السيستاني يدعو إلى «إبعاد شبح الانقلابات».. والصدر يحذر من «مفاسد» الأحزاب

رجال الدين يستغلون خطب الجمعة لحث الناخبين على الاقتراع

عراقية منشغلة بقراءة منشور حول إحدى القوائم الانتخابية فيما تحاورها أخرى في مدينة الكوفة أمس (أ.ب)
TT

دعا رجال الدين في العراق في خطب الجمعة أمس، إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات المحلية التي تجري اليوم، وفيما حث ممثل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني في كربلاء المواطنين على المشاركة في الانتخابات كونها «تبعد العراق عن الانقلابات العسكرية»، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أتباعه رجالا ونساء إلى التوجه للانتخابات لدفع «المفاسد» التي قد تحدث أثناء عملية الاقتراع.

وقال إمام جمعة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الديني الكبير علي السيستاني إن «الانتخابات لها دور أساسي في تقويم المسيرة السياسية، إذ أنها الآلية الوحيدة للتداول السلمي للسلطة في البلد، سواء أكان على مستوى الحكومات الاتحادية أم الحكومات المحلية»، مضيفا «لذلك اهتمت بها المرجعية الدينية، وأكدت عليها منذ السنوات الأولى لما بعد سقوط النظام البائد، وهي تبعد البلد عن شبح الانقلابات والتغيير العسكري القسري للسلطة وما يخلفه من تداعيات بتسلط فرد أو حزب واحد على مقدّرات البلد».

وأكد الكربلائي أن «آلية الانتخابات توفر للبلد أن يكون المتولون لإدارة الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والخدمية وغيرها من الشؤون المهمة في إدارة البلد، هم من ينتخبهم الشعب، ولا شك أن ذلك سيوفر فرصة لاختيار من هو أصلح وأكفأ إن اعتمدت هذه المعايير في الانتخابات».

وأشار الكربلائي إلى أن «في الانتخابات يمكن مشاهدة معطيات حفظ حقوق جميع المواطنين من مختلف الأطياف والمكونات للشعب العراقي، وذلك لأن الانتخابات ستوفر الفرصة لوصول ممثلي جميع هذه المكونات والأطياف إلى مختلف مؤسسات الدولة ومواقع السلطة التشريعية والتنفيذية، وبالتالي سيحفظ التوازن في هذا التمثيل السياسي والأمني والاقتصادي وغيره»، مضيفا «ونتخلص من التداعيات السياسية والأمنية والاجتماعية التي يخلفها حصول الخلل في هذا التوازن والذي أثر سلبا على حياة العراقيين وخلق الكثير من الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية، وأثر حتى على تقديم الخدمات والتطور والازدهار، وفي هذا الإطار فإن السيستاني يحث جميع المواطنين رجالا ونساء على المشاركة الواسعة في الانتخابات». ومن جهته، قال ضياء الشوكي إمام جمعة الكوفة، الذي يتجمع فيه أتباع رجل الدين مقتدى الصدر إن «الصدر يدعو الصدريين إلى التوجه للانتخابات رجالا ونساء لدفع المفاسد التي قد تحدث في الانتخابات من قبل بعض الأحزاب المتنفذة، حيث يمكن أن يأخذوا استماراتكم ويضعون عليها ما يريدون».

وأضاف الشوكي «هناك من يتصيد في الماء العكر، ويشيع أن السيد مقتدى الصدر لا يدعم أي انتخابات، وهذا كذب وافتراء»، مضيفا أن «هناك بعض القوائم التي سبق أن نزل بها بيان من مقتدى الصدر بأنها لا تنتمي وغير مدعومة من قبلنا ومن قبل مكتب الشهيد الصدر والتي ما زالت تدعي أنها مدعومة من الصدر، وما زلنا نقول ونؤكد إن دعواهم باطلة وكاذبة». فيما أكد إمام جمعة النجف صدر الدين القبنجي، قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي «لا يوجد حديث لنا غير الملحمة الانتخابية، ولا يصح لنا أن نعطي إشارة إلى أي كيان، ويجب أن يكون الخطاب عاما». وفي مدينة الصدر ببغداد، حض إمام صلاة الجمعة الناخبين على المشاركة بكثافة لئلا «يملأ» آخرون أوراق الاقتراع، وندد بمن سماهم «متسلقي سلم آل الصدر»، في إشارة إلى أحزاب شيعية تتبنى فكر المراجع الدينية للعائلة.

وقال رجل الدين مظفر الموسوي «ندعو أبناء مدينة الصدر للتصويت لئلا يؤدي عدم ذهابهم إلى ملء الاستمارات من قبل آخرين أو التزوير (...)، من لا يشارك يخون الشهيد ومقتدى الصدر». وأضاف «بعض السياسيين والأحزاب يتكلمون باسم الصدرين (المرجعين محمد باقر الصدر، ومحمد صادق الصدر) نقول لهم نحن أبناء الصدرين تحملنا عذاب وسوء (الرئيس السابق) صدام (حسين). انتبهوا، لا تدعوا أحدا يصعد على سلم آل الصدر». وتابع «نقول لهم كتلتنا هي كتلة (الأحرار المستقلين)» التي أعلن التيار الصدري قبل أسبوع عن تأييده لها. وقال الموسوي أمام آلاف المصلين «لقد رأينا من السلطة والمحتل الهوان والحرمان، فماذا فعل المحتل أكثر وأشنع مما فعله صدام؟».