أشكنازي: حماس ما زالت تحافظ على قدرات هجومية ودفاعية ولا يجب الاستهتار بها

مؤكدا توجيه ضربات قاسية للحركة ومؤسساتها

TT

رفض رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال غابي اشكنازي، التصريحات التي يطلقها مسؤولون اسرائيليون عديدون يستخفون فيها بحركة حماس ويتحدثون عن اقترابها من الانهيار، وقال ان جيشه وجه ضربات قاسية موجعة جدا لهذه الحركة وقوتها العسكرية ولكنها ما زالت تتمتع بالقوة وتسيطر على مقاتليها.

وكان اشكنازي يتكلم أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، فكشف ان سلاح الجو الاسرائيلي نفذ حتى الآن 2310 غارات على 1114 هدفا ودمرت 26 مبنى تابعا لسلطة حماس وان القوات الاسرائيلية في القطاع تواصل عملياتها الحربية ضدها جوا وبرا وبحرا، وستواصلها حتى تستكمل المرحلة الثانية من خطة الحرب. وأكد ان الجيش لم يتلق تعليمات من القيادة السياسية للوصول الى المرحلة الثالثة، وعندما يتلقى هذه التعليمات سينفذها، مؤكدا ان المرحلة الثالثة تستهدف «إحداث انهيار تام لحماس وقيادتها المسلحة وان عملية كهذه ستستغرق وقتا وتحتاج الى تجنيد قوات اضافية من جيش الاحتياط وتستدعي صبرا وتحملا من الجمهور الاسرائيلي وقيادته، لأنها تنطوي على ثمن غال في الأرواح أيضا».

ورسم اشكنازي صورة لحالة القتال ونتائجه في القطاع فقال «ان الجيش حقق انجازات كبيرة جدا في هذه الحرب، حيث أعاد لنفسه قوة الردع، واليوم تعرف حماس وغيرها ان من يجرؤ على اطلاق الصواريخ علينا سيدفع ثمنا هائلا لم يتصوره في أسوأ احلامه». وقال ان الدليل على قوة الضربات التي وجهها الجيش هو ان هناك انخفاضا حادا في عدد الصواريخ التي تطلق على البلدات الاسرائيلية، حيث ان معدل الصواريخ اليوم يتراوح ما بين 20 و30 صاروخا في اليوم معظمها يسقط في مناطق مفتوحة. وأضاف أن حماس أعدت عشرات الكمائن لخطف الجنود وفشلت فيها جميعا. واعدت عشرات الشبان المنتحرين، الذين ارتدوا زي الجيش الاسرائيلي وخططوا لتفجير أنفسهم وسط مجموعات الجنود الاسرائيليين وفشلت أيضا في تنفيذ أي هجوم ناجح، وتمت تصفية هؤلاء الشبان أو أسرهم.

ولكنه حذر من الاستهتار بقوة حماس قائلا انها حركة تعمل بدعم من دولة أجنبية قوية ومساندة من عدة قوى وحتى دول عربية، تمنحها مالا وفيرا واسلحة كثيرة «ومع انها تلقت ضربات قاسية من الجيش الاسرائيلي إلا انها ما زالت تحافظ على قدرات هجومية ودفاعية. والقيادات العليا لهذه الحركة، تختبئ تحت الأرض ولكنها تنجح في الحفاظ على مستوى معقول من السيطرة على قواتها وتدير الحرب من الخنادق والأنفاق الحصينة تحت الأرض، التي تنتشر في كل أنحاء غزة.. وتلقت ضربات كبيرة جدا في مصانع السلاح والمخازن وبطاريات اطلاق الصواريخ، ولكن الجيش الاسرائيلي لم ينجح بعد في القضاء على قدرات اطلاق الصواريخ».

وسأل بعض النواب حول الاتهامات الموجهة للجيش بخصوص قتل النساء والأطفال وانتشار الجوع والأمراض والقاء قنابل فوسفورية حارقة على المواطنين، وعن تدمير المساجد، فأجاب اشكنازي ان التعليمات المعطاة للجيش تقول بوضوح انه يجب الامتناع بقدر الامكان عن المساس بالمدنيين، ولكن هذا المبدأ لا يجد تجاوبا من الطرف الآخر. فحماس، حسب قوله، تستخدم المدنيين دروعا واقية لها ولقادتها ورجالها. وانه وصلت الى اسرائيل معلومات تقول انه عندما حاول مواطنون الهرب من بيوتهم نزولا عند تعليمات الجيش الاسرائيلي، كان رجال حماس يمنعونهم من ذلك. وقال ان الجيش وزع مئات ألوف المنشورات على الناس وأجرى عشرات ألوف المكالمات الهاتفية مع الناس يدعوها الى الرحيل ولكن الكثيرين لم يستطيعوا بسبب تهديدات حماس. وادعى اشكنازي ان الكثير من الفلسطينيين قتلوا من جراء انفجار البيوت والمدارس المفخخة، التي زرعها رجال حماس بالألغام ومنعوا الناس من تركها. وقدم مثلا عن المدارس التي فخختها حماس وعرضت على الشاشات في العالم كله. وادعى اشكنازي ان المساجد التي هدمت كانت تحتوي على مواد متفجرة بكميات كبيرة وكان حماس يستخدمها مقار له، مثلما يستخدم المسشتفيات. وكان الجيش الاسرائيلي قد واصل غاراته العدوانية على غزة طيلة يوم أمس والليلة قبل الماضية، وحسب مصادره فقد دمر 30 نفقا و12 موقعا لاطلاق الصواريخ وقتل 45 فلسطينيا، بينما أطلقت حماس حتى مساء أمس 19 صاروخا وقذيفة ولم توقع خسائر في الأرواح. وأما في الاشتباكات المستمرة بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي حماس، فقد أصيب جنديان بجراح قاسية جدا، أحدهما حالته ميئوس منها.