الطيران الإسرائيلي يرتكب مجزرة بمدرسة في جباليا ضحيتها 40 طفلا وامرأة لاذوا اليها بعد تدمير منازلهم

استمرار المعارك الطاحنة على أطراف مدن غزة

TT

تواصلت امس المواجهات العنيفة بين المقاومين الفلسطينيين من شتى الفصائل والقوات الاسرائيلية الغازية على المحاور الرئيسية المتاخمة للمدن الرئيسية بما فيها حي الشجاعية على الاطراف الشرقية لمدينة غزة وحي الزيتون على اطرافها الجنوبية. واسفرت المعارك الليلة قبل الماضية وأمس عن مقتل 5 جنود اسرائيليين وجرح العشرات باعتراف الناطق الرسمي للجيش الاسرائيلي بينما فاقت الخسائر الفلسطينية المائة قتيل بعد مقتل اكثر من 40 طفلا وامرأة وجرح 60 اخرين في قصف لمدرسة تابعة لوكالة غوث اللاجئين «الاونروا» في مخيم جباليا شمال القطاع، لجأوا اليها هربا من القصف على بلداتهم. وبذاك يصل اجمالي الضحايا منذ بدء العدوان الى 635 واكثر من 2800 جريح. واعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اسقاط طائرة بدون طيار في مدينة رفح جنوب غزة وقالت انها ستعرضها في مؤتمر صحافي.

فبينما شهد اول من امس عمليات قصف لمنازل العائلات واسفرت عن ابادة العديد منها، صب الطيران الاسرائيلي حممه على المدارس لا سيما التي يحتمي فيها الاطفال والنساء من القصف المدمر في بلداتهم. فبالاضافة الى مدرسة الفاخورة في جباليا، قصفت طائرة هليكوبتر عسكرية من طراز «اباتشي» مدرسة «أسماء» في مخيم الشاطئ شمال غربي مدينة غزة، وقتل ثلاثة فلسطينيين وجرح عشرة اخرين. وقال عدنان ابو حسنة المتحدث باسم «الانروا» إن المدرسة المذكورة تؤوي 450 فلسطينياً دمر العدوان منازلهم. وفي خان يونس قتل شخصان وجرح 20 اخرين عندما قصفت طائرة اسرائيلية مدرسة «المعري» التي تؤوي عددا كبيرا من العائلات التي دمرت منازلها. وقتل 12 شخصا من أفراد عائلة فلسطينية في مدينة غزة، سبعة منهم من الإطفال، عندما قصفت طائرة من طراز «أف 16» المنزل المكون من طابقين بقنبلة تزن طنا، ودمرته بالكامل.

والى الشرق من حي الزيتون، جنوب غزة، قصفت المدفعية الاسرائيلية منازل عائلتي حسنين والداية الواقعة خلف سوق السيارات، فقتلت أربعة اشخاص وجرحت 25 اخرين. واكد شهود عيان أن الجرحى ظلوا في المكان لمدة خمس ساعات دون أن تتمكن طواقم الاسعاف من الاقتراب منهم. وفي مخيم البريج، وسط القطاع، قتل ثلاثة من افراد عائلة واحدة عندما سقطت قذيفة مدفعية على منزل عائلة ابو جبارة، في قلب المخيم. وقتل رجل وامرأته عندما قصفت طائرة اسرائيلية منزلهما بالصواريخ في مخيم خان يونس، جنوب القطاع. واستهدفت الطائرات منزل يعود لعائلة زملط في مخيم جباليا، الأمر الذي ادى الى مقتل شخصين، في حين اسفر قصف لمنزل عائلتي الكردي والكحلوت عن مقتل ثلاثة اشخاص. وقال الدكتور معين المصري نائب مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا أن 16 شخصا قتلوا في شمال القطاع جراء تعرض منازلهم للقصف. ودمر القصف منزل النائب مشير المصري امين سر كتلة حركة حماس البرلمانية بثلاثة قذائف مدفعية. واستهدف القصف مقر «دار القرآن الكريم» في مخيم جباليا.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الطائرات والزوارق الحربية والمدفعية استهدفت منذ الليلة قبل الماضية 35 منزلاً على الأقل، معظمها تعود لكوادر في حماس. ففي مدينة رفح جنوب القطاع استهدفت الطائرات سبعة منازل، وأخرى في خان يونس وخمسة في المنطقة الوسطى و16 في غزة وشمال القطاع. ووسط مدينة غزة أطلقت طائرة استطلاع بدون طيار صاروخاً على فتى يبلغ من العمر 16 عاماً وهو يقود دراجته الهوائية في شارع عمر المختار الرئيسي، فقتل على الفور. وذكرت مصادر فلسطينية أن الطائرات قصفت صباح امس مقر جمعية أصداء المريض في حي الرمال، وسط غزة، الأمر الذي أدى الى مقتل شخص واصابة اخرين بجراح. وفي مدينة دير البلح قتل عشرة من عناصر كتائب القسام وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، وأصيب 30 اخرين بجراح، عندما أطلقت الزوارق الحربية وطائرات الاستطلاع الصواريخ والقذائف عليهم. وذكرت مصادر فلسطينية أن العشرات من كوادر كتائب القسام وسرايا القدس كانوا يرابطون على شاطئ البحر، وبالقرب منه، عندما اقترب عدد من الضفادع البشرية الاسرائيلية من الشاطئ فتقدم اثنان من المقاومين وأطلقا صوبهما النار، فما كان من احدى طائرات الاستطلاع إلا أن قامت باطلاق صاروخ باتجاههما فقتلا على الفور، وعندها اعتقد بقية افراد المجموعة المرابطة أن زميلهما قتلا في اشتباك من وحدة كوماندوز بحرية تسللت عبر الشاطئ، وعندما خرجوا من مواقعهم، أطلقت عليهم طائرة الاستطلاع عدة صواريخ، ادت الى مقتل ثمانية وجرح ثلاثين اخرين. من ناحيته اعتبر رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية ان الهجوم البري الاسرائيلي على غزة دليل على فشل الاحتلال بفرض الاستسلام على اهالي غزة. وفي بيان صادر عنه، قال هنية إن الحرب التي تشنها اسرائيل على القطاع «تعجز امامها دول». واضاف «صحيح أن شعبنا لا يملك طائرات ولا دبابات ولا بوارج ولا قنابل انشطارية أو فسفورية.. ولكنه يملك إرادة وعزيمة وإيمان وإصرار، ويتسلح بالثبات والوحدة والقدرة الهائلة على الصبر والتحمل والصمود... فما أظهرته غزة في هذه الحرب التي تسقط أمامها دول هو بمثابة معجزة إلهية وآية من آيات الله، فالحسابات البشرية تعجز عن تفسير هذا الثبات»، على حد تعبيره. وأردف هنية متسائلاً «كيف يسمح العرب والمسلمون وأحرار العالم لهذه المجازر وهذا الاستخفاف بكل قيم الحياة».

واعتبر ان التباطؤ الملحوظ في انعقاد مجلس الأمن يدلل على أن أطرافا دولية تسعى إلى منح الاحتلال المزيد من الوقت لارتكاب المزيد من المجازر، معبراً عن عتبه «على الأشقاء العرب إحالة ما يجري لمجلس الأمن، وهم يعرفون مسبقا انه محكوم بإرادة الكبار وفي مقدمتهم الإدارة الأميركية التي شرعت القتل وسفك الدماء في فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان والصومال».