الصومال: نواب البرلمان الجدد يؤدون القسم اليوم.. ومهلة 5 أيام لانتخاب الرئيس

ميليشيا حركة «الشباب» الأصولية تحكم قبضتها على بيداوا وتطبق الشريعة الإسلامية

TT

وافق البرلمان الصومالي المجتمع في جيبوتي أمس، على تمديد مهلة انتخاب الرئيس الجديد لمدة 5 أيام، لإعطاء فرصة أوسع لنواب المعارضة الجدد الذين انضموا للبرلمان، وسيؤدون اليمين الدستورية اليوم، لاختيار مرشحيهم، واستكمال ترتيبات إجرائية أخرى، بموجب خطة توسطت فيها الأمم المتحدة لإقرار السلام في الصومال لأول مرة منذ 18 عاما. وصوت المشرعون الصوماليون أول من أمس بالموافقة على توسعة البرلمان إلى الضعف (من 275 إلى 550 نائبا) ليضم إسلاميين معتدلين في محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وكان رئيس البرلمان الشيخ آدم محمد نور قد قدم للنواب مقترحا لانتخاب الرئيس مباشرة بعد الإعلان عن تشكيل البرلمان اليوم عقب جلسة القسم، إلا أن الاقتراح لقي معارضة شديدة من النواب.. وتحولت الجلسة إلى صخب وضوضاء. ويقول المعارضون للاقتراح إن التوقيت غير مناسب نظرا للظروف الحالية، وأن في الأمر عجلة، حيث لم يتم حتى الآن تشكيل اللجنة الانتخابية المشتركة، ولم تُوضع بعد لائحة الانتخاب، كما لم يتقدم المرشحون بطلبات الترشح الرسمية.. وأن الكثيرين منهم لم يصل بعد إلى جيبوتي. وبعد ذلك صوت البرلمان لتمديد هذه المهلة، ووافق النواب بأغلبية ساحقة على إعطاء مهلة 5 أيام إضافية تبدأ اعتبارا من يوم غد الخميس لاختيار الرئيس الجديد. في هذه الأثناء ذكر رئيس الفريق المفاوض في تحالف المعارضة «عبد الرحمن عبد الشكور» أن قائمة المعارضة جاهزة ومعظمهم وصلوا إلى جيبوتي والباقي سيصل إلى جيبوتي خلال الساعات المقبلة». وتحتفظ المعارضة وبسرية، قائمة ممثليها في البرلمان المقبل حتى اللحظات الأخيرة؛ حيث تخشى أن يؤدي الإعلان عنها مبكرا إلى تصدع في صفوفها، وذلك بسبب الصعوبات الكثيرة التي واجهتها في تقسيم المناصب وفق نظام المحاصصة القبلية. علي الصعيد الميداني أحكم مقاتلو تنظيم الشباب قبضتهم على مدينة بيداوا مقر البرلمان الصومالي التي استولوا عليها مساء أمس بعد ساعات من انسحاب القوات الأثيوبية منها. ودخل مقاتلو الشباب المدينة بعد مواجهات محدودة مع القوات الحكومية والمليشيات القبلية. وألقى مقاتلو تنظيم الشباب القبض على عدد من النواب والمسؤولين الحكوميين من بينهم وزير النقل محمد إبرهيم حابسدي، ومحافظ الإقليم عبد الفتاح عيسي، لكن منحوهم العفو بعد ذلك شريطة أن يغادروا المدينة إلى أي مكان آخر يريدونه. وخرج هؤلاء المسؤولون من بيداوا وتوجهوا إلى مدينة واجد في إقليم بكول المجاور. وتمركز مقاتلو تنظيم الشباب على المناطق الحيوية في المدينة مثل القصر الرئاسي ومقر البرلمان والمطار. وأنهى المقاتلون الإسلاميون الفوضى العارمة التي شهدتها المدينة بعد انسحاب القوات الأثيوبية منها، حيث تعرضت لعمليات نهب وسلب واسعة من قبل مليشيات مسلحة ومئات من سكان بيداوا الذين تدفقوا إلى المواقع التي أخلتها القوات الأثيوبية. ودعا الشيخ مختار روبو المتحدث باسم تنظيم الشباب سكان المدينة إلى التزام الهدوء. وذكر أنه لن تكون هناك عمليات انتقامية، كما دعا كل من يوجد لديه شيء من الممتلكات الحكومية المسلوبة إرجاعها خلال يومين أو مواجهة عواقب وخيمة.

وأعلن التنظيم تطبيق الشريعة الإسلامية في المدينة، ودعوا السكان المحليين لاجتماع في استاد كرة القدم، لشرح أسلوبهم في الحكم. وقال الشيخ مختار روبو المتحدث باسم الجماعة لمئات المحتشدين في الاستاد إنهم لن يقبلوا بحكومة لا تطبق الشريعة، وسيدخلون تغييرات في المدينة وسيحكمون وفقا لمبادئ الشريعة.

ويشكل الاستيلاء على المدينة مشكلة عملية كبيرة للبرلمان الصومالي الذي يدير نوابه في جيبوتي، اجتماعات حاسمة لاختيار رئيس جديد، وإدخال تعديلات دستورية، ولن يتمكن نوابه من العودة إلى بيداوا، حيث يرفض تنظيم الشباب محادثات جيبوتي. ولم يتضح ما إذا كان أعضاء البرلمان سيوافقون على تغيير مقره. كما أن الحكومة محاصرة الآن في مقديشو.. وتواجه هجمات شبه يومية من مقاتلي الشباب الذي يسيطرون على أجزاء كبيرة منها. وفي تطور آخر قال الشيخ حسن طاهر أويس زعيم جناح أسمرا من تحالف المعارضة أنه يواجه صعوبات في التحرك بسبب الحظر والعقوبات التي فرضت عليه الولايات المتحدة، وفي مقابلة مع إحدى المحطات الإذاعية المحلية أقر الشيخ أويس أنه يواجه ضغوطا في هذا الصدد وأن تحركاته ليست بالأمر السهل « وقد أدرجت الولايات المتحدة الشيخ أويس في قائمة الأشخاص والمنظمات الداعمة للإرهاب، وكان الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم تحالف المعارضة قد كشف مؤخرا عن جهود ومساع من أجل شطب بعض الأشخاص والفصائل الصومالية من قائمة الإرهاب الأميركية ليعطي ذلك دفعة لمساعي السلام والمصالحة في الصومال «لكن هذه الجهود لم تؤد إلى نتيجة حاسمة حتى الآن».