حماس تبلغ القاهرة موافقتها على تهدئة لمدة عام قابلة للتجديد.. وملاحظات إسرائيلية

الفصائل الفلسطينية تتوافد على العاصمة المصرية لبحث تثبيت وقف النار وترتيبات المصالحة

TT

يبدأ رئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، اليوم، مباحثاته مع وفد حركة حماس برئاسة عماد العلمي عضو المكتب السياسي للحركة، في خطوة تمهيدية أولى للحوار الفلسطيني - الفلسطيني، وجهود تثبيت وقف إطلاق النار، ومسودة اتفاق التهدئة بكافة تفاصيله، من أجل إنهاء الحصار وفتح المعابر. وقال مسؤول في حركة حماس فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن حركته تفضل أن تنهي ملف التهدئة وفك الحصار وفتح المعابر، قبل الدخول في موضوع الحوار الداخلي، مشيرا إلى أن «موضوع المصالحة منتهٍ وليس لدينا أي تحفظات عليه» لكنه استدرك قائلا «بعد أن يتم إطلاق معتقلي حماس لدى السلطة الفلسطينية في رام الله».

واستبعد المسؤول أن يبحث وفد حماس الذي يضم عماد العلمي ومحمد نصر (من الخارج) وجمال أبو هاشم وصلاح البردويل وأيمن طه (من غزة) أي تفاصيل متعلقة بملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مؤكدا أن هذا الملف واضح ومعروف لمختلف الأطراف، والمطالب الفلسطينية واضحة وغير قابلة للتفاوض أو الحديث حولها.

وأشار عضو وفد الحركة أيمن طه إلى أن حماس «أبلغت مصر موافقتها على هدنة لمدة عام قابل للتجديد، ويتم تقييمها في نهايتها، إذا سحبت إسرائيل قواتها من قطاع غزة خلال أسبوع، وأعادت فتح المعابر الحدودية على الفور». وقال «بعد أن تنسحب إسرائيل، يتم رفع الحصار وفتح المعابر بضمانات محددة ورقابة دولية أوروبية وتركية خلال أسبوعين، وبعد ذلك يتم فتح معبر رفح وفقا لترتيبات تضمن بقاء عناصر الأمن الوطني في غزة، ومراقبين دوليين بمهمات محددة، حتى يتم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية».

وأضاف أن الحركة تريد أن تشمل التهدئة عقد مؤتمر خاص بإعادة إعمار قطاع غزة. ومن المقرر أن يصل القاهرة وفد من منظمة التحرير الفلسطينية يضم وفدا من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد، ووفدين من الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني «فدا» برئاسة صالح رأفت، الأمين العام، ووفد الجبهة العربية الفلسطينية برئاسة جميل شحادة، وعددا من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. فيما سيصل بشكل منفرد، على الرغم من عضويته في المنظمة، وفد الجبهة الديمقراطية برئاسة نايف حواتمة، ووفد الجبهة الشعبية الذي لم يتم تحديد من سيرأسه، بسبب عدم إعطاء السلطات الإسرائيلية عبد الرحيم ملوح تصريح السفر حتى الآن.

وقال مسؤول مصري رفيع المستوى، إن مصر وجهت الدعوة إلى وفد حركة الجهاد الإسلامي وسيصل القاهرة بعد غد الاثنين وجميع أعضائه من الخارج من أجل بحث مجمل تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، خاصة موضوع فك الحصار والتهدئة والحوار الفلسطيني. وقال مسؤول في الجبهة الديمقراطية إن الوفد سيطرح اقتراحا باتجاه فتح الطريق أمام عودة الجميع للحوار الوطني الشامل لمواجهة الاستحقاقات السياسية ما بعد العدوان على غزة. وتابع قائلا «ستطالب الجبهة بضرورة تشكيل لجنة وطنية متوافق عليها حتى تجبر الدول المتبرعة على تنفيذ ما أقرته نتيجة العدوان على القطاع».

وكانت مصر وجهت دعوة يوم الأحد الماضي، لكل من الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل، للحضور إلى القاهرة يوم الخميس الماضي، لإجراء مباحثات حول تثبيت وقف إطلاق النار، والتوصل إلى تهدئة جديدة، وإجراء حوار فلسطيني ـ فلسطيني، وطلبت بعض الفصائل أن تحضر الأحد حتى لا يفهم أن هناك حوارا غير مباشر مع إسرائيل، حيث وصل الخميس الماضي عاموس جلعاد المبعوث الإسرائيلي لمصر، في المباحثات. وقال مسؤول مصري رفيع المستوى «إن مصر تسابق الزمن من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونأمل أن ننجح في تقريب وجهات النظر سريعا»، مشيرا في هذا الصدد إلى أن القاهرة استقبلت جلعاد، الذي زار القاهرة عدة مرات مؤخرا، «وعرضت عليه المبادرة المصرية، وتصور حركة حماس وتلقينا ملاحظات الحكومة الإسرائيلية على تصور حماس وسوف نطلع وفد حماس على الملاحظات الإسرائيلية ونناقش بالتفصيل كل تطورات الموقف».

وقال المصدر «إن الجانب الإسرائيلي أبدى تفهما للمبادرة التي أطلقها الرئيس محمد حسنى مبارك لوقف إطلاق النار في غزة، لكنه أبدى بعض الملاحظات على التصور الذي قدمته حركة حماس، وتلقينا منهم الملاحظات وسننقلها لوفد حماس»، مؤكدا أن مصر مستمرة في الاتصالات والجهود المكثفة من أجل وقف نزيف الدم في غزة.