انتخاب الزعيم الليبي رئيساً للاتحاد الأفريقي خلفا للرئيس التنزاني

القمة الأفريقية ترحب بانتخاب شريف أحمد رئيساً للصومال

العقيد القذافي يقرأ من أوراق أمامه خلال اجتماعات الاتحاد الافريقي أمس (رويترز)
TT

بدأت القمة الثانية عشرة العادية للاتحاد الأفريقي أعمالها أمس وسط أجواء مفعمة بالتفاؤل لحل الأزمات والصراعات والحروب الأهلية التي تلاحق القارة الأفريقية لسنوات طويلة، في حين انتخب رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي المجتمعين في أديس أبابا الزعيم الليبي معمر القذافي رئيساً للاتحاد لمدة عام بدلا من التنزاني جاكايا كيكويتي.

وفي خطابه أعرب القذافي عن «الأمل في أن تتسم ولايته بالعمل الجاد وليس مجرد الكلمات». وبعد الإشادة بسلفه مطولا شدد على ضرورة «الدفع بأفريقيا إلى الأمام نحو الولايات المتحدة الأفريقية. وسأستمر وألح على دولنا ذات السيادة للتوصل إلى الولايات المتحدة الأفريقية». وأضاف في خطاب باللغة العربية ترجمته المنظمة «لسنا قريبين من تحقيقها، ما زلنا دولاً مستقلة. إذا لم تنته العملية فلا يمكن إنجاز أي شيء». ويدعو القذافي، وهو من مهندسي تحول منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي عام 2001، إلى اتحاد قوي وقيام الولايات المتحدة الأفريقية وهي فيدرالية على النموذج الأميركي. وقد رفضت الدول الأعضاء الثلاث والخمسون في الاتحاد الأفريقي مجدداً ذلك المشروع في اجتماع مغلق أول من أمس في أديس أبابا مقر المنظمة.

كان القذافي الأوفر حظاً في هذه الانتخابات في رئاسة الاتحاد الأفريقي التي تعود هذه السنة إلى شمال أفريقيا بعد شرق أفريقيا، وهو الرئيس الوحيد من تلك المنطقة الذي يشارك في القمة. وفي كلمته الافتتاحية، أشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينج إلى ضرورة تضافر جهود دول أعضاء القارة الأفريقية والعمل بكل جهد لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه أفريقيا سياسياً واقتصادياً وأمنياً وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين دول أعضاء المنظمة الأفريقية.

ورحب بينج بانتخاب الشيح شريف شيخ أحمد، المشارك في القمة، رئيساً جديداً للصومال، قائلا «يشرفنا ويسعدنا أن نستقبل الشيخ شريف في هذه القمة كرئيس للصومال». وأعلن بينج أن كلاً من مصر وأوغندا ونيجيريا والجزائر وكينيا وبوروندي أعربت عن استعدادها التام لتقديم المساعدات المادية اللازمة لقوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال (أميصوم) من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

ووجه المفوض الأفريقي نداءً لكل الجهات الإقليمية والدولية المعنية بالصومال ببذل المزيد من الجهود من أجل تحقيق المصالحة الصومالية بمشاركة جميع الأطراف الصومالية عبر الوسائل السلمية.

وبشأن إقليم دارفور، أشاد المفوض بالجهود المبذولة من جهات إقليمية ودولية مختلفة، قائلا إن هناك جهوداً تتبادل من أجل تحقيق السلام في دارفور، مشيراً إلى أن المفوضية الأفريقية تعمل بكل جهد من أجل تحقيق نشر المزيد من القوات الأفريقية الدولية المشتركة في الإقليم.

ووجه بينج نداءً لكل الأطراف السودانية المختلفة وخاصة الفصائل المسلحة بالالتزام بعملية السلام والعمل المشترك لدفع العملية السلمية.

وبخصوص اتهام المحكمة الدولية الجنائية ضد البشير، قال بينج إن مجلس السلم والأمن الأفريقي بذل جهوداً رامية من أجل تعبئة المجتمع الدولي لتعليق إصدار قرار المحكمة بتوقيف البشير وإعطاء الفرصة للحل السلمي، مشيراً إلى أن المفوضية تشجع الأطراف السودانية للعمل على إيجاد حل سلمي ونهائي للمشكلة.

من جانبه، قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته التي ألقاها أمام القادة الأفارقة إن الاتحاد الأفريقي يجتمع في فترة حساسة، حيث إن أفريقيا تبحث عن تحقيق التنمية والسلم والأمن، مشيراً إلى استعداد منظمته والتزامه شخصياً بتقديم الدعم اللازم للاتحاد الأفريقي.

وتطرق الأمين العام إلى زيارته للشرق الأوسط مؤخراً من أجل السعي إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة قائلا إن عدد القتلى والجرحى في القطاع «كان غير معقول بأي معيار من المعايير».

وقال إن الحرب على غزة مؤخراً تعلمنا أن «الوقاية خير من العلاج» مشيراً إلى أهمية بذل كل الجهود والعمل من أجل التوصل إلى «حل سلمي ونهائي للصراع يجب أن يتحول من اتفاق هش إلى مستدام». ورحب الأمين العام بالرئيس الصومالي المنتخب وقال «أتمنى للرئيس الشيح شريف النجاح كرئيس للصومال» «مشيراً إلى ضرورة العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد والتخفيف على الشعب الصومالي من ويلات الصراعات المستمرة.

وقال إن الأمم المتحدة مستعدة لدعم قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال، مشيراً إلى وجود احتمال لنشر قوات دولية في الصومال إذا ما كانت ملائمة ودمجها بالقوات الأفريقية (أميصوم).

وطالب الأمين العام المجتمع الدولي بمكافحة القرصنة على السواحل الصومالية. وفيما يتعلق بدارفور قال إن هناك عنفاً مستمراً في الإقليم وقال «نحن نناشد المجتمع الدولي العمل على الوساطة بين الأطراف المتنازعة لوضع حد لمعاناة المواطنين في الإقليم» قائلا إن «القوات الأفريقية والدولية المشتركة في دارفور ما زالت تحتاج لمزيد من الدعم ونحن نشكر الحكومة الإثيوبية لتقديمها خمس طائرات مروحية لقوات الوناميد في الإقليم».

وإلى ذلك، اتفق القادة الأفارقة بشأن الحكومة الاتحادية على تحويل مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى سلطة تتمتع بصلاحيات كبيرة كخطوة أولى على سبيل تحقيق حكومة الاتحاد الأفريقي.

وقال الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأفريقي في تصريحات صحافية إنه سيتم إطلاق سلطة الاتحاد الأفريقي رسمياً خلال الدورة الثالثة عشرة المقبلة لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد المزمع عقدها في مدغشقر في شهر يونيو (حزيران) المقبل.

وأشار إلى أن السلطة ستبدأ بإنشاء تسعة مجالات اختصاص مشتركة تهتم بمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والتجارة والصحة والبيئة والبنية التحتية القارية والطاقة والاتصالات والتغيرات المناخية.

والرئيس الحالي لمفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينج هو الذي سيترأس السلطة الجديدة في حين يصبح نائبه مساعداً له.

وانتحب القادة الأفارقة الرئيس الليبي معمر القذافي رئيساً للاتحاد الأفريقي لمدة عام خلفاً للرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي.