خطة إسرائيلية لبناء حي استيطاني يضمن فصل القدس عن الضفة

سقوط أرضية صف مدرسة جراء حفريات أسفل المسجد الأقصى

TT

قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، إن إسرائيل تخطط لاقامة حي استيطاني جديد، قرب مدينة القدس المحتلة، يضمن ربط المدينة المقدسة بمستوطنة معاليه ادوميم، كبرى المستوطنات في اراضي الضفة الغربية. وحسب صحيفة «هارتس»، فإن اسرائيل استثمرت حوالي 200 مليون شيكل (نصف مليون دولار)، على بناء بنى تحتية في المنطقة، تمهيدا لبناء الحي الاستيطاني.

وتقع مستوطنة معاليه ادوميم المنوي ربطها بالقدس على بعد نحو 14 كيلومترا داخل اراضي الضفة الغربية شرق القدس، ويسكن فيها اكثر من 30 الف مستوطن. وتشمل الخطة الاسرائيلية بناء مستوطنة جديدة على مساحة 12 الف دونم من الاراضي الفلسطينية في قرى العيزرية والزعيم والطور والعيساوية في القدس الشرقية، من اجل تحقيق تواصل بين ادوميم والقدس. وستضمن الخطة، ايضا فصل القدس الشرقية تماما عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية، وشق الضفة الى نصفين من خلال سيطرة اسرائيلية على المفصل الرئيس لكل الطرق التي تربط شمال الضفة بجنوبها. وتقول صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، ان عملية البناء بدأت فعلاً. وكشفت جولة في منطقة «ئي 1»، انه خلال العامين الماضيين كانت هناك انشاءات ضخمة للبنية التحتية في المنطقة. واضافت الصحيفة، «ان هذا النوع من التواصل بين ادوميم والقدس سيمنع البناء الفلسطيني بين القدس الشرقية ورام الله كذلك، وسيجعل من الصعب التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين حول قضية الحدود الدائمة».

وتخطط بلدية معاليه أدوميم منذ 10 سنوات لبناء 3500 وحدة سكنية، في المنطقة المسماة «ئي 1»، لكن معارضة الادارة الاميركية حالت دون ذلك، الا ان بناء قاعدة للشرطة في مايو (ايار) الماضي، في المنطقة، كان بمثابة فتح نافذة واسعة النطاق في مجال البناء هناك. وبعد افتتاح مركز الشرطة أقيمت شبكة شوارع ذات ثلاثة مسارات ومفارق طرق رئيسة، وساحات وإنارة للشوارع والمفارق ونقاط مراقبة، وجسر وجدران جانبية للطرق، وفواصل بين المسارات، بقيمة إجمالية تتعدى المائة مليون شيكل (30 مليون دولار). وتم شق طريق التفافي لتنقلات الفلسطينيين، من دون المرور من تلك المنطقة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد صرح عشية فوزه في الانتخابات الأخيرة في مارس (آذار) 2006، بأنه يعتزم البناء في المنطقة، وقال «بالتأكيد، لا يُعقل إبقاء معاليه أدوميم كجيب منفصل.. واضح أنه سيكون تواصل بناء بين القدس ومعاليه أدوميم». ونقلت «هآرتس» عن مكتب أولمرت مؤخرا، القول ان «معاليه أدوميم ستبقى جزءا من دولة إسرائيل في أي سلام مستقبلي، وسيتم بحث كافة القضايا المتعلقة بذلك في إطار المفاوضات».

اما مكتب وزير الدفاع إيهود باراك، فقال إن «معاليه أدوميم هي جزء لا يتجزأ من القدس ودولة إسرائيل، في أي اتفاق دائم». من جهتها، ادانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ما سمته «الجريمة الجديدة»، واعتبرت «السماح لبلدية الاحتلال في القدس بإقامة 3500 وحدة استيطانية جديدة في المدينة المقدسة، محاولة مرفوضة لحسم مصير القدس وفرض ما يسمى بسياسة الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي».

وأكدت اللجنة التنفيذية في بيان صحافي، «أن استمرار السياسات العدوانية على الشعب الفلسطيني، سواء مجزرتها الدموية ضد المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة، أو بحق أهلنا وأرضنا بالضفة الغربية، يوضح وبصورة ملموسة أكاذيب الحكومة الإسرائيلية حول السلام، ويضع المجتمع الدولي، وفي مقدمته الإدارة الأميركية وعلى رأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمام امتحان قدرة هذا المجتمع وهذه الحكومة الجديدة على الإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها».

واضاف البيان، «إن بازار المزايدات الانتخابية الإسرائيلية، ومحاولة كل طرف زيادة رصيده الشعبي على حساب شعبنا وحقوقه المسلم بها دولياً، يقضي بصورة نهائية على أية إمكانية لقيام عملية سياسية ذات جدوى يمكنها أن تضع حداً للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي».

ودعت اللجنة التنفيذية الرئيس الاميركي أوباما شخصياً لوقف هذا العدوان الجديد، الذي من شأنه عزل مدينة القدس كلياً عن عمقها الفلسطيني ويغلق بصورة نهائية أية إمكانية لتجدد العملية السياسية التفاوضية.

من جهة اخرى، اصيبت 17 طالبة فلسطينية بجراح ظهر امس، إثر انهيار أرضية احد الصفوف المدرسية بمدرسة القدس الأساسية التابعة لوكالة غوث اللاجئين «الأنروا» قرب المسجد الأقصى في مدينة القدس. وقالت احدى المعلمات وطالبات في المدرسة، إن أرضية الصف انهارت بينما كانت الطالبات يدرسن في الحصة الخامسة، وسقطن مع مقاعدهن في حفرة عمقها يتراوح ما بين متر ونصف المتر إلى مترين».

وقال الفلسطينيون ان سبب الانهيار عائد لاعمال الحفريات الاسرائيلية تحت احياء البلدة القديمة في محيط المسجد الاقصى. وفرضت الشرطة الاسرائيلية طوقا على المدرسة، وادعت وجود تصدعات سابقة في المنطقة، الأمر الذي أرجعه الاهالي الى الحفريات الاسرائيلية في المكان.

وبينما كلفت بلدية القدس لجنة هندسيةً من قبلها لفحص أسباب الانهيار، اوضحت رابطة علماء فلسطين أنها تنظر بخطورة بالغة لاستمرار أعمال الحفر التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية حول وأسفل المسجد الأقصى المبارك.

وحذرت رابطة علماء فلسطين، في بيان لها، الأمتين العربية والإسلامية من أن تزايد أعمال الحفر حول وأسفل المسجد الأقصى تؤشر بجلاء الى بلوغ المخططات الاسرائيلية مرحلة خطيرة يستحيل الصمت عليها، وتوجب دق ناقوس الخطر بما يشكل دعوة، بل صرخة للتحرك الفوري والعاجل لنجدة المسجد الأقصى المبارك قبل فوات الأوان.