أولمرت: وصلنا إلى لحظة الحقيقة.. وأعلن قبولي للمبادرة العربية كإطار للسلام

أحد قادة اللوبي الإسرائيلي لدعم «المبادرة العربية»: نريد أن يفهم الإسرائيليون عظمة هذه المبادرة

طفلتان فلسطينيتان تراجعان دروسهما على أطلال منزلهما المدمر (أ.ف.ب)
TT

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت امس إنه على استعداد لقبول مبادرة السلام العربية كإطار لاتفاقية سلام مع سورية والفلسطينيين.

وأضاف اولمرت خلال تصريحات لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية امس: «لقد وصلنا إلى لحظة الحقيقة وأنني أعلن على الملأ وأوجه كلامي إلى العاهل السعودي (خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله) أنني على استعداد لقبول الخطة العربية التي أقرت في بيروت وأبرمت في الرياض كإطار لمفاوضات تقود إلى تسوية على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338».

الى ذلك جدد اللوبي الاسرائيلي الداخلي لدعم مبادرة السلام العربية داخل المجتمع الاسرائيلي، نشاطه هذه الأيام بقوة، في محاولة لمنع التدهور نحو المزيد من الحروب. وقال البروفسور اليعاي ألون، أحد قادة هذا اللوبي، ان الوقت حان للقيام بنشاطات تجعل الرد الاسرائيلي على هذه المبادرة لائقا بها وبعظمتها وبأهميتها التاريخية.

وأوضح ألون ان اللوبي الذي يعمل على دفع هذه المبادرة الى الأمام يضم حوالي 1300 شخصية عسكرية وسياسية سابقة وشخصيات أدبية وثقافية وأكاديمية من مختلف شرائح المجتمع اليهودي في اسرائيل، من قوى اليمين واليسار والوسط. وان هؤلاء يأخذون على عاتقهم إحداث التغيير المنشود في المجتمع الاسرائيلي، قيادة وشعبا، تجاه هذه المبادرة. وقال في حديث خاص مع «الشرق الأوسط» إن الاتصالات الأولية التي أجراها ورفاقه في اطار هذه الحملة، يجعله على قناعة راسخة بأن هناك تجاوبا إيجابيا جادا مع المبادرة في أروقة الحكم في اسرائيل، بما في ذلك في وزارتي الخارجية والدفاع، وهما أهم مصادر صنع القرار في اسرائيل.

والبروفسور ألون، 69 عاما، باحث أكاديمي في قسم الفلسفة في جامعة تل أبيب، يتقن اللغة العربية على أصولها. كان عضوا في المفاوضات السورية الاسرائيلية في الماضي. وقد اكتشف قبل عدة شهور ان نص الترجمة العبرية لمبادرة السلام العربية، كما تتداوله المؤسسات الاسرائيلية الحاكمة والأكاديمية، لم يكن دقيقا. وان الابتعاد عن الدقة تسبب في فهم خاطئ لها في اسرائيل. ولذلك، فقد بادر الى اعادة ترجمة النص بدقة وعمم النص على كل المهتمين في الموضوع. وأصبح ناشطا فاعلا في اللوبي الاسرائيلي الداعي الى قبول المبادرة رسميا في اسرائيل، وانضم الى مجلس السلام والأمن، الذي يضم كبار القادة العسكريين السابقين الذين يرون ان السلام هو أفضل الطرق لحماية أمن اسرائيل ومستقبلها. وقد توجه هذا اللوبي، قبيل الحرب على غزة، الى رؤساء الأحزاب وخصوصا المرشحين الثلاثة لرئاسة الحكومة، تسيبي ليفني (حزب كديما) وبنيامين نتنياهو (الليكود) وايهود باراك (العمل)، مطالبا ان يضمنوا برنامجهم الانتخابي بموقف ايجابي واضح تجاه مبادرة السلام العربية كأساس للمفاوضات الاسرائيلية العربية من أجل السلام العادل والآمن.

وسالناه عن رد الفعل على هذه الدعوة فقال: الحرب أوقفت الاتصالات، ولكن لا توجد لدينا أوهام. فنحن نعرف ان المسؤولين الاسرائيليين لم يدركوا بعد الأهمية التاريخية لهذه المبادرة وينظرون اليها نظرة شك. بدلا من أن يروا الأمر الايجابي في وقوف الدول العربية جمعاء صفا واحدا وراء مبادرة سلام، يقولون ان «وحدة العرب وراء المبادرة تثير المخاوف. يبدو انهم ما زالوا ينتظرون ان يقدم زعماء عرب آخرون على مبادرة مثل مبادرة أنور السادات، ليأتي الى القدس. وهم لا يدركون ان المضمون أهم من الشكل وان هذه المبادرة تعتبر ثورة في موقف العالم العربي وهذه الثورة، من الناحية الاسرائيلية، لا تقل أهمية عن زيارة السادات». ويكشف البروفسور ألون أن من الوسائل التي يتبعونها لترويج المبادرة اليوم هو الحديث عن العقبات الكثيرة التي كانت وما زالت تعترض المبادرة في العالم العربي، حيث هناك دول لم تكن مؤيدة لها وتم اقناعها بعد وقت طويل وان هناك دولا تطالب حاليا بالتراجع عن المبادرة. ويقول انه ورفاقه ينظمون لقاءات مع عدد من الدبلوماسيين العرب للتعرف على هذه المصاعب.

ومن أهم النشاطات التي يجريها هذا اللوبي اليوم العمل مع أوساط في القواعد الشعبية في اسرائيل بهدف تمهيد الأجواء الجماهيرية لقبول هذه المبادرة، والعمل مع الجناح اليميني في الخريطة الحزبية الاسرائيلية لشرح أهمية المبادرة. فهم يجرون لقاءات مع طلاب جامعيين ومع سكان الأحياء الشعبية ومع النقابات، ويسعون للقاء قوى اليمين في المجتمع، خصوصا ان استطلاعات الرأي تشير الى ان أحزاب اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو هي التي ستفوز بالحكم في الانتخابات المقبلة.

وسألناه إن لم يكن يخشى من أن يؤدي فوز اليمين الى القضاء على فرص المفاوضات السلمية، فقال: «لا لست خائفا. فنحن نريد العمل مع الجميع، ولكن التاريخ الاسرائيلي يدل على ان اليمين لدينا هو الذي يصنع السلام واليسار هو الذي يصنع الحرب. فاليمين يصنع السلام لأنه يثق بأن اليسار المعارض سيقف الى جانبه بكل خطوة يقوم بها في سبيل السلام. واليسار يصنع الحرب لأنه يثق بأن اليمين المعارض سيؤيده في كل حرب. وأنا شخصيا، كما تعرف، لست من قوى اليسار، وأرى ان علينا ان لا نترك ساحة اليمين. فلدينا فيها عمل كثير».