كتب رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا، رسالة تهنئة الى الرئيس الاميركي المنتخب، عبر فيها له عن معنى انتخابه بالنسبة اليه. ومانديلا هو من أبرز الناشطين والمقاومين لتحقيق المساواة بين البيض والسود، وقضى في السجن 27 عاما بسبب نضاله لإنهاء حكم البيض في بلاده، وبعد خروجه انتخب رئيسا. وهنا نص الرسالة التي كتبها مانديلا لأوباما:
عزيزي السيد الرئيس:
نتشرف بأن ننضم إلى ملايين المهنئين الذين يهنئونكم بتولي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. ونحن نعتقد بأننا نشهد لحظة تاريخية، لا تتعلق بالتاريخ السياسي للولايات المتحدة الأميركية وحده، وإنما بتاريخ العالم كله. إن انتخابكم لتولي هذا المنصب الرفيع، كان مثار إلهام كبير للشعوب، مثله في ذلك مثل القليل من الأحداث الأخرى التي شهدها عالمنا في الآونة الأخيرة. فمع كل ذلك التقدم الذي أحرزته البشرية خلال القرن الماضي، مازلنا نعيش أكبر الانقسامات والصراعات، وكذلك أكبر قضايا الظلم والفقر وانعدام المساواة. ويشعر العديد من سكان هذا العالم باليأس مع بقاء كل هذه المشكلات دون حل أو بادرة أمل تلوح في الأفق. وأنتم يا سيادة الرئيس قد جلبتم صوت الأمل في أننا نستطيع حل هذه المشكلات، وأننا نستطيع ـ في حقيقة الأمر ـ أن نغير العالم وأن نجعل منه عالما أفضل. ونحن نذكر في يومنا هذا مشاعرنا وحماسنا عندما تحولت بلادنا إلى الديمقراطية. وقد شعرت شعوب العالم ـ وليس في بلدنا وحده ـ في جميع بلدانه، بالإيمان بقدرتنا على التغلب على الظلم من خلال جهودنا المشتركة، كما شعرت بقدرتنا على الوصول إلى حياة أفضل للجميع. إن رئاستكم تجلب الأمل في بداية جديدة للعلاقات بين الأمم، وبالقدرة على مواجهة التحديات، سواء كانت اقتصادية أو بيئية أو ما يتعلق منها بمحاربة الفقر أو التوصل إلى تحقيق السلام. فمع روح جديدة من الانفتاح والتواصل مع الآخرين، يمكننا فعل ذلك. ونحن نشعر بسعادة غامرة يا سيادة الرئيس في بلادنا لمعرفة علاقتكم القوية بقارتنا، قارة أفريقيا. ونحن نشعر جميعا بهذه السعادة ونشعر بالفخر كذلك.
نحن ندرك أن التوقعات المنوطة بكم كبيرة وأن المطالب ستكون عظيمة. ولذا، فإننا نتمنى لكم ولعائلتكم القدرة على المثابرة والقوة في مواجهة أيام التحدي وسنوات العمل التي تنتظركم. وسوف نذكركم دائما كرجل شاب استطاع أن يجرؤ على الحلم وأن يجرؤ على تحقيق هذا الحلم. نتمنى لكم التوفيق والسداد».
باخلاص، نيسلون مانديلا