مصر تنفي تعديل معاهدة السلام مع إسرائيل وتحمل إيران مسؤولية الصدام الإقليمي

أبو الغيط: نرفض أي وجود بحري دولي في مياهنا الإقليمية بدعوى منع التهريب من سواحل غزة

TT

نفت مصر بشدة أمس إجراء أي تعديل على معاهدة السلام مع إسرائيل، قائلة، على لسان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، الذي كان يرد على سؤال حول ما ذكرته صحف عربية بشأن التعديل: «ليس هناك تعديل»، كما شدد الوزير المصري على أن بلاده لن تسمح بأي وجود بحري دولي في المياه الإقليمية، بدعوى حماية سواحل غزة من التهريب، وحمل أبو الغيط إيران مسؤولية الصدام الإقليمي الحالي، وشحذ هذه المواجهة.

وقال في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني الذي أجرى مباحثات، أمس مع الرئيس المصري حسني مبارك، إنه سيأتي وفد من الفصائل، وسوف يتم التحرك مرة أخرى لإقامة فترة التهدئة، التي كانت موجودة حتى يوم 19 ديسمبر الماضي، ولكنها تهدئة واضحة المعالم وبقواعد محددة لا يمكن الالتفاف حولها. وأيضا سيكون هناك جهد مصري لجمع الفصائل الفلسطينية المتنازعة بهدف تحقيق وحدة العمل الوطني الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على كل العناصر التي لم يتم الاتفاق عليها في جولة نوفمبر الماضية».

وردا على سؤال حول الاتفاق الذي وقعته إسرائيل مؤخرا، مع الولايات المتحدة، لمنع تهريب السلاح إلى غزة، ومحاولة إسرائيل إبرام اتفاقات أو إيجاد آليات أخرى مماثلة مع دول أوروبية أخرى، قال أبو الغيط: «إن الأمر ليس غائبا عنا، والجانب الإسرائيلي نشط لفترة طويلة للتأثير على العالم الغربي والدول الغربية لتأمين الحدود البحرية». وأضاف أبو الغيط أنهم «يتحدثون الآن عن وجود بحري أمام سواحل غزة، على نمط الوجود البحري الحالي - حتى لا نفاجأ - طبقا للقرار 1701، بالنسبة إلى لبنان». وشدد أبو الغيط على أنه في ما يتعلق بمصر، فإن المياه الإقليمية المصرية تحت السيطرة المصرية الكاملة، ولا يمكن أن نسمح بامتداد هذه العمليات إلى السواحل المصرية مهما كان شأن هذه القوى.. وقال: «إننا سوف نشرح هذه النقاط بوضوح شديد جدا للأوروبيين خلال لقائنا معهم الأحد القادم». وحول حديث تسيبي ليفنى عن ربط اتفاق بشأن المعابر مع الإفراج عن جلعاد شاليط، قال أبو الغيط: «إن هذا موقف اتخذته إسرائيل منذ فترة»، لكنه أكد أنه «يجب أن تتضمن الصفقة الخاصة بالعودة إلى التهدئة، البعد الخاص بتبادل الأسرى»، وأضاف أن «هذا البعد لم يكن غائبا عن الإعداد السابق للتهدئة، واتفاق التهدئة الذي تم الاتفاق عليه من 19 يونيو 2008 حتى 19 ديسمبر 2008، كان في أحد عناصره ينص على تبادل الأسرى، ولكنه لم يتحقق. هل شاليط موجود أم لا؟ حي أم غير حي؟ هذه مسائل يجب التحقق منها الآن، وليس لدى معلومات، وأعتقد أن الجانب الإسرائيلي أيضا ليس لديه معلومات». وعما إذا كان الأوان قد حان للاعتراف بحماس بعد ما حدث في غزة، قال أبو الغيط: «إن مصر لم تنكر في يوم من الأيام وجودا شرعيا لحماس، في ما يتعلق بانتخابها للبرلمان الفلسطيني»، وقال إن مصر اعترضت فقط على الحصول على الحكم من خلال انقلاب عسكري على الشرعية».

وردا على سؤال حول وجود أطراف إقليمية تحاول دائما إفشال جهود مصر لتحقيق مصالحة فلسطينية، وعما إذا كان يمكن في الفترة القادمة أن نشهد تنسيقا مصريا مع هذه الأطراف لمنع تكرار ما حدث، قال أبو الغيط إن الوضع في الشرق الأوسط وضع بالغ الحساسية، ويجب أن نفهم جميعا «أن هناك معركة على مستقبل الشرق الأوسط، بين بعض الوحدات والقوى الرئيسية في الشرق الأوسط نفسه»، فهناك دولة مثل إيران تسعى لتحقيق مكاسب على الأراضي العربية، وتسعى لتأمين نفسها في منطقة الخليج العربي، وإيران تسعى لتحقيق كروت (أوراق) في مواجهة القوى الغربية، في ما يخص الملف النووي الإيراني». وقال أبو الغيط: «إنني أحمل إيران مسئولية الصدام الإقليمي الحالي، وشحذ هذه المواجهة»، وأضاف: «هناك محاولة لتطويع السياسة الخارجية المصرية والدبلوماسية المصرية، لكي تخدم مواقف محددة»، مواقف التشدد، ومواقف عدم المفاوضات، ومواقف المواجهة المسلحة. وهذا ليس بموقف مصر.