بعد ساعات قليلة من عبور قيادات من فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة معبر رفح، وقيام الملحق الجوي الأميركي بتفقد الشريط الحدودي بين مصر والقطاع، أكدت مصادر فلسطينية ومصرية أنه «تم إغلاق المعبر مجددا»، تحسبا لقصف إسرائيلي للشريط الحدودي الذي سبق قصفه بعشرات الغارات بغرض هدم أنفاق تحت الأرض تستخدم في تهريب الأسلحة عبر الحدود مع مصر.
وقال اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء لـ«الشرق الأوسط» إن الجانب الفلسطيني هو الذي أغلق المعبر بشكل مفاجئ، وأن هناك من يقول إن إسرائيل ستضرب المعبر. وأضاف أن المعبر مفتوح من الجانب المصري، وأن من معهم تأشيرات ينتظرون فتح الجانب الفلسطيني للدخول إلى غزة، قائلا إن الهلال الأحمر الفلسطيني (لا حماس) هو الموجود على الجانب الفلسطيني من المعبر.
وكان شهود عيان داخل معبر رفح قد قالوا إن السلطات المصرية أغلقت المعبر أمس بشكل مفاجئ وقامت بإخلاء الساحة الداخلية من الجانب المصري من الجرحى وسيارات الإسعاف بعد ورود معلومات تفيد احتمال تعرض المعبر من الجانب الفلسطيني لقصف إسرائيلي، حيث تم أيضا إغلاق البوابات الحديدية بين الجانبين المصري والفلسطيني، ورفع درجة الاستعداد وإبعاد الجميع عن البوابة الحديدية.
يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من قيام الملحق الجوي الأميركي ووفد من المسؤولين الأمنيين بالسفارة الأميركية بالقاهرة أمس بتفقد المناطق الحدودية في زيارة تعد الأول من نوعها لمسؤولين أميركيين للمنطقة منذ بدء القصف الإسرائيلي للقطاع.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن الوفد الأميركي تفقد الشريط الحدودي بدأ من النقطة رقم واحد عند ساحل البحر المتوسط وحتى معبر كرم أبو سالم عند العلامة الدولية رقم 7. كما تفقد الوفد معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم الذي يقع في منطقة التقاء مثلثة بين مصر وإسرائيل وغزة.
وبحسب المصادر فإن توقيت إغلاق معبر رفح بشكل مفاجئ جاء أيضا عقب مرور عدد من أعضاء الفصائل الفلسطينية في طريقها لمصر لبحث ترتيبات تثبيت الهدنة مع إسرائيل، منها حركات «فتح» (غزة)، و«الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، والجبهة العربية الفلسطينية.