المعلم: إسرائيل لا تمتلك إرادة صنع السلام

تجنب الرد عن سؤال يتعلق بالموقف السوري من مشاركة عمرو موسى في مناظرة مع بيريس

TT

أكد الرئيس السوري بشار الأسد «انفتاح سورية على جميع الجهود التي من شأنها أن تحقق التضامن العربي وتدعيم العمل العربي المشترك» وبما يصون المصالح العربية ويعزز عوامل القوة لدى الأمة العربية ويسهم في «التصدي للمشروع الصهيوني الاستيطاني». جاء ذلك خلال ترؤسه يوم أمس اجتماعا للقيادة المركزية لـ«الجبهة الوطنية التقدمية» عرض خلاله أبرز التطورات السياسية في الفترة الماضية، التي اتسمت «بتحديات خطيرة على الأمة العربية وقضاياها القومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية». وبالتزامن مع ذلك، تحدث وزير الخارجية وليد المعلم عن «مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي أطلقها في الكويت» ووصفها بأنها «مبادرة طيبة»، مضيفا أنها مبادرة «طيبة بروحها»، لكنها تحتاج إلى «تعميق، وإلى تفعيل، وإلى حوار يقرب المسافة القائمة بين المواقف» وأن «الذين تابعوا قمة الكويت لاحظوا كيف استجاب الرئيس الأسد إلى هذه المبادرة» إلا أنه كان من الواضح أنها تحتاج إلى «الوقت والجهد من أجل تفعيلها، وهذا الوقت والجهد يجب أن يعطى كل المهتمين بهذه المبادرة». وجاء كلام الوزير السوري في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأيرلندي مايكل مارتن، الذي قام بزيارة إلى دمشق يوم أمس. وفي سياق العلاقات العربية ـ العربية تجنب المعلم الخوض في الإجابة عن سؤال يتعلق بالموقف السوري الرسمي من مشاركة أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى في مناظرة مع شمعون بيريس، التي انسحب منها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الموقف الذي لاقى تأييدا سوريا على المستويين الشعبي والرسمي، وقال المعلم إنه كان هناك تقدير شعبي ورسمي واسع لموقف رئيس الوزراء التركي، الذي أراد منه «إبراز حقيقة المجازر التي جرت في غزة»، أما فيما يتعلق بموقف عمرو موسى أضاف المعلم «لا أريد الخوض فيه في الإعلام، فقد أرسلت إليه رسالة تعكس وجهة نظر سورية بذلك».

وخلال استقباله الوزير الأيرلندي، دعا الأسد إلى تفعيل «الدور الأوروبي في المنطقة، بما يساعد في إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجهها، وينعكس إيجابا على الاستقرار في المنطقة والعالم». وقال الوزير المعلم إن مباحثات مارتن تناولت بالتفصيل الأوضاع في غزة. وحول الدور الأوروبي في غزة، وإمكانية الحوار مع حركة حماس، قال الوزير الأيرلندي إن الاتحاد الأوروبي سيكون المساهم الأكبر في المساعدات الإنسانية في إعادة الإعمار في غزة، وأنه خلال اجتماع وزراء خارجية أوروبا مؤخرا، تم التأكيد على ضرورة وجود مرونة بخصوص إيصال المساعدات، وقد قدمت عروض من قبل وزراء الخارجية في مصر وتركيا والنرويج، تركز على «وجوب تحلي الاتحاد الأوروبي بشيء من المرونة» وعلى صعيد التسوية، فالاتحاد مهتم «أولا بتثبيت وقف إطلاق النار، الذي يمهد لعملية سلام تقود إلى حل نهائي» ولفت إلى أن السياسة الأوروبية تؤيد «إنشاء دولتين». أما بخصوص الموقف من حماس، فقد قال الوزير الأيرلندي «ينبغي على حماس التخلي عن العنف، والانخراط في العملية السلمية.

ورحب الوزير المعلم بدور أوروبي متوازن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية في عملية السلام، وتوقع أن «يلعب الاتحاد الأوروبي دورا في إعادة إعمار غزة، ينطلق من الوقائع الموجودة على الأرض في غزة» ودعا الاتحاد الأوروبي لأن «يدرس بموضوعية الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء في الضفة الغربية أو غزة» وقال إن «وضع شروط مسبقة أمر غير مقبول، خاصة أمام شعب ظلم باحتلال أرضه وتشريد شعبه وإقامة المستوطنات على أرضه». قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن سورية ستنتظر ريثما تنتهي الانتخابات الإسرائيلية، كي تضع تقييمها بخصوص استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن يوم أمس في دمشق «إذا برهنت إسرائيل بعد انتخاباتها أن من سيأتي إلى السلطة هناك يمتلك فعلا (إرادة السلام العادل والشامل وتنفيذ قرارات مجلس الأمن) سيكون لهذا تقييم آخر». كما أبدى المعلم أسفه لعدم امتلاك إسرائيل لإرادة صنع السلام وقال «مع الأسف، من شاهد العدوان الإسرائيلي على غزة، يدرك أن إسرائيل لا تمتلك إرادة صنع السلام». كما نفت المصادر السورية حصول أي تحرك أو تطور جديد على سير المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل منذ آخر جولة تمت في أغسطس (آب) الماضي، حيث تم تأجيل الجولة الخامسة بناء على طلب إسرائيل، التي أعلن رسميا وقفها بعد العدوان على غزة. وتعليقا على استبعاد جورج ميتشل لسورية من جولته التي قام بها لاستطلاع آفاق السلام في الشرق الأوسط في الوقت التي تتوافد فيه إلى دمشق العديد من الوفود الأمريكية، قال المعلم إنه واثق من أن ميتشل لدى عودته إلى واشنطن «سيشعر أن هناك نقصا في معلوماته، سيعوضه في المستقبل»، معلنا ترحيب سورية بكل وفود الكونغرس الأميركي، معللا ذلك بأن سورية تعلم أن للكونغرس «تاريخ عميق في تأييد ودعم إسرائيل»، وهي ترحب بهذه الزيارات «لكي يعرفوا حقيقة الوضع في المنطقة».

وعما إذا كانت سورية متفائلة بخصوص إدارة أوباما، قال المعلم «إن شعوب هذه المنطقة تتفاءل برئيس أميركي، ثم يخيب أملها» ومع ذلك فإن «هذه الإدارة لن تكون إطلاقا أسوأ من إدارة بوش بالنسبة لمنطقتنا، لكن إلى أي مدى ستكون أفضل؟» هذا السؤال قال إنه يمكن أن يجيب عليه في «العام القادم».