عميد في جيش الاحتياط الإسرائيلي: انتصار إسرائيل واضح وحماس أكثر من يعلم

TT

توجهت «الشرق الاوسط» الى اسرائيل بسؤال حول معاييرها للانتصار في قطاع غزة، وما اذا كان تكبيد المدنيين الفلسطينيين اكبر عدد ممكن من الضحايا والدمار، خاصة ان حركة حماس، وكما تقول، انها ما زالت تتمتع بالقدرة على اطلاق الصواريخ (انهاؤها كان احد اهداف الحرب)، وانها بدلا من المقاطعة والحصار تصبح لاعبا مركزيا، وها هي مصر تفاوضها مثلما تفاوض اسرائيل على فك الحصار.

ورد على هذا السؤال يغئال كرمون، العميد في جيش الاحتياط الاسرائيلي، قائلا «الفرق بين ما نقوله نحن وما تقوله قيادة حماس.. هو اننا نتحدث عن نصر حقيقي ونحن نتألم ونحزن، وهم يتكلمون عن نصر وهمي وهم فرحون. وأنا أقول اننا متألمون، وأعني هذه الكلمة. متألمون أولا على كل قطرة دم سالت في هذه الحرب من جنودنا ومدنيينا. فقد قتل لنا عشرة جنود وثلاثة مدنيين. ومتألمون ثانيا على الضحايا الفلسطينية الكثيرة، حيث قتل أكثر من 1300 فلسطيني وجرح حوالي 6000 فلسطيني وكثير منهم مدنيون. وحصل دمار كبير في غزة. نحن لسنا فرحين بهذه النتيجة». ومع ذلك، يضيف المسؤول العسكري الاسرائيلي «فإننا خرجنا الى هذه الحرب بهدف واضح ومحدد، ونجحنا في تحقيقه، وحماس هي أكثر من يعرف ذلك حتى لو لم تعترف به. وهذا الهدف هو: وقف الصواريخ المطلقة على البلدات الاسرائيلية وقطع الطريق على تهريب المزيد من الأسلحة. لم نضع هدفا لنا إسقاط حكم حماس أبدا ولا تحطيم قوتها العسكرية، وقد أوضح ذلك رئيس الوزراء وغيره من المسؤولين الاسرائيليين. والمعارضة الاسرائيلية تنتقده على ذلك. وعندما قلنا نريد وقف اطلاق الصواريخ لم نقصد تصفية الصواريخ تماما. فنحن لا يهمنا في هذه المرحلة ان يظل رجال حماس يلعبون بالصواريخ، طالما انها لا تسقط على اسرائيل». ويقول العميد كرمون ان «الحرب خلقت وضعا جديدا، بعد أن تلقت حماس ضربات موجعة. والضربات هي أولا قتل مئات الناشطين الذين حاربوا باسمها وغيرها من التنظيمات. هم يعترفون بمقتل عشرات، ونحن نقول اننا نعرف الحقيقة التي يخفونها. وتم تدمير مؤسساتهم، وهذا سيكلفهم ثمنا باهظا. وإذا كان زعيمهم خالد مشعل يقول انه يزف بشرى للفلسطينيين والعالم بأن خسائر حماس أقل من خسائر اسرائيل، فذلك يدل على انه لا يحسب أولئك الذين قتلوا في هذه الحرب من خارج صفوف حماس. فالباقون بالنسبة له غير محسوبين، وهذا عيب ينتقده عليه أهالي الضحايا. بالمقابل نحن أثبتنا للشعب الفلسطيني ان قيادة حماس غير صادقة ولا تتمتع بالصفات القيادية السليمة وكل حساباتها في هذه الحرب كانت خاطئة». فقد أعلن مشعل كما يزعم العميد كرمون، انه لم يتوقع ان تكون الحرب على هذا النحو، وان اسرائيل ستدخل بهذه القوة الى القطاع وانها ستظل في القطاع 22 يوما. لذلك اختارت قيادة حماس الاختباء فور بدء الحرب، وكل من تجرأ منهم على الخروج أطلقت عليه النار، خصوصا العسكريين منهم، نزار الريان وسعيد صيام وأبو شرخ وغيرهم. وبسبب طريقتهم في الحرب واعتمادهم على اقامة المواقع العسكرية داخل البيوت وتفخيخ المئات من البيوت وحفر الأنفاق تحت البيوت، تسببوا في اصابات كبيرة للمدنيين وجلبوا الدمار على غزة، وهذا كله يعرفه الفلسطينيون. ومن أكبر الحسابات الفاشلة من وجهة نظر كرمون ان حماس لم تتوقع أن يتركها أصدقاؤها في الميدان وحدها. فأين ايران التي دفعتهم الى هذه الحرب وأين حزب الله ونصر الله والخطابات الملتهبة في المنار وفي الجزيرة واين سورية. فهؤلاء جميعا لم يفعلوا شيئا لها. ويتابع كرمون القول ان حماس صدمت خلال الحرب من قدرات اسرائيل العالية في كشف أدق اسرارهم وتحركاتهم. فاسرائيل تتمتع بقدرات تكنولوجية عالية، ولديها مصادر معلومات دقيقة.

كل هذه نقاط ضعف فاضحة، تمس على المدى الاستراتيجي بقدرات حماس ومكانتها. وما كان ممكنا أن تحصل من دون هذه الضربات الاسرائيلية لها. والأهم من كل شيء هو ان حماس وافقت على اطلاق النار الذي أعلنته اسرائيل من طرف واحد ولم تعد تطلق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية. ليس لأنها لا تستطيع، بل لأنها لم تعد تجرؤ على ذلك، فاسرائيل علمتها الدرس بأن العودة الى اطلاق الصواريخ يكلفها ثمنا باهظا. ويستطرد قائلا «وهذا هو نصرنا، الذي لا نتباهى به بل نتألم له ونتمنى ان لا نحتاج الى نصر آخر كهذا لأننا نفتش عن الهدوء والأمن والسلام وليس الحرب، إن لم يكن من أجلهم، فعلى الأقل من أجل أولادنا».