جدل بين تنظيمي المالكي والحكيم حول «الشعائر الحسينية»

الشامي وصف الشعائر بـ «البدع».. والتصريح يثير حفيظة تنظيم الحكيم

TT

نفى عضو مجلس النواب (البرلمان) العراقي، علي الأديب، القيادي في حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أن تكون هناك حرب، سواء كانت خفية أم معلنة، بين حزبه وبين المجلس الأعلى الإسلامي، الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم، على خلفية التصريحات التي أدلى بها حسين الشامي، مستشار المالكي وقيادي في حزب الدعوة، بشأن «الشعائر الحسينية».

وقال الأديب لـ « الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، «أنا لم اطلع بشكل واضح على تصريحات الشامي، وهناك بيان صدر عنه بصدد رأيه في الشعائر الحسينية، وهو رأي غير سياسي، لكنه استغل لأغراض انتخابية من قبل البعض»، مشيرا إلى أن «هناك من استغل هذه التصريحات لأغراض سياسية، وهي تصرفات قد تصدر من هذا الطرف أو ذاك، وليست هناك أي حرب بين حزب الدعوة وبين المجلس الأعلى الإسلامي، الذي يتفهم هذه التصريحات».

وكان الشامي قد وصف، في تصريحات له، الطقوس والشعائر التي يمارسها الشيعة في عاشوراء؛ ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، عام 61 للهجرة، بأنها من البدع وقد «جاءت من الفرس والترك وغيرهم من الأقوام».

وفي بيان صدر عن مكتب الشامي، تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، قال فيه «من أصدق مصاديق الشعائر الحسينية المقدسة، زيارة الإمام الحسين عليه السلام بمختلف صورها وأشكالها، وإقامة المجالس العامة والمؤتمرات والمسيرات الحاشدة، وإنشاد الشعر الرثائي، والبكاء، واللطم، وإطعام الطعام، و(ركظة طوريج)، وإظهار الحزن بلبس السواد، وكل ما من شأنه أن يعمق هذه الذكرى في نفوس المسلمين وغيرهم، ولا يؤدي إلا إلى إضرار النفس وتعريض الدين والمذهب والثورة الحسينية إلى الوهن والتشويه في أنظار العالم، كممارسة جرح رؤوس النساء، والعبور على النار، كما يحدث مع الأسف في بعض البلدان. ولا شك أنها ممارسات يمنعها الشرع الشريف، وتحرمها فتاوى العلماء الأعلام، خصوصا أننا نعيش في عالم يشهد صراعا عنيفا في قضايا الفكر والقيم والثقافة، ويخوض معارك السياسة والاقتصاد والإعلام في مختلف مواقع الصراع والمواجهة».

وحذر الشامي «كل الحذر من الأعداء، والإعلام المضاد، اللذين يحاولان أن يعطيا صورة مشوهة عن شيعة أهل البيت عليهم السلام في إحيائهم لهذه الذكرى المباركة، كما نحذر من العناصر المزيفة التي تتصيد في الماء العكر، وتدعي تمثيل الحوزة العلمية في النجف الأشرف زورا، وتحاول أن تستغل ذكرى عاشوراء لمصالحها الذاتية، وتوظف هذه الشعائر المقدسة لدعاية انتخابية رخيصة أو كسب سياسي هنا وهناك، ولكن هذه الأصوات المبحوحة لا يمكن أن تنطلي على وعي شعبنا الذي يدرك هذه المحاولات البائسة، ولا تخفى عليه أهدافها وغاياتها».

وتعتبر هذه هي المواجهة الأكثر وضوحا وقوة بين الحليفين، حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى، والمتحالفين ضمن قائمة الائتلاف العراقي الموحد، لا سيما أن الحزبين يخوضان انتخابات مجالس المحافظات بصورة مستقلة.

وتأتي هذه المواجهة قبل أيام قليلة من الانتخابات التي ستقرر أسماء مجالس المحافظات أو الحكومات المحلية في 14 محافظة عراقية.

عضو مجلس النواب والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي جلال الصغير، نفى أن تكون قضية تصريحات الشامي قد استغلت لأغراض انتخابية، وقال لـ «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، «هذه مغالطة كبيرة، فمن تصدى لتصريحات الشامي الحوزة العلمية وليس المجلس الأعلى، ونحن نرفض هذه الأقوال»، مشيرا إلى أن ما طرحه الشامي «مسائل فقهية من اختصاص الحوزة العلمية في النجف وعلمائها الأفاضل، وليست ساحتها الفضائيات أو وسائل الإعلام، أو مجرد خطبة تلقى على الجمهور من غير رد لا سيما أن المسألة تخص شعائر مقدسة لعشرات الملايين، وفي العراق حتى الإخوة السنة والمسيحيون يؤمنون بهذه الشعائر».

ونفى الصغير، الذي يلقي خطبة الجمعة في جامع براثا ببغداد كل أسبوع «أن يكون ما طرحه الشامي يتعلق بالاجتهاد، وهو مبدأ فقهي لدى الشيعة، فالاجتهاد يكون بين الفقهاء من رجال الدين، والشامي ليس فقيها»، مشيرا إلى أن الشامي «كان قد وصف هذه الشعائر بالضلال والبدع، وهذه كلمة كبيرة ليس بعدها أي كلام وتترتب عليها استحقاقات شرعية».

وأوضح الصغير أن الشامي «لو كان يتمتع بدرجة فقهية لطرحها بين الفقهاء، أما أن يطرحها بواسطة الإعلام، وفي هذا الوقت، فهي محبطة وتحمل الكثير من المعاني التي يجب تجنبها».

واعتبر الصغير أن كلام الشامي «ليس جديدا عليه ولا على التيار الذي يمثله، وهناك منهج يعمل وفقه الشامي، وسبق للمرجعية أن رفضت التعامل مع هذا المنهج. وطروحاته (الشامي) ليست سياسية».