطنية بقرض قيمته 25 مليون دولار من البنك العقاري المصري العربي، بالإضافة إلى تدمير حوالي 15 وزارة، والجسرين الرابطين بين شمال وجنوب قطاع غزة، عدا عن تدمير العديد من الشوارع وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات والجامعة الإسلامية وبعض المؤسسات التعليمية الأخرى. وأكد أن ترميم ما تم تدميره من منازل يحتاج الى 400 مليون دولار، بينما ترميم وإعادة بناء المدارس والمؤسسات التعليمية تحتاج إلى 150 مليون دولار، والوزارات والمجمعات الحكومية والمقرات الأمنية إلى 200 مليون دولار، و200 مليون دولار مثلها للبنى التحتية. وأشار الى أن هناك حاجة لـ 200 مليون دولار لإزالة الردم والركام الناجم عن التدمير في الأسبوع الأول من القصف الإسرائيلي، مؤكداً أن كل ما تم بناؤه منذ قدوم السلطة الوطنية عام 94 ولغاية الآن تم تدميره في غضون أسبوع واحد من العدوان والقصف الإسرائيلي الممنهج. واكد أن العدوان استهدف ضرب البنية التحتية والمؤسساتية الفلسطينية.