الناطق باسم البيت الأبيض في أول مؤتمر صحافي له.. القليل من المعلومات والكثير من الحرص

تكراره لعبارة «بدافع الحرص الشديد» عدة مرات أثار ضحك الصحافيين

TT

كانت جميع المقاعد التسعة والأربعين في قاعة المؤتمرات الصحافية داخل البيت الأبيض ممتلئة بانتظار المؤتمر الصحافي الأول الذي سيعقده روبرت غيبس، السكرتير الصحافي للرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما. وكان هناك مائة صحافي آخر بين الممرات، بينما رفع العشرات كاميراتهم تجاه مساعد أوباما الأنيق. قال غيبس مازحًا: «علينا بيع تذاكر وأن توجه الأموال لعجز الميزانية أو شيء من هذا القبيل». ولكن، كان عليه أولا إضفاء بعض الإثارة على سلوكه. إنه متحدث باسم إدارة وصلت إلى سدة الحكم، وهي تعد بالانفتاح والشفافية، ولكن بدلا من ذلك بدا حريصًا إلى أبعد الحدود. قال: «لمزيد من الحرص جاء رئيس المحكمة العليا روبرتس الليلة الماضية لأداء اليمين الدستورية مرة أخرى. هناك واقعتان على الأقل في التاريخ شهدتا تغيرا في ترتيب كلمات اليمين الدستورية، مرة أخرى، لمزيد من الحرص تم أداء اليمين الدستورية مرة أخرى». وسأل تشاك تود، مراسل قناة إن بي سي، عما إذا كان أوباما سيعيد توقيع الأوامر التنفيذية التي أصدرها «لنفس دافع الحرص الشديد». كرر غيبس وجهة نظره بأنه أعيد اليمين الدستورية مرة أخرى «بدافع الحرص الشديد» وأن مثل ذلك الحرص ليس مطلوباً في الأوامر التنفيذية. وكرر مرة أخرى أنه بدافع الحرص تمت إعادة أداء اليمين. وعندما سئل «لماذا أعيد أداء اليمين من دون تصويره فيديو؟» قال غيبس إن ذلك يظهر من جديد أن ذلك تم بسبب الحرص الشديد ولا شيء سوى ذلك. وسئل هل كانت هناك حاجة لإقناع أوباما بإعادة أداء اليمين؟ أجاب: «لا لأن ذلك تم بدافع الحرص الشديد». وتسبب تكرار كلمة «بدافع الحرص الشديد» في الكثير من الضحك داخل الغرفة، فعقب السكرتير الصحافي المرتبك قائلا: «عادة الناس لا يضحكون عندما لا أقول أمرًا غير مرح على الإطلاق». فاجأ غيبس الصحافيين بأمرين، الأول أنه تم أداء اليمين الدستورية ليلة الأربعاء بحضور أربعة صحافيين فقط ومن دون إخطار مسبق. وثانيا يوم الخميس، عقدت أول اجتماعات فريق أوباما لسماع التقارير داخل البيت الأبيض من دون حضور الإعلام. ووصف المسؤولين المشاركين فيه بأنهم «مسؤولون بارزون في الإدارة». وبرر المتحدث جوش إيرانست ذلك عندما احتج الصحافيون قائلا «للسماح لهم بالتحدث بحرية». وعقب مارك نولر من قناة سي بي إس الإخبارية متهكما: «بدافع من الحرص الشديد». وعندما عاد غيبس ليتحدث في المؤتمر الصحافي، سأل كين هيرمن من قناة «كوكس» الإخبارية: «لماذا تعتقد الإدارة أنه من المهم بالنسبة للأميركيين ألا يعرفوا أسماء اثنين من كبار مسؤولي الإدارة الذين أدلوا لنا بتقارير؟». وأشار جوناثان وايزمان من صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن غيبس استخدم بالفعل واحدا من أسماء المسؤولين، فقد تحدث بالفعل ست مرات إلى زميل له يدعى «كريغ». ورد غيبس على ذلك قائلا: «أجد نفسي شغوفًا بسؤالكم لأفهم هل إذا وضعتم اسم أحد الأشخاص في الصحيفة فإن البعض سيعتقدون أنه ربما يكون نجم كرة قدم برازيليا». كانت تلك إحدى أهم العبارات المنمقة للسكرتير الصحافي للرئيس، بينما كانت عباراته في مرات أخرى يكتنفها التحفظ الشديد. سئل عن خطة إنقاذ البنوك؟ فقال: «علي ألا أتعدى الفريق الاقتصادي». وعن أصول الرهن العقاري السيئة؟ فقال: «لا أرغب في تعدي الفريق الاقتصادي». وعن مبعوثي الشرق الأوسط؟ فقال: «يجب ألا أتجاوز الرئيس». وعن معتقلي غوانتانامو؟ فقال: «لا أود أن أستبق الأحداث». وحاولت جنيفر لوفن، من وكالة أسوشييتد برس سؤاله عن أساليب التحقيق، فقال: «لا أود إصدار حكم مسبق». وعندما سئل عن أصعب القضايا في غوانتانامو، قال: «لن نبدأ في إصدار أحكام مسبقة». حضر المؤتمر بعض الأسماء الكبيرة في عالم الصحافة وانسحب بعض مسؤولي البيت الأبيض منه: كان المتحدث بيل بيرتون يمضغ العلكة والاقتصادي أولسن جولزبي يتناول طعام الغداء من إحدى العلب الورقية، وتومي فيتور مساعد مسؤول الحملة السابق المسؤول الحالي عن البريد الإلكتروني للرئيس تحت اسم «توماس إف فيتور». وقام ميجور غرات من قناة فوكس، وإد هنري من قناة سي إن إن، بإعطاء تقرير مباشر قبل وصول غيبس. قال هنري: «نظرت ورائي، لم يأت بعد». لكنه جاء سريعا وصفق صحافي في الخلف، وقال غيبس بشدة «لا تصفقوا». وأشار المتحدث الحذر بصورة متكررة إلى الملاحظات حيث تابع عمله عبر الأسئلة. نطق غيبس اسم «أوباما» ليس مرة واحدة بل 70 مرة، بدلا من أن ينجرف إلى عادة نظرائه من السكرتيرين الصحافيين بالقول «الرئيس» فقط. ثم جاء بعد ذلك القسم السري، فقال غيبس «تم ذلك بصورة حديثة وشفافة». وسأله بيل بلانتي من قناة سي بي إس «كيف كانت شفافة». فقال: «عندما تتفحص صورة إعادة القسم لن تجد أحدًا عدا أربعة صحافيين.. لم يكن هناك سكون ولم يكن هناك التلفزيون، كان التسجيل الوحيد للجلسة الذي خرج، كما أعلم، قام به صحافي وليس ذلك الذي أصدره البيت الأبيض»، فقال السكرتير الصحافي: «حسنًا أعتقد أن علينا أن نعد غرفة كبيرة المرة القادمة». ربما يقوم بذلك، في المرة القادمة بدافع من الحرص الشديد.

* خدمة «واشنطن بوست» خاصة بـ«الشرق الأوسط»