أيمن طه لـ «الشرق الأوسط»: حماس تدرس اقتراحا إسرائيليا لمد التهدئة لعام ونصف العام

مصر تبدأ المرحلة الثانية من مبادرة وقف النار ببحث المصالحة الفلسطينية

TT

فيما اعتبره مصدر رسمي مصري استمرارا لجهود القاهرة للتباحث حول تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يبدأ المسؤولون المصريون المعنيون بالملف الفلسطيني اليوم بالقاهرة، لقاءات مع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتا فتح وحماس، والذين بدأوا بالتوافد من الخارج ومن قطاع غزة على العاصمة المصرية منذ الليلة الماضية. وقال المصدر المصري لـ«الشرق الأوسط» إنه سيتم خلال اللقاءات التباحث حول الترتيبات اللازمة لتثبيت وقف إطلاق النار والوصول لاتفاق التهدئة، وفتح المعابر بالشكل الذي يتيح الفرصة، في حالة توافر الإرادة، للاتفاق بشكل عملي على الانتهاء من تلك المرحلة وبما يسمح للانتقال إلى المرحلة الثالثة من المبادرة المصرية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني.

وأعلن المتحدث باسم حركة حماس، عضو وفدها في مباحثات القاهرة، أيمن طه، أن إسرائيل قدمت مقترحا جديدا بأن تمتد التهدئة إلى عام ونصف العام، وتُجدد تلقائيا، وقال إن الحركة «تدرس المقترح الإسرائيلي بالتفصيل وسترد على المسؤولين المصريين بعد التشاور الداخلي». وقال في تصريح لـ «الشرق الأوسط» إن إسرائيل كانت قد طلبت بعد وقف العدوان أن تكون التهدئة لمدة تتراوح من 10 إلى 15 عاما، لكن الحركة رفضت هذا الطرح، وطالبت بأن تكون مدة التهدئة عاما واحدا. وحول العلاقة مع مصر قال طه إن حماس أكدت خلال اللقاء مع الوزير عمر سليمان أمس احترامها وتقديرها للدور المصري، وإنها لن تسمح لأي كان بأن يعكر أو يحاول التأثير سلبا على العلاقات الاستراتيجية التي نعتز ونتمسك بها لأن مصر هي بحكم التاريخ والجغرافيا العمق الاستراتيجي لفلسطين وبالعكس. وأضاف أن المباحثات تطرقت إلى إعادة الإعمار، حيث أكدت الحركة للوزير سليمان أنها تعطي هذا الموضوع أولوية كبيرة، لأنه موضوع إنساني، خاصة أن الشعب الفلسطيني تعرض لعدوان غاشم، وأن هناك كارثة إنسانية في غزة يجب التعاطي معها على وجه السرعة، مشيرا إلى أن الحركة مستعدة «لإبداء مرونة كاملة في هذا الموضوع، لكن لن نسمح بتسييسه أو استخدامه للابتزاز السياسي».

وأوضح طه أن إسرائيل تمارس ضغوطا من خلال أطراف عديدة باتجاه فتح المعابر جزئيا، وفك الحصار تدريجيا، وهذا مرفوض من قبل حماس، وقال إن «إسرائيل تريد خنق الشعب الفلسطيني، ونحن نطالب بتحرك عربي ودولي في هذا الإطار». وحول موضوع المصالحة قال طه إن المصالحة الوطنية موجودة في كل وقت، وتطرح في كل اللقاءات، لكن الأهم الآن هو التهدئة وفك الحصار وفتح المعابر «ونفضل الانتهاء من ملف التهدئة وفك الحصار وفتح المعابر ثم الدخول في موضوع المصالح»، مشيرا إلى أن موضوع الجندي الأسير جلعاد شليط لم يطرح في المباحثات مع الوزير سليمان، لكن إسرائيل طرحته في مباحثاتها في مصر.

وأكد أن موضوع شليط منفصل عن الموضوعات الأخرى، ويجب أن يكون فقط في إطار أسرى مقابل أسرى، مضيفا أن حماس لن تسمح لإسرائيل باستخدام شليط في التهدئة أو ربطه برفع الحصار.

وفي ما يتعلق بمعبر رفح قال طه إن «هذا موضوع معقد وشائك، ونحن قدمنا أفكارا لفتحه، بوجود مراقبين دوليين وأتراك ووجود قوات من الأمن الوطني في غزة لفتحه بصفة مؤقتة حتى يتم تشكيل حكومة الوحدة، ولم نحصل على إجابة على الموضوع حتى الآن ولكن سنستكمل المباحثات مع المسئولين المصريين غدا (اليوم) حول كل هذه الموضوعات». واعتبر طه ان موضوع القوات الدولية لم يطرح خلال المباحثات، وأن إسرائيل كانت طرحته في أول جلسة على المسؤولين المصريين و..«رفضناه ونؤكد موقفنا بعدم قبول أي قوات دولية على أرض غزة وسنعتبرها قوات معادية». وردا على سؤال حول وجود الفصائل الفلسطينية في القاهرة وإن كانت هناك لقاءات معها أوضح طه «أن مصر وجهت الدعوة لهم ولا نعرف أي شيء هن هذه اللقاءات». ويضم وفد حماس عماد العلمي ومحمد نصر (من الخارج) وجمال أبو هاشم وصلاح البردويل وأيمن طه (من غزة). ومن المقرر أن يلتقي سليمان اليوم مع وفد من منظمة التحرير الفلسطينية، ويضم حركة فتح برئاسة عزام الأحمد، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني «فدا» برئاسة صالح رأفت الأمين العام، والجبهة العربية الفلسطينية برئاسة جميل شحادة، وعددا من فصائل منظمة التحرير. ووصل الى القاهرة بشكل منفرد على الرغم من عضويتهما في المنظمة وفد الجبهة الديمقراطية برئاسة نايف حواتمة، ووفد الجبهة الشعبية. وسيصل غدا وفد حركة الجهاد الإسلامي.

وسيلتقي بهم الوزير سليمان تباعا من أجل بحث مجمل تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، خاصة موضوع فك الحصار والتهدئة والحوار الفلسطيني.