68 % من الإسرائيليين يؤيدون تدخلا متزايدا من إدارة أوباما لتسوية الصراع

نتنياهو يلتقي دبلوماسيين أجانب لكي يطمئنهم بأنه ليس رافضا

TT

أصبح الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما، لاعبا أساسيا في المعركة الانتخابية الاسرائيلية، في الأيام الأخيرة، يستخدمه المرشحون الثلاثة لرئاسة الحكومة. وازداد إقحام أوباما مع نشر نتائج استطلاع رأي، أمس، تقول ان 68 % من الاسرائيليين يؤيدون زيادة التدخل الاميركي لتسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

وبدأت هذا الاستخدام لاسم أوباما، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، المرشحة لرئاسة الحكومة عن حزب «كديما» الحاكم، وذلك بعد ان أوضحت استطلاعات الرأي، ان رئيس المعارضة اليمينية بنيامين نتنياهو، هو صاحب أكبر الاحتمالات للفوز في الانتخابات التي ستجري في 10 فبراير (شباط) المقبل. فقالت ان نتنياهو رافض لعملية السلام، ولن يتعاون مع أحد للتقدم في عملية السلام، وإذا فاز بالحكم، سيقيم حكومة يمينية متطرفة. وسيدخل في صدام مع ادارة الرئيس أوباما، التي أوضحت انها ستتعامل بنشاط وقوة مع قضية الشرق الأوسط. وبدلا من أن تنشغل الادارة الاميركية بالضغط على ايران، حتى لا تمتلك السلاح النووي ومع دول وتنظيمات الارهاب، سوف تنشغل بالضغط على اسرائيل.

ومنذ ذلك التصريح، وقادة «كديما» يتكلمون بالروح نفسها. فقال حايم رامون، ان وجود نتنياهو في رئاسة حكومة اسرائيل، سيلحق ضررا كبيرا بمصالح الدولة. ونشروا مقاطع من كتاب دنيس روس مبعوث الرئيس الأسبق بيل كلينتون الى الشرق الأوسط، الذي كتب فيه ان نتنياهو كان شخصية متعبة لدى الإدارة، وانه تمتع بصلف جعل الرئيس يسأل «هل يحسب نفسه ممثل الدولة العظمى؟».

وانضم قادة حزب العمل الى هذا التوجه، ولكن من باب ايجابي أكثر، فراحوا يشيرون الى الصداقات الحميمة التي تربط بين رئيس الحزب وزير الدفاع ايهود باراك، وبين وزير الدفاع روبرت غيتس، وغيره من الشخصيات البارزة في ادارة أوباما. وكشف النقاب ان باراك سيسافر، اليوم، الى واشنطن لاجراء لقاءات سياسية وعسكرية مهمة مع ادارة الرئيس أوباما. وخرج نتنياهو بحملة مضادة تدل على ان هذا التركيز يزعجه حقا. فاجتمع مع عشرات الدبلوماسيين الأجانب في اسرائيل، يشرح لهم سياسته ويفند مزاعم ليفني. فقال انه لا ينوي تشكيل حكومة يمينية متطرفة، بل حكومة وحدة وطنية تحظى بدعم 80 نائبا في الكنيست (من مجموع 120). وانه سيعمل بالتعاون الكبير مع الادارة الاميركية. وانه متفائل جدا بإقناع إدارة أوباما بمشروعه حول السلام الاقتصادي.

واستخدم نتنياهو اسم دنيس روس، ولكن من باب آخر، فقال ان روس كتب مقالا جميلا قبل سنة ونصف السنة، يتلاءم ومشروعه حول السلام الاقتصادي. فقد شدد روس على ان الانقسام الفلسطيني أبعد فرص التوصل الى سلام يقوم على مبدأ الدولتين للشعبين، وان المطلوب اليوم هو التقدم بخطوات تدريجية على الأرض نحو السلام، تبدأ بتغيير الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين، ومن ثم الانتقال الى المفاوضات السياسية. ورد حزب «كديما» بالقول ان نتنياهو لن يقيم حكومة وحدة وطنية حقيقية، انما سيحاول تزيين حكومته اليمينية المتطرفة بضم حزب العمل الى ائتلافه، ومنح باراك وزارة الدفاع وادارة سياسة شلل في موضوع السلام. ويشتد الصراع في هذه القضية مع قدوم جورج ميتشل، المبعوث الخاص للرئيس أوباما الى الشرق الأوسط، بعد غد الى المنطقة، علما بأن ميتشل يخطط للقاء كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وكذلك المرشحين الثلاثة لرئاسة الحكومة الاسرائيلية، ليفني وباراك ونتنياهو. ويحاول كل منهم الحديث مع ميتشل بروح مفهومه السياسي، على أمل الحظوة بمكانة ما في الادارة الاميركية تعينه في دعايته الانتخابية.

وحرص عدد من الناطقين باسم اليمين على توجيه تحذيرات للادارة الاميركية في مسألة الضغط على الحكومة الاسرائيلية. فقال بيني بيغن أحد أقطاب الليكود، ان اسرائيل لا تقبل بممارسة الضغوط عليها. وقال رئيس حزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين، ايلي يشاي، ان «الضغط الاميركي مورس دائما على اسرائيل، وسيظل يمارس، ولكن اسرائيل تعمل وفقا لمصالحها، وليس وفقا لنتائج الضغوط».