قلق في غزة من ضربة إسرائيلية خلال أيام في غياب اتفاق تهدئة

مطالبة الأجانب بمغادرة القطاع قبل إغلاق معبر رفح

TT

يسود قلق وتوتر كبيران أهالي قطاع غزة خشية توجيه إسرائيل في غضون الأيام المقبلة ضربة أخرى كما توعد مسؤولون إسرائيليون، بسبب ما قالوا إنه استمرار لإطلاق الصواريخ. وما عزز من مخاوف الغزيين أن مصر اشترطت على الوفود المتضامنة التي زارت غزة عبر معبر رفح أن تغادر المنطقة في فترة أقصاها أمس.

وفعلا تدفقت أمس، الوفود الأجنبية من أطباء وصحافيين ومتضامنين على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، من أجل مغادرتهم غزة كما طلبت منهم مصر.  وقال عادل زعرب الناطق باسم الإدارة العامة للمعابر والحدود في غزة، إن الجانب المصري أجبر جميع من زار غزة، على التوقيع على تعهد بالعودة إلى مصر قبل اليوم. وأضاف في مؤتمر صحافي، أن السلطات المصرية قررت إغلاق معبر رفح اليوم أمام حركة الوفود الزائرة والمرضى ذهاباً وإياباً. وأوضح «أبلغَنَا الجانبُ المصري بأنه سيغلق معبر رفح الخميس (اليوم) بشكل كلي، بحيث لن يتمكن أحدٌ من الدخول أو مغادرة غزة، وأن الأربعاء سيكون آخر يوم سيتم فيه فتح معبر رفح بشكل جزئي أمام الوفود الأجنبية والأطباء».

وأوضح زعرب أن مصر لم توضح السبب وراء قرارها هذا إغلاق المعبر بشكل كامل بعدما كانت قد فتحته بشكل جزئي أمام المرضى والأطباء والوفود الأجنبية.

وعبّر متضامنون عن مخاوفهم كذلك من أن السبب وراء مطالبتهم بالمغادرة هو إمكانية أن توجه إسرائيل ضربة إلى القطاع. ولم يخف أشرف عبد الغفار، أمين عام نقابة الأطباء المصرية تخوفه من أن تشن إسرائيل ضربة عسكرية جديدة لقطاع غزة اليوم، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية أجبرت كل أطقم الإغاثة التي تعبر رفح لغزة على كتابة إقرار بالعودة لرفح مرةً أخرى قبل هذا الموعد دون توضيح لأسباب ذلك.

وقال عبد الغفار، في مؤتمر صحافي عقده بدار الحكمة في غزة، إن جميع الدول الأجنبية طالبت أيضًا كل رعاياها وأفراد المنظمات الدولية بالعودة من القطاع قبل الموعد نفسه، بما يوحي بأن إسرائيل ستوجه ضربة وشيكة لغزة.

وتحدث التلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية، بأن مصر أمهلت حماس بالرد علي وقف إطلاق النار حتى يوم الجمعة (غدا). وحسب ما جاء في التلفزيون الإسرائيلي، فإن مصر أبلغت حماس أنه لا يمكنها الاستمرار في حلقة مفرغة من الردود والنقاشات حول وقف إطلاق النار، وأن ذلك سيؤدي في نهاية الأمر إلي قيام إسرائيل بعمليه واسعة النطاق في غزة.

وتستبعد حماس التوصل إلى اتفاق خلال هذه الفترة كما أوضح متحدثون باسمها. وقال المتحدث باسم حماس في غزة فوزي برهوم إن هناك بنوداً كثيرة في الطرح المصري تحتاج إلى استفسارات وتوضيحات، وهناك قضايا تتطلب مراجعة قيادات حماس في الداخل والخارج. من جانبه أوضح مشير المصري، أحد قياديي الحركة، أمس، أن حماس معنية بتهدئة، لكن مرتبطة بفتح المعابر وإنهاء الحصار ووقف العدوان. وشدد على ضرورة إيجاد ضمانات كفيلة لإلزام إسرائيل بتنفيذ الاستحقاقات والشروط خاصّة في ما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار وأيضاً رفع الحصار. وبحسبه فإن المباحثات ما زالت جارية وأنهم جاهزون للتهدئة، لكن ليس وفق ما تريد إسرائيل، ولكن وفق الشروط التي وضعتها فصائل المقاومة. وهي شروط أكدتها حركة الجهاد الإسلامي.

وسرت شائعات في غزة حول إغلاق وكالة الأمم المتحدة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» لمكاتبها اليوم خشية عدوان جديد. وكانت الشائعات قوية إلى الحد الذي نفى فيه عدنان أبو حسنة المتحدث باسم الوكالة صحتها.

وقال أبو حسنة «إن مؤسسات الوكالة ستعمل غداً (اليوم) بالشكل الاعتيادي ولا صحة للأنباء المتداولة حول إغلاق الوكالة لمؤسساتها تحسباً من تصعيد إسرائيلي». وأشار أبو حسنة إلى أن العمل سيعلق لساعات محدودة بمقر «أونروا» في إقليم غرب مدينة غزة بالإضافة لمدرسة الزيتون الواقعة بجوارها بالقرب من الجامعة الإسلامية. وأوضح أن هذا التعليق من أجل أن يتمكن وفد متخصص من إبطال مفعول بعض القذائف الإسرائيلية التي لم تنفجر خلال العدوان على غزة.