هنية في كلمة متلفزة: مشهد الانتصار تغلب على الدمار .. وغزة لن تنكسر

تناقضنا مع الاحتلال.. وعتبنا على ذوي القربى يكون على قدر الأمل فيهم ونستشعر قرآن الله يتنزل علينا

TT

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، إسماعيل هنية، في كلمة متلفزة بثتها «قناة الأقصى» التابعة لحركة حماس، مساء أمس، إلى وقف فوري وغير مشروط للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وإنهاء الحصار وفتح المعابر كافة، قبل مناقشة الملفات الأخرى والدخول في حوار على أرضية وطنية يحقق المصالحة بين الفلسطينيين. ويعتبر هذا الظهور الثاني لهنية منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقال هنية «لا أريد أن أتحدث بالسياسية كثيرا. إننا هنا على ارض غزة نواجه هذا العدوان بمسارين، المسار الدبلوماسي، الذي يأخذ مداه، وهناك لقاءات واتصالات ومبادرات من عدة دول عربية وإقليمية ودولية ونحن سنتعامل بإيجابية مع أي مبادرة من شانها إنهاء العدوان والانسحاب ورفع الحصار وفتح المعابر، ومسار ثاني بالصمود والثبات حتى اندحار الاحتلال وتحقيق النصر».

وحول طبيعة المعركة الجارية، قال هنية «إن تناقضنا هو مع الاحتلال الإسرائيلي، وليس لنا معركة مع أحد من أبناء شعبنا، أو مع أي من الدول العربية، ولا نقبل بأن تحيد بوصلة المعركة عن الاحتلال وحده، ولا يمكن أن ننشغل بمعارك جانبية». وفي إشارة غير مباشرة إلى مصر قال «إننا قد نعتب أو نتألم من شدة الألم، وعتابنا على ذوي القربى يكون على قدر الأمل فيهم».

وشدد هنية على الوحدة السياسية والجغرافية والإدارية للأراضي الفلسطينية، وقال «لسنا دعاة انفصال أو قسمة، كما أن فتح معبر رفح لا يعني أننا نريد فصل الشعب الفلسطيني في غزة».

وذكر أن غزة هي عنوان المعركة، وأن جوهر القضية هو الاحتلال والقدس، و11 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال وعودة اللاجئين.

واعتبر هنية العدوان الذي دخل يومه الثامن عشر، حرب إبادة شاملة تستهدف الشعب الفلسطيني، لكنه قال إن «مشهد الانتصار تغلب على مشهد الدمار، وإن عاقبة الصبر هي التمكين».

وربط هنية في خطابه بين بدء العدوان وذكرى الهجرة النبوية، والدروس المستفادة منها، وخاطب الفلسطينيين في كل مكان، وخص سكان غزة قائلا إنهم «سيفوزون حتما وإن النصر قريب وأقرب مما يظن الناس».

وتعهد هنية في كلمته التي تغلب عليها الطابع الديني، بتحرير الأرض الفلسطينية بما فيها القدس، قائلا «سنحرر أرضنا وقدسنا وأقصانا وهذه الدماء لن تضيع هدرا»، معتبرا ما يجري في قطاع غزة منذ 17 يوما من عدوان وحشي، لا يمكن أن يقاس بالقياسات المادية ولا الحسابات البشرية، وان ما يجري من قتل وقصف ودمار وإعدامات هو «بحق الله، آية من آيات الله ومعجزة من معجزات هذه المرحلة».

وطالب هنية باستمرار ما سماه الانتفاضات والهبات في العالم، وقال مبشرا أهل غزة «إننا نشهد والله رغم كل الجرح والألم والأشلاء ورغم القنابل الفسفورية التي تكوي أهلنا، إننا سنشعر معية الله ومدد الله». وتابع القول «باسم الذين يصنعون النصر كأننا نستشعر آيات الله وقرآن الله يتنزل علينا في هذه الأيام وهذه اللحظات»، مضيفا أنه يستشعر بالقرآن يتنزل عبر عدة آيات قرأها ومن بينها: «الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل». واعتبر هنية أن صمود الناس في غزة يكشف عن صور عظيمة «تعيد صور الصحابة الذين فتحوا أبواب الخير ونشروه». وضرب مثلا عن التهجير والقتل والدمار وقال «لكنهم يأبون الانكسار إلا لله» متابعا، «أعظم ما نراه اليوم هو هذا الصبر، وإن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين».

وقال هنية إن دماء الأطفال ستبقى لعنة تطارد كل من يقبل بهذه الدماء وستطارد إسرائيل وبوش المنصرف. ووجه هنية التحية «للمجاهدين»، وقال «نقبل رؤوسكم وأيديكم ونقبل الأرض تحت نعالكم.. أنتم اليوم تدافعون عن شعبكم وأعراضكم وكرامة هذا الشعب، وهذه الأمة». وأضاف «لن تنكسر غزة، لن تسقط غزة، ولن تنكسر إرادتنا وستنتصر غزة».

وأنهى هنية خطابه بدعاء الى الله وقال للشعب الفلسطيني «أمنوا ورائي» أي (قولوا آمين). ومن ضمن ما دعا قائلا «اللهم انصر أهلنا في غزة، وكن نصيرنا وأعنا..اللهم نصرك الذي وعدت وفرجك الذي وعدت.. اللهم احفظ أهلنا وسدد رمي مجاهدينا وانصرنا على الكافرين». وأنهى قائلا «سلام على غزة وسلام على أهلها وسلام على النصر القادم».