شعارات الكتل السياسية تثير حيرة الناخبين العراقيين.. وشكوكهم

قائمة المالكي: «التغيير».. الحكيم: «حفظ دم الشهداء».. الهاشمي: «حياتك أفضل».. علاوي: «الأمل بالشباب».. الجلبي: «ثرواتكم بأيديكم»

كتل سياسية تبتكر طرقاً جديدة للإعلان عن نفسها عبر تنظيم حملات انتخابية صاخبة بالسيارات في شوارع العاصمة بغداد («الشرق الأوسط»)
TT

اختلفت الرؤى والتوجهات في الشعارات التي رفعها أبرز القوائم الانتخابية الموجودة في الشارع العراقي ولكنها صبت جميعها في بوتقة خدمة العراق والعراقيين بحيث أصبح من الصعب على المواطن البسيط التمييز فيما بينها وهو يقف أحياناً يتطلع إلى العديد منها في حيرة إن لم يكن له ميول واتجاهات سياسية تفرض عليه اختيار قائمة معينة.

وتجولت «الشرق الأوسط» في شوارع بغداد وتوقفت عند هذه القائمة أو تلك، فبينما حملت القائمة «الأشهر»، كما يقول بعض العراقيين، ألا وهي قائمة «دولة القانون» التي تضم حزب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، شعار التغيير والبناء رافعة صورة المالكي، غير أنها فنياً ومن ناحية التكاليف تعد الأقل لو قورنت بالقائمة المنافسة «شهيد المحراب والقوى المستقلة»، التي تضم المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم. ورفعت قائمة الحكيم شعارات دينية، قائلة إنها «هي الأمينة على دم الشهداء وهي المدافعة عن حقوقهم»، وظهرت ضمن هذه القائمة حملات ترويجية بشكل لافت للنظر لصابر العيساوي، أمين بغداد الحالي، ومعين الكاظمي، رئيس مجلس محافظة بغداد الحالي، وقد رفعا شعار بناء بغداد وإعادة إعمارها.

أحد المواطنين توقف طويلا عند إحدى القوائم التي كانت تحمل شعار «انتخبوا القوي الأمين»، وقال «نتمنى أن يكون الجميع أقوياء وأمناء على مصلحة العراق»، وأضاف صابر محمد سالم لـ«الشرق الأوسط» أنه «لو تمكن كل الذين يرفعون هذه الشعارات من تحقيقها لكان العراق بألف خير وعافية»، مؤكداً أن بعض القوائم في منطقته أرسلت مندوبين للعوائل تطالبهم بأن يكون اختيارهم لهذه القائمة أو تلك، لكنه أضاف أن «العراقيين هم الآن أكثر وعياً من الماضي ويعرفون جيداً أن أصواتهم يجب أن تكون غالية لمن يستحقها فعلا».

الشارع ما زال ساخناً بالشعارات، فجبهة التوافق العراقية، أكبر الكتل السنية في البرلمان، حملت شعاراً يقول «معنا حياتك أفضل». بينما حملت القائمة الوطنية العراقية، التي يترأسها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، شعار «الأمل بالشباب والمستقبل»، وفي الشارع نفسه ارتفعت الملصقات الانتخابية لقائمة التحالف الكردستاني تحت شعار «النزاهة والكفاءة».

في الوقت ذاته، أكد الحزب الدستوري شعار «وحدة العراق»، بينما اقتصرت قائمة «مدنيون» على مغازلة المشاعر الاقتصادية للعراقيين في رفع شعار تعزيز البطاقة التموينية والسعي لحصر السلاح بيد الدولة، وعاد صالح المطلك في قائمته ليقول إن شعار قائمته هو شعار المشروع الوطني العراقي ألا وهو «التغيير»، أما المؤتمر الوطني العراقي بزعامة السياسي البارز أحمد الجلبي، والمعروف باهتماماته الاقتصادية، فقد رفع شعار « ثرواتكم بأيديكم». ومن جانبهم، قال عراقيون إنهم يشعرون بالحيرة إزاء هذا الكم الهائل من الشعارات وإنهم لا يعلمون أيها سيحقق لهم الحلم بالأمن والأمان والحياة المستقرة بعد طول عناء.