مقتل ضابط إسرائيلي كبير وإصابة آخر وجرح جنديين في تفجير عبوة بغزة

إسرائيل تحمل حماس المسؤولية وتتوعد باستئناف عمليات اغتيال كبار قادتها

جنود اسرائيليون يراقبون الحدود مع غزة بعد مقتل ضابط وجرح 3 اخرين امس (ا ف ب)
TT

في أول حادث من نوعه منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في 17 يناير (كانون الثاني) الجاري قتل أمس جندي إسرائيلي وأصيب ثلاثة بجراح متفاوتة عندما فجر مقاومون فلسطينيون عبوة ناسفة قرب دورية عسكرية إسرائيلية كانت تتوغل في المناطق الزراعية الواقعة شرق مدينة دير البلح، وسط القطاع. ولم تعلن أي منظمة فلسطينية مسؤوليتها عن الهجوم على الدورية الإسرائيلية. وأكدت مصادر فلسطينية أن اشتباكاً بالأسلحة نشب عقب الحادث بين المقاومين والجنود الإسرائيليين الذين كانوا في المكان. وعلى الفور قامت القوات الإسرائيلية المتوغلة في المكان بإطلاق النار بشكل عشوائي على المناطق الزراعية على طول السياج الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل، الأمر الذي أدى الى مقتل احد المزارعين الفلسطينيين، وجرح عدد آخر. وأصيب احد عناصر حماس في غارة جوية على خان يونس.

وذكرت مصادر فلسطينية أن المزارع أنور البيرم الذي يقطن حي الفراحين، جنوب شرق خان يونس قتل، فيما أصيب عدد من جيرانه جراء إطلاق النار عليهم من قبل القوات الإسرائيلية. وذكر شهود عيان أن المدفعية الإسرائيلية قامت بإطلاق عدة قذائف على المناطق الزراعية، في حين قامت طائرات «الأباتشي» الهجومية بإطلاق النار من رشاشاتها، الأمر الذي أدى الى حالة من الهلع والذعر في أوساط المدنيين. وجراء ذلك أخلي عدد من المدارس في المنطقة. يذكر أن أكثر من 1330 فلسطيني قتل، وجرح 5500 آخر في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة على مدى 22 يوماً. وفي أول رد فعل، قررت الحكومة الإسرائيلية اعادة اغلاق جميع المعابر الحدودية مع قطاع غزة. وقال رائد فتوح، رئيس اللجنة المكلفة إدخال البضائع للقطاع، إن الاحتلال أغلق معبر بيت حانون شمال غزة، والذي كان متوقعا أن يدخل من خلاله صباح أمس 110 شاحنات محملة بالبضائع. وأشار فتوح الى أن السلطات الإسرائيلية أغلقت معبر ناحل عوز الذي كان من المنتظر أن يتم من خلاله إدخال غاز الطهي والسولار المعد لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة، الى جانب 80 شاحنة من القمح والأعلاف. ووجه مسؤولون عسكريون وسياسيون في اسرائيل تهديدات واضحة باغتيال القيادات السياسية والعسكرية لحركة حماس وبالعودة الى أسلوب الحرب التدميرية في قطاع غزة. وقال وزير الدفاع، ايهود باراك، ان حماس اعتدت على القوات الإسرائيلية من دون أي سبب وانها ستدفع ثمن ذلك باهظا. وطالبت وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، بألا يكون كلام باراك تهديدا كلاميا، وقالت ان على اسرائيل أن توضح لحركة حماس بكل حزم وإصرار أنها لن تقبل بالعودة الى معادلة ما قبل الحرب وان كل عملية تنفذها حماس أو غيرها من التنظيمات الفلسطينية من قطاع غزة ستلقى ردا مؤلما جدا. وقال وزير المواصلات، شاؤول موفاز، انه ينصح قادة حماس من إسماعيل هنية وحتى محمود الزهار بألا يطلوا برؤوسهم لرؤية أشعة الشمس لأنهم سيتلقون ضربة تحرمهم من رؤيتها الى الأبد.

وذكرت مصادر اسرائيلية ان حماس حاولت بهذه الضربة ان تثبت وجودها وان تتظاهر بأنها لم تنكسر في الحرب وانها ما زالت تستطيع توجيه الضربات لاسرائيل. ولكنها في الوقت نفسه تحاول اختبار مدى الصبر الإسرائيلي، وما هي حدود رده على عملياتها. ولذلك فإن على اسرائيل أن توضح بشكل عملي انها لا تحتمل مثل هذه الضربات وانها ترد عليها بشكل يمنع حماس من ادخالها الى اختبار آخر.

وفي جلسة عاجلة للقيادة العسكرية وممثلي المخابرات مع وزير الدفاع، باراك، تقرر الرد على العملية بوسائل اضافية غير التي نفذت حتى بعد ظهر أمس. وقال رئيس أركان الجيش، غابي اشكنازي، ان اسرائيل أعلنت عن حزام أمني يمتد نصف كيلومتر على طول الحدود داخل الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، يحظر على كل فلسطيني أن يدخله ويطلق الرصاص على من يخرق هذا الموقف. واتصل باراك مع رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، يبلغه بذلك ويستشيره حول سبل الرد. وكان أولمرت ساعتئذ يزور قيادة المخابرات العامة ويستمع الى تقارير عن الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية. واتفق أولمرت مع باراك على أن يكون الرد رادعا لعمليات أخرى في المستقبل.