حماس تستخف بتهديدات موفاز لهنية والزهار إذا لم يفرج عن شليط

بعض وزارات الحكومة المقالة تدير شؤونها من على ركام مقارها المدمرة

TT

استخف قيادي في حركة حماس بالتهديدات التي أطلقتها اسرائيل ضد كل من رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية والقيادي في حركة حماس محمود الزهار في حال عدم إحراز تقدم في قضية الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شليط خلال لقاءات القاهرة الحالية. يذكر ان هنية والزهار لا يزالان غائبين عن الانظار رغم مرور اكثر من اسبوع على وقف اطلاق النار في غزة. ولم تعقد الحكومة المقالة اي اجتماع علني لها منذ ما قبل العدوان الاسرائيلي، لكن وزارات الحكومة المقالة بدأت امس عملها من على ركام مقارها التي دمرت خلال حرب الـ22 يوما. وشوهد اللواء حسين ابو عثرة مدير الامن الوطني، وهو يوقع تعليماته واوامره لقواته على مقدمة سيارته على مقربة من مقر الاجهزة الامنية التي كانت تعرف بالسرايا قبل ان تدمره الطائرات الاسرائيلية.

وقال مشير المصري أمين سر كتلة حركة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي لـ«الشرق الأوسط» أن تهديدات وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز ضد هنية والزهار تمثل جزءاً من الحرب النفسية ولن تؤثر على موقف الحركة الصارم من متطلبات التوصل لصفقة تبادل الأسرى، ولن يحدث أي تغيير على الشروط التي تم وضعها لإطلاق سراحه. وكان موفاز قد صرح صباح أمس بأن هنية والزهار «لن يريا النور هما واتباعهما في حال لم يره شليط». وشدد المصري على أن الاتصالات التي يجريها ممثلو حركته تركز بشكل أساسي على مسألة رفع الحصار وإعادة فتح المعابر وعلى رأسها معبر رفح، على أن يحل في المرتبة الثانية من الاهتمام موضوع الحوار الوطني. وفي تصريحات لـ «الشرق الاوسط»، أكد المصري أن قضية شليط خارج نطاق البحث في القاهرة حالياً على اعتبار أن هذه القضية مغلقة بعدما حددت الفصائل الآسرة الشروط الواجب توفرها لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى. وشدد على أن التهدئة مع إسرائيل ستكون مشروطة بإلتزام اسرائيل برفع كل مظاهر الحصار عن الشعب الفلسطيني مرة وللأبد. وعلى صعيد الحوار الوطني، قال المصري إن حركته تنطلق في تحركاتها من أن انهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية مصلحة عليا للشعب الفلسطيني، مشيراً الى أن الصمود الذي اظهرته المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير تلزم جميع الأطراف الفلسطينية الالتقاء حول برنامج المقاومة فقط، وعدم الالتفاف حول خيار آخر. وأشار إلى أنه لا يعقل في الوقت الذي «يتبين فيه للقاصي والداني أن اسرائيل غير جادة في التوصل لتسوية سياسية حتى في حدودها الدنيا، ان نعود مرة أخرى للانشغال في الحديث عن المفاوضات التي تبين عبثيتها». وحول الخلاف بين حركة فتح حول جهود إعادة الإعمار، قال إن حركته ستكون منفتحة على أي صيغة تضمن وصول المساعدات لمستحقيها عبر «مظلة أمينة»، مشيراً إلى الاقتراح الذي قدمته كتلة حماس في المجلس التشريعي أول من امس التي دعت إلى تشكيل لجنة عربية فلسطينية تعمل على وصول المساعدات والأموال إلى مستحقيها. وأكد أنه لن يتم السماح لأولئك الذين ليس لهم علاقة بإدارة شؤون قطاع غزة والذين تبين أنهم متورطون بالفساد في أي دور في مشاريع إعادة الإعمار.

من ناحية ثانية علمت «الشرق الأوسط» أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تشترطان استئناف الحوار الوطني بعد أن توقف الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية التنسيق الأمني مع السلطات الاسرائيلية، فضلاً عن إقرار جميع الفصائل المشاركة في الحوار بان الهدف منه هو دعم المقاومة كخيار وحيد لإنجاز الأهداف الوطنية. وعلى صعيد آخر، قال موفاز إن اسرائيل تنوي استنفاد كل الإمكانيات التي وفرتها حملة «الرصاص المتدفق» وتوظيفها في الافراج عن شليط، مهدداً باغتيال كل منهما، فقد قال موفاز في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح أمس أن هنية والزهار «لن يريا ضوء النهار وأن اتباعهما لن يستطيعا التنقل بحرية في القطاع، طالما لم ير شليط ضوء النهار». من ناحيته قال الجنرال عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية الامنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن العملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة خلقت ظروفاً جديدة تسمح بالتقدم نحو صفقة للإفراج عن شليط. وفي مقابلة مع قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، قال جلعاد إنه حسب المعلومات المتوفرة فإن شليط على قيد الحياة رافضاً اعطاء تفاصيل. وامتدح جلعاد تجند مصر لوقف تهريب السلاح للقطاع، واصفاً هذا التجند بـ«غير المسبوق». وأضاف إن «مصر أصبحت تدرك أهمية منع عمليات تهريب السلاح إلى قطاع غزة وتتخذ إجراءات غير مسبوقة في هذا الإطار» وأردف قائلاً «المصريون يدركون ان حماس لا تشكل خطرا على اسرائيل فحسب بل عليهم ايضا. ان حماس تتحرك بالتنسيق مع الاخوان المسلمين ومع ايران».