محافظ نينوى ينتظر بفارغ الصبر انتهاء ولايته والعودة إلى أربيل

كشمولة: حاولت الحفاظ على التوازن بين الإثنيات

TT

ينتظر دريد كشمولة محافظ نينوى، أخطر مناطق العراق، بفارغ الصبر، انتهاء ولايته مع انتخابات مجالس المحافظات في العراق اليوم.

ويقول كشمولة «لقد ضحيت بكل شيء، كما فقدت أحد أبنائي وأتطلع الآن للعودة إلى أربيل مع زوجتي وعائلتي لنيل قسط من الراحة» بعد السكن في الموصل «آخر معاقل القاعدة» وفقا للجيش الأميركي.

ويؤكد كشمولة، البالغ 65 عاما وصاحب الشاربين الكثين وهو يرتدي دشداشة تقليدية رمادية اللون، أنه لم يكن راغبا في هذا المنصب، لكن «الإرهابيين» قتلوا ابن عمه في يوليو (تموز) 2004، الأمر الذي دفعه إلى قبول ذلك. وبعد شهرين، قتل مسلحون نجله ليث (17 عاما). وخلال ولايته غرقت الموصل، ثاني مدن العراق بعدد سكانها البالغ 9،1 مليون نسمة من جميع الملل، في الفوضى والعنف. فبعد طرد القاعدة من الأنبار وبغداد، لجأ المتطرفون إلى الموصل (370 كلم شمال بغداد) المجاورة لإقليم كردستان.

وفي عام 2005 قاطع معظم العرب السنة، وهم الغالبية في نينوى، انتخابات مجالس المحافظات مما أسفر عن سيطرة الأحزاب الكردية على 31 من أصل 41 مقعدا. ويخصص القانون الحالي للانتخابات 37 مقعدا في محافظة نينوى. وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن العرب ينظرون إلى كشمولة وعائلته المقربة من عشيرة بارزاني على أنه خاضع للأكراد. ويؤكد أن «الانتخابات المقبلة ستكون أكثر تمثيلا وعدالة من تلك التي جرت عام 2005، لأن نسبة المشاركة ستكون مرتفعة خصوصا لدى العرب السنة». ويتابع كشمولة «لقد حاولت الإبقاء على التوازن بين الإثنيات والطوائف، لكن لم يساعدني أحد» في إشارة إلى بغداد التي تأخرت في إرسال قوات كافية لمحاربة الجماعات المسلحة. ويضيف «لقد طلبت إرسال القوات عام 2005 لكنها وصلت في وقت متأخر جدا». ووصلت قوة في الأشهر الأخيرة من لواءين للجيش العراقي مدربين على محاربة المسلحين، الأمر الذي ساهم نسبيا في تحسن الأوضاع الأمنية. ويرفض المحافظ فكرة أن انتشار كتائب كردية من الجيش العراقي في الموصل تغذي التمرد. ويقول في هذا الصدد «هؤلاء ليسوا من البشمركة، إنما من الجيش العراقي يتلقون أوامر القيادة العسكرية في بغداد».

وقبل أيام من الانتخابات التي يتوقع أن تعيد العرب السنة إلى مقاعد مجلس المحافظة، يحذر كشمولة من أن «الإرهاب لم ينته بعد، ستكون هناك اعتداءات أخرى». ويضيف «لقد تلقينا أجهزة للكشف عن المتفجرات، لكن عددها ليس كافيا، فنصف الإرهابيين يصلون من تلعفر (80 كلم غرب الموصل) فهناك ألف إلى 1500 مسلح في الموصل، لكن عديد القوى الأمنية قليل لا يسمح لها بالسيطرة على الأوضاع». وفي يونيو (حزيران) المقبل، ستنسحب القوات الأميركية من المدن وبينها الموصل، بموجب الاتفاقية الموقعة بين واشنطن وبغداد. ويختم كشمولة قائلا «قواتنا الأمنية ليست جاهزة بعد، لكن سيكون بإمكانها الطلب من الأميركيين تقديم المساعدة».