حماس تريد ضمانات أخرى إلى جانب مصر.. وميتشل يحذر من انتكاسات منتظرة

وفد الحركة يصل الى القاهرة اليوم ويجدد شروطه: لا تهدئة دون فتح المعابر ولا علاقة لشاليط بالأمر

TT

في وقت حذر فيه مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط أمس، من أن مبادرة الإدارة الأميركية الجديدة للتوصل إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في أعقاب حرب غزة، تواجه عقبات كبيرة، وتوقع مزيدا من الانتكاسات، فإنه من المرجح أن يصل وفد قيادي من حركة حماس إلى القاهرة اليوم، حاملا معه موقف الحركة من التهدئة. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري، إن حركته «لن تقبل بتهدئة إلا برفع الحصار، وفتح جميع المعابر، وفي مقدمتها معبر رفح البري مع مصر». مرجحا أن يسافر وفد حماس إلى القاهرة اليوم، للاستمرار في بحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق تهدئة.

وأكد رأفت ناصيف عضو القيادة السياسية لحماس، أن حركته ستكرر على المصريين موقفها من التهدئة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد جاء وقت كسر الحصار، وهذا لن يكون مرتبطا بأي مساومات أخرى». وأوضح: «التهدئة مشروطة بالتزام إسرائيلي برفع الحصار وفتح المعابر بشكل كامل، بما فيها رفح».

وبحسب ناصيف، فإن حماس تسعى لرعاية عربية أكبر، وتريد ضمانات قوية هذه المرة، لإلزام إسرائيل بالالتزام بأي اتفاق للتهدئة، وردا على سؤال حول ماهية هذه الضمانات، قال ناصيف: «لا بد من توسيع دائرة الضمانات، لتخرج عن إطارها المصري الوحيد، بعدما لم تحترم إسرائيل سابقا مصر، بل سعت لإحراجها، ولذلك نحن نرى بوجود ضمانة إلى جانب مصر».

ولم يشر ناصيف إلى دولة بعينها، وقال: «ليس لنا تحفظ على أي جهة، وقال إن أي دولة لم تدخل على الخط حتى الآن. وإن كانت مصادر في حماس تفضل تركيا. ويبدو أن حماس ستقبل بتهدئة عام ونصف، كما تريد إسرائيل، وقال ناصيف: «هذه تفاصيل ممكن معالجتها، ولن تكون عقبة». وأوضح: «المرفوض أن تكون التهدئة دون ثمن، أو أن تكون تهدئة مقابل محاصرة المقاومة».

وكانت إسرائيل طلبت من مصر أن تلتزم حماس بوقف التهريب ضمن أي اتفاق، لكن حماس رفضت وقالت إنها لن تقبل بأي قوة دولية أو قوة مراقبة على الحدود، لأنها لن تعمل على محاصرة المقاومة. وترفض حماس كذلك، بشكل قاطع، طلبا إسرائيليا بربط ملف شاليط بالتهدئة، وقال ناصيف: «هذا ملف آخر، ونحن مستعدون لأن، نفتحه لكن إسرائيل تعرف شروط المقاومة». وجدد أبو زهري نفس الموقف وقال: «أي محاولة للربط بين شاليط والتهدئة فهي مرفوضة، وطريق الإفراج عن شاليط معروف لدى الإسرائيليين، وهو مرتبط بملف الأسرى، ولا علاقة له بملف التهدئة». وقال، أمس، خليل الحية، أحد أبرز قياديي حماس، في مهرجان جماهيري: «لن يأخذوا (إسرائيل) منا موقفا» وتابع: «تهدئة تشمل رفع الحصار وفتح المعابر كاملة، نحن موافقون عليها، وأي شروط أخرى لن نقبل بها». وقال الحية: «العدو الصهيوني جرب كل ما يريد، فهل أفرج عن جنديه شاليط؟ وأقول لهم: لن تفرحوا ولن يفرح شاليط، ولن يرى النور أو الحياة ما لم ير أسرانا النور والحياة، في حضن أمهاتهم وأبنائهم». وقالت ليفني في كلمة أمام منتدى في كلية «رحوفوت» الأكاديمية، إن السياسة الواجب اتّباعها إزاء حماس، يجب أن تقوم على ردعها وسحقها، دون السعي لأي اتفاق معها.

أما السلطة الفلسطينية، فقالت إنها تسعى إلى تثبيت وقف إطلاق النار، لأن المعركة انتهت. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس: «نريد أن ننهي عذابات شعبنا، والبدء فورا بتزويده بكل الحاجات الضرورية، وبعد ذلك الانتهاء من مسألة التهدئة، يجب العمل على استعادة الوحدة الوطنية».

من جهته، قال مبعوث الرئيس الأميركي لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن مبادرة الإدارة الأميركية الجديدة، تواجه عقبات كبيرة، وتوقع مزيدا من الانتكاسات. وأبلغ ميتشل الصحافيين أمس، بعد أن زار مخزنا للمساعدات المخصصة لغزة تابعا للأمم المتحدة في القدس الشرقية: «العنف المأسوي في غزة وفي جنوب إسرائيل، هو تذكرة واقعية للتحديات الخطيرة جدا والصعبة، وللأسف الانتكاسات التي ستحدث». لكنه أضاف: «الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالسعي بنشاط وهمة، للتوصل إلى سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وأيضا بين إسرائيل وجيرانها العرب الآخرين». وفي مخزن الأمم المتحدة، أعلن ميتشل أن أوباما وافق على مساعدات جديدة قيمتها 20 مليون دولار لغزة. وقال مسؤولون إن المبلغ الذي يضاف إلى دعم أميركي مستمر قيمته 40 مليون دولار، سيستخدم لتوفير الغذاء والدواء وإيواء المشردين.