ميتشل يسعى لاستئناف «خارطة الطريق» بعد الانتخابات الإسرائيلية

التقى أمس مسؤولين إسرائيليين ويلتقي اليوم في رام الله أبو مازن وفياض

رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لدى استقباله المبعوث الاميركي الخاص للسلام جورج ميتشل امس (إ ب أ)
TT

أكد جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الاميركي الى الشرق الأوسط، انه سيصب جل اهتمامه في الأسابيع القريبة، على موضوع تثبيت وقف اطلاق النار في قطاع غزة وإعادة اعماره، ولكنه في الوقت نفسه سيواصل سماع الأطراف والتشاور معها، ومن ثم التفرغ لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين على أساس خطة «خارطة الطريق». وقال ميتشل، خلال لقاءاته السياسية العديدة في اسرائيل، التي وصلها قادما من القاهرة، حيث التقى الرئيس حسني مبارك، أمس، انه ووفقا لتعليمات الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، سيعمل بالتنسيق مع الشركاء في الرباعية الدولية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة). وسيعقد لقاء على مستوى وزراء الخارجية خلال فبراير (شباط) المقبل، لبحث سبل التقدم نحو تطبيق هذه الخطة لعملية السلام. وقال ان ارساله بهذه السرعة الى الشرق الأوسط ما هو إلا دليل على رغبة الرئيس أوباما في وضع حد للصراع في الشرق الأوسط والانتقال بشعوبها الى عهد السلام والأمن. وكان ميتشل قد حضر الى اسرائيل من مصر، فأشاد بالمبادرة المصرية لتثبيت وقف اطلاق النار في قطاع غزة، وقال ان بلاده تدعمها. والتقى، أمس، كلا من الرئيس الاسرائيلي، شيمعون بيريس، ورئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ووزيري الدفاع، ايهود باراك، والخارجية، تسيبي ليفني. وسيواصل لقاءاته في اسرائيل، اليوم أيضا، حيث سيخصصها للقاء قادة عسكريين وأمنيين اسرائيليين منهم رئيس أركان الجيش، غابي اشكنازي، ورئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» مئير دجان، ورئيس جهاز المخابرات العامة «الشاباك» يفال ديسكين. ويتوجه بعدها الى رام الله حيث سيلتقي الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض. قبل ان يعود من جديد الى اسرائيل، للقاء رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، ومع وزير العمل والرفاه في اسرائيل، يتسحاق هيرتسوغ، المسؤول عن الدعم الاسرائيلي الانساني في قطاع غزة، ثم يتوجه الى عمان للقاء المسؤولين الأردنيين. وحسب بيريس، فإن ميتشل أبلغه انه ينوي طرح عدة مبادرات لتقريب وجهات النظر بين اسرائيل والفلسطينيين في سبيل التقدم لتطبيق «خارطة الطريق».

من جانبه قال ايهود اولمرت ان ميتشل مقتنع تماما بوجهات النظر الاسرائيلية حول الاعتبارات الأمنية. وأما ميتشل نفسه فقال ان الولايات المتحدة تدرك أهمية الأمن لاسرائيل. وانه يوافق على ان من حق اسرائيل ان تحافظ على أمن مواطنيها بالطرق المشروعة. ولكنه أكد في الوقت نفسه على احتياجات الشعب الفلسطيني في التحرر من العنف والدمار. وقال ان الوضع في قطاع غزة يحتاج الى وقف تام لاطلاق النار من أجل رفع المعاناة عن الفلسطينيين. وأكد ميتشل أهمية انجاح المبادرة المصرية لوقف النار ووقف تهريب الأسلحة الى القطاع، واعادة فتح معبر رفح وفقا للبرنامج الدولي الذي وضع سنة 2005. وصرح أولمرت بعد اللقاء مع ميتشل، بأن اسرائيل معنية بالسلام مع الفلسطينيين ومستعدة لتطبيق «خارطة الطريق» بكل بنودها، على أن يتم توفر الأمن، وفق ما جاء في المرحلة الأولى منها. واوضحت ليفني ان هناك أمورا أساسية مشتركة بين اسرائيل والولايات المتحدة، أبرزها السعي لاقامة السلام على أساس مبدأ «دولتان للشعبين» ودحر قوى الرفض من كل جانب، التي تضع العراقيل أمام هذا السلام، واقامة تعاون ودي وجدي بين قوى الاعتدال من جميع الأطراف لصنع هذا السلام.