اليوم الأول في البيت الأبيض: أوباما يجمد رواتب مستشاريه ويمنعهم من قبول هدايا اللوبي

ترأس اجتماعات اقتصادية وأمنية.. وقضى عشر دقائق وحيداً لقراءة رسالة بوش

الرسالة التي تركها بوش لأوباما على مكتب الرئيس الأميركي في البيت الأبيض (أ.ب.ا)
TT

دخل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس للمرة الأولى المكتب البيضاوي كرئيس للبلاد، وقرأ الوصية التي تركها له الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على المكتب. وبدأ أوباما يومه في الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت واشنطن، بحضور قداس خاص في الكاتدرائية الوطنية في العاصمة، برفقة زوجته ميشيل ونائبه جو بايدن وزوجته جيل، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل. ثم عاد إلى البيت الأبيض ليبدأ أول يوم عمل له، فترأس اجتماعاً مع مستشاريه الاقتصاديين وآخر مع رئاسة هيئة أركان البنتاغون وقادة عسكريين آخرين، وبحث معهم «انسحابا مسؤولا» للقوات الأميركية المقاتلة من العراق خلال فترة لا تتجاوز 16 شهراً. وحضر هذا الاجتماع روبرت غيتس وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايك ميللن. كما عقد اجتماعاً خاصاً لبحث الأوضاع في غزة والأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبعد أن اتخذ قراره الأول ليلة تنصيبه بتجميد محاكمات المعتقلين في غوانتانامو، أعلن أوباما أمس في بادرة غير مسبوقة، تجميد رواتب حوالي مائة مستشار في البيت الأبيض بحيث لا تتعدى رواتبهم مائة ألف دولار في السنة، وهو ما يعني تجميد معظم الرواتب عند مستواها الحالي. وأعلن القرار خلال حفل لتأدية موظفي البيت الأبيض تجديد التزامهم بالعمل مع الإدارة الجديدة وأداء المستشارين الجدد للقَسَم. وقال أوباما في مذكرة تجميد الرواتب: «العائلات تشد أحزمتها (بسبب الأزمة الاقتصادية) وكذلك يجب أن تفعل واشنطن». يشار إلى أن من بين الموظفين الذين تزيد رواتبهم على مائة ألف دولار هناك رئيس موظفي البيت الأبيض، ومستشار الأمن القومي، والمتحدث الصحافي باسم الرئيس الأميركي. كما فرض قواعد صارمة على موظفيه لجهة قبول هدايا من أعضاء اللوبي، أو مجموعات الضغط، فمنع تقديم الهدايا من أفراد اللوبي لموظفيه. وقال لموظفي البيت الأبيض: «طالما كنا مؤتمنين على ثقة الشعب، علينا ألا ننسى أبداً أننا هنا موظفون حكوميون، والخدمة العامة بحد ذاتها ميزة». وأضاف: «إنها ليست ميزة لكم، إنها ليست من أجل إفادة أصدقائكم أو عملاء شركتكم. الأمر لا يتعلق بترويج برنامج أيديولوجي أو مصالح منظمة ما».

وعليه، قال أوباما بخصوص موظفي العديد من مجموعات الضغط الذين تربطهم علاقة مستمرة مع الإدارة الأميركية والكونغرس: «اعتباراً من اليوم، سيخضع أعضاء اللوبي لقواعد أكثر صرامة مما كانت عليه الحال في ظل أي إدارة أخرى سابقة». وأضاف: «سيمنع تقديم الهدايا من قبل أعضاء اللوبي إلى أي شخص يعمل في الإدارة». وتابع متوجهاً إلى موظفي البيت الأبيض: «لن يكون من حق أي عضو سابق في مجموعة ضغط يصبح عضواً في إدارتي أن يتابع مواضيع كانت ضمن صلاحياته، أو في وزارة كانت تربطه بها علاقة خلال العامين الماضيين. ما إن يغادر الوظيفة العامة، فلن يكون من حقه أن ينتمي إلى مجموعة ضغط لدى الإدارة طالما كنت رئيساً».

وكان أوباما قد وصل فجر أمس إلى البيت الأبيض هو وزوجته ميشيل بعد الحفلات الموسيقية العشرة التي حضراها، ثم نهض الرئيس باكراً حيث دخل لأول مرة المكتب البيضاوي ليقرأ المذكرة التي تركها له الرئيس السابق جورج بوش. ووضعت الرسالة داخل درج المكتب الذي يجلس عليه الرئيس. وقال روبرت غيبس المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض في بيان إن أوباما قرأ الرسالة خلال عشر دقائق، مشيراً إلى أن بوش كتب عليها «إلى 44 من 43» أي من الرئيس الثالث والأربعين إلى الرئيس الرابع والأربعين. وبعد ذلك اجتمع أوباما مع رئيس موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل لبضع دقائق، ثم انتقل إلى الكاتدرائية في وسط واشنطن. وقال غيبس إن معظم الأوامر التنفيذية التي ستعد بمثابة قطيعة مع فترة جورج بوش يتوقع أن تصدر اليوم، على الرغم من أن جدول أعمال الرئيس الجديد سيمتد حتى فجر اليوم.