تفاؤل إسرائيلي إزاء فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس

مع خروج آخر جندي إسرائيلي من غزة

جندي اسرائيلي يوجه احدى الاليات العسكرية التي غادرت قطاع غزة مع اخر جندي اسرائيلي امس (ا ب)
TT

مع خروج آخر جندي اسرائيلي من قطاع غزة، صباح أمس، سادت أجواء متفائلة في تل أبيب حول زيادة فرص اطلاق صلاح الجندي الاسرائيلي الأسير، جلعاد شليط، في اطار صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. وقد تعزز هذا التفاؤل، على أثر قرار عائلة شليط الغاء مهرجان احتجاجي في موضوع ابنهم، وذلك بعد الاجتماع الذي عقده أفراد العائلة مع وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، أمس.

وشككت مصادر اعلامية في وجود أساس متين لهذا التفاؤل. وقالت ان المتفائلين يبنون تقديراتهم على الظروف الموضوعية الناشئة في أعقاب حرب غزة. وتعتمد بالأساس على التقدير بأن حماس باتت معنية أكثر من ذي قبل لإتمام الصفقة، «حيث انها تريد تسجيل انجاز مقنع للجمهور بعد فشلها في الحرب، واطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل اطلاق شليط يوفر لها هذا المكسب ويغفر لها فشلها في الحرب وتسببها في دمار غزة»، كما قال ايلي ليفي، المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» نقلا عن مصادر عسكرية في تل أبيب. وأكدت هذا التفاؤل مصادر سياسية في القدس الغربية، أمس، فقالت ان صفقة شليط تقف حاليا في موقع متقدم من اهتمامات اسرائيل وحماس، فاسرائيل ترفض فتح المعابر بشكل طبيعي من دون التقدم في قضية شليط والأوروبيون يعرضون على حماس استعدادهم لفتح صفحة جديدة معها إذا أبدت مرونة في الجهود المبذولة لانجاح المبادرة المصرية بكل عناصرها (وقف اطلاق النار واعادة الوحدة للصف الفلسطيني ومنع تهريب الأسلحة وصفقة تبادل أسرى). ويبدو ان اسرائيل مستعدة لمنح الأوروبيين دورا في هذه الجهود، على أن تتضمن بندا لمكافحة تدفق الأموال من ايران وغيرها الى قطاع غزة ومشاركة أوروبية فعلية في مكافحة تهريب الأسلحة الى قطاع غزة وعلى أن تتوج هذه الجهود بالنجاح في أقصى سرعة ممكنة بالافراج عن شليط، لكي تسجل على اسم رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ووزيرة الخارجية، تسيبي لفني، قبيل الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري في العاشر من فبراير (شباط) المقبل. وتسافر لفني، اليوم، الى بروكسل للقاء وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، للبحث في هذا الدور وكيفية دفعه الى الأمام بشكل فوري، خصوصا ما يتعلق باطلاق سراح شليط. وقد حرصت على لقاء والدي جلعاد شليط، قبيل سفرها، أمس، وأطلعتهم على الجهود المبذولة. فخرجا بشعور من التفاؤل. وقررا الغاء المهرجان الاحتجاجي، الذي كان مقررا لمهاجمة الحكومة على انها لم تضمن اطلاق سراح شليط في اطار الجهود السياسية لانهاء الحرب. وأكدت مصادر مقربة منهما ان هناك أساسا متينا لتفاؤلهما من لقاء لفني.

ويرى المراقبون ان اطلاق سراح شليط قبيل الانتخابات، سيعطي دفعة مهمة لتحسين وضع أحزاب الحكومة، وخصوصا حزبي «كديما» برئاسة لفني و«العمل» برئاسة وزير الدفاع، ايهود باراك، على حساب الليكود ورئيسه، بنيامين نتنياهو، الذي يتربع حاليا على رأس أصحاب الاحتمالات بالفوز برئاسة الحكومة المقبلة. وكانت القوات الاسرائيلية قد أتمت انسحابها من قطاع غزة، أمس، على الرغم من استمرار قصف الفلسطينيين مناطق اسرائيلية قريبة من الحدود بقذائف مدفعية. وكان أولمرت قد هدد بالبقاء في غزة طالما يطلق الفلسطينيون قذائفهم وبالرد الصارم عليها. وقال عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع، الذي يدير المفاوضات غير المباشرة مع حماس في القاهرة ان «اسرائيل تعرف كيف ومتى ترد وحماس استوعبت الرسالة الاسرائيلية وتعرف الآن ما هو الثمن الذي ستدفعه في حالة استمرار هذا القصف». وقال جلعاد ان حماس هي تنظيم معاد وخطير لاسرائيل لن يوفر فرصة لضرب اسرائيل. ولذلك فإنه لا يفاجأ بشيء في تصرفاتها. لكنه أضاف: «المهم أن نعرف نحن كيف نفهمها بأننا جادون في تهديداتنا. فالضربة الواحدة منا تحدث أضرارا عن عشرات الضربات منها». وقال الجنرال يوآف غالانت، القائد المباشر للعدوان على غزة، وهو يلخص الحرب، أمس، ان قواته حققت جميع الأهداف التي وضعت لهذه الحرب. وكل تطور في المنطقة سيكون نتاجا لهذه الحرب ووفقا للتوازن الجديد الذي فرضته الحرب. وقال غالانت ان لدى الجيش معلومات موثوقة بأن عدد قتلى حماس والتنظيمات العسكرية الأخرى هو حوالي خمسمائة عنصر وليس كما تقول حماس.