اليمن: محاكمة 3 بتهمة الاتصال بأولمرت.. وتفخيخ 16 سيارة

الادعاء اليمني: رسالة إسرائيلية قالت لزعيم الخلية «مستعدون لدعمكم كعميل»

المتهمون أثناء جلسة المحكمة في صنعاء أمس (رويترز)
TT

قدمت النيابة العامة اليمنية 3 شبان يمنيين للمحاكمة بتهم التخابر مع إسرائيل والزعم بتفخيخ 16 سيارة لتفجيرها في القصر الرئاسي ووزارة الداخلية، حيث مَثَل ثلاثتهم بقاعة محكمة البدايات المعنية بالنظر في قضايا الإرهاب وأمن الدولة في البلاد. واتهم وكيل النائب العام كلا من عماد علي سعد الريمي 24 عاماً، وبسام عبد الله الحيدري 26 عاماً، وعلي عبد الله المحفل 24 عاماً، بنشر وإذاعة أخبار كاذبة ومغرضة باسم منظمة الجهاد الإسلامي وإعلام الغير بها، وإعلانها بوسائل الاتصال الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت وبعض السفارات العربية والأجنبية والقنوات الفضائية، عن قيام تنظيم مزعوم للجهاد الإسلامي بإحداث تفجيرات في العاصمة صنعاء ومحافظة حضرموت ومدينة سيؤون بالمحافظة نفسها، واستهدف التنظيم المصالح الوطنية والأجنبية. وقالت عريضة الادعاء إن المتهمين الثلاثة يعلمون عدم صحة هذه المعلومات وإدراكهم لطبيعتها، وترمي إلى تكدير الرأي العام بإلقاء الرعب بين الناس، وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة للبلاد. وقال وكيل النيابة العامة في عريضة الدعوى التي تقدم بها لهيئة المحكمة: إن الرجل الأول في هذه الخلية عماد علي الريمي سعى عبر الاتصال غير المشروع لدى إسرائيل مبادراً بتقديم نفسه لخدمتها، فبعث برسالة بالبريد الإلكتروني إلى رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت تضمنت بأن الريمي الذي كُني بأبي الغيث اليماني منظم لتنظيم الجهاد الإسلامي وخاطب أولمرت قائلا: بالرغم من أنكم يهود ولكنكم صادقون، ونحن مستعدون لعمل أي شيء، وقال الادعاء العام إن أولمرت رد على رسالة الريمي التي جاء فيها «نحن مستعدون لدعمكم على أن تكونوا حجر عثرة في الشرق الأوسط وسوف ندعمكم كعميل». واعتبرت النيابة هذا النهج من الريمي أمراً يضر بمركز اليمن السياسي والدبلوماسي، مشيرة إلى أن المتهمين زعموا بتفخيخ 16 سيارة بهدف تفجير 6 من هذه السيارات أمام القصر الجمهوري، فيما وزعت بقية السيارات للتفجير في مبنى وزارة الداخلية والسفارة البريطانية والسفارتين السعودية والإماراتية. كما أعلن الريمي نفسه ناطقاً باسم تنظيم الجهاد الإسلامي وكُنى بأبي الغيث اليماني، مستخدماً شبكة الإنترنت، وأعلن مسؤولية هذا التنظيم المزعوم عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف السفارة الأميركية بصنعاء وأودى بحياة المهاجمين الـ6 وعدد مساوٍ من الحراس الأمنيين اليمنيين في البوابة الأمامية للسفارة الأميركية وقتل وجرح عدد من المواطنين.

وبعد أن انتهت النيابة العامة من تقديم الدعوى ضد المتهمين الـ3 طلب القاضي محسن علون من المتهمين الرد على هذه التهم فأنكروا مجمل هذه التهم مناشدين هيئة المحكمة تأمين حق الدفاع بتعيين محامٍ للدفاع عنهم، فيما طلب وكيل النائب العام من هيئة المحكمة إنزال أقصى العقوبات على المتهمين، ثم قررت قيادة المحكمة رفع التقاضي للسبت المقبل. وكانت الداخلية اليمنية قد أعلنت اعتقال 6 من تنظيم الجهاد الإسلامي بعد تبني هذا التنظيم لاستهداف السفارة الأميركية في 17 من سبتمبر (أيلول) الماضي. ومن بين المعتقلين شخص يُدعى أبو الغيث اليماني، الذي أصدر بياناً باسمه بتبني الهجوم على السفارة الأميركية، وكانت هذه الخلية قد أطلقت على بياناتها حول هذا الحادث اسم الجهاد الإسلامي تارة وتارة أخرى باسم هيئة الفضيلة. ومن جانب آخر فقد أبرزت النيابة العامة أمام هذه المحكمة المضبوطات التي تدين خلية من تنظيم القاعدة مكونة من 4 متهمين وهي عبارة عن عدد من المسدسات وبندقية كلاشينكوف وقاذفات بوازيك وجهاز كمبيوتر وأعيرة نارية، وبعد عرض هذه المضبوطات طلبت النيابة تحديد الـ17 من الشهر الجاري لسماع وتقديم المرافعات الختامية ومن ثم تعيين موعد للنطق بالحكم. وكانت هذه الخلية قد قُدمت للمحاكمة قبل عدة أسابيع وتتكون من 4 متهمين اتُّهموا من قِبَل السلطات بتكوين عصابة مسلحة واتفقوا جنائياً للقيام بأعمال إجرامية بالتخطيط لاستهداف السياح الأجانب والمصالح الاقتصادية والمنشآت الحكومية كما سعوا للانتقام بالثأر لمقتل حمزة القيادي في تنظيم القاعدة الذي قتل في هجوم لفرق مكافحة الإرهاب في مدينة تريم بمحافظة حضرموت في أغسطس (آب) الماضي.