حماس: انتصرنا بفشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب

قائد الامن الوطني الفلسطيني العميد حسين ابو عزرة في مؤتمر صحافي على انقاض مقر الجهاز في مدينة غزة امس (ا ف ب)
TT

أعلنت حركة حماس أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة انتهت بانتصارها الواضح، ونظمت الحركة مسيرات في جميع أنحاء القطاع احتفاءً بالنصر. وإزاء هذا الإعلان يبرز التساؤل التالي: ما هي المعايير التي استندت إليها حركة حماس في تبرير هذا الإعلان؟

«الشرق الأوسط» توجهت الى أحد ممثلي حركة حماس، بالإضافة الى باحثين مستقلين للاستفسار عن موقفهم إزاء هذا التساؤل. وقال الدكتور يحيى موسى، نائب رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي، إن الدليل البارز على الانتصار، هو فشل إسرائيل في تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها عند الشروع في الحرب، إذ وعد أولمرت بتغيير البيئة الأمنية في البلدات التي تقع بجوار غزة ووقف إطلاق الصواريخ. لكن تل أبيب حسب قوله فشلت فشلاً ذريعاً في ذلك، بدليل أن حركات المقاومة واصلت إطلاق الصواريخ على المستوطنات حتى بعد وقف إطلاق النار، مشيراً الى أن صواريخ المقاومة خلال الحرب أصبحت تهدد مدنا في عمق إسرائيل. وحول الخسائر الهائلة في مجال الأرواح والبنى التحتية وغيرها، قال موسى إن أحداً ليس لديه وهم حول حجم قدرات إسرائيل في مجال التدمير والقتل، موضحا إن إسرائيل عبر استخدام هذا القدر من الإجرام تحاول إيصال الجمهور الفلسطيني الى فك ارتباطه بالمقاومة. وشدد على إن هذا الرهان سيفشل فشلاً كبيراً. واعتبر موسى أن مظاهر النصر الذي حققته حماس تتمثل أيضاً في الالتفاف الجماهيري والشعبي الواسع في العالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره حول المقاومة وتزايد مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني بشكل غير مسبوق، فضلاً عن طرح القضية الوطنية الفلسطينية على السطح. ويعتقد الباحث والكاتب الفلسطيني هاني المصري أن الحرب الأخيرة انتهت «بلا غالب أو مغلوب». ويعدد المصري إنجازات المقاومة بقيادة حماس في هذه الحرب، مشيرا الى أن حماس حافظت على وجودها رغم الحملة العسكرية غير المسبوقة، وتبين لإسرائيل أنه لا يمكن لها الإطاحة بحكمها عبر استخدام القوة. وفي نفس الوقت فإن إسرائيل فشلت في تحقيق الهدف العسكري المباشر وهو إطلاق الصواريخ، بدليل مواصلة المقاومة إطلاق الصواريخ حتى ما بعد إعلان إسرائيل عن وقف إطلاق النار من جانب واحد. وشدد المصري على أنه في ما يتعلق بزعم إسرائيل بأنها حققت الردع في مواجهة حركات المقاومة، فإن هذا غير صحيح، لأن إسرائيل بإمكانها ردع دول تملك جيوشا، لكنها لا يمكن أن تردع فصائل المقاومة، هذا لم يحدث في الماضي ولن يحدث حالياً. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني حقق إنجازا كبيرا خلال الحملة الأخيرة، حيث تعاظم التأييد الشعبي للمقاومة وللقضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق. وفي المقابل فإن المصري يشير الى الخسائر التي منيت بها المقاومة والشعب الفلسطيني في هذه الحرب، لا سيما مقتل أكثر من 1300 وآلاف الجرحى، ناهيك من تدمير 26 ألف منزل بشكل كلي أو جزئي، الى جانب المؤسسات والبنى التحتية.

ولا يتفق المصري مع قادة حماس الذين يتجاهلون الخسائر التي مني بها الناس العاديين. وقال إن النقطة السلبية الأخرى تتمثل في عدم نجاح المقاومة في إلحاق خسائر كبيرة بالجيش الإسرائيلي، محذراً من أن هذه الحقيقة قد تشجع إسرائيل على معاودة استهداف غزة مجدداً. وأضاف أنه رغم صمود المقاومة بقيادة حماس، إلا أن ذلك لم يسفر حتى الآن عن رفع الحصار وإعادة فتح المعابر، مشدداً على أن السبيل الوحيد أمام حماس لترجمة مكاسبها السياسية والشعبية على الأرض هو العمل على إنجاح جهود إعادة اللحمة والوحدة مع حركة فتح.

من ناحيته يرى الباحث الفلسطيني نهاد الشيخ خليل أن إسرائيل من خلال عمليات التدمير الواسع أرادت أن تدفع الفلسطينيين للانشغال بمشاريع إعادة الإعمال لفترة طويلة. ويتفق الشيخ خليل مع سابقيه من أن إسرائيل لن تنجح في ردع المقاومة الفلسطينية. وأضاف أن التجربة دللت بشكل لا يقبل التأويل على أن الفلسطينيين «ينتصرون لكرامتهم عندما يحاول طرف ما ممارسة العنف ضدهم لإقناعهم للتخلي عن حقوقهم».