مصدر مصري: الاتفاق على التهدئة أصبح وشيكاً.. وسليمان يحاول تذليل بعض العقبات

حماس: طلبنا إيضاحات لم نتلق رداً بشأنها

TT

في الوقت الذي أكد فيه مصدر مصري مطلع لـ «الشرق الأوسط» أن التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل «أصبح وشيكاً»، وأن «أجواء عملية» سادت الاجتماعات بين رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، ووفد حركة حماس في القاهرة، قال قيادي بالحركة «إن وفدنا طلب إيضاحات ولم يتلق رداً بشأنها».

وأوضح صلاح البردويل أحد أعضاء وفد حماس أن الحركة لم تتلق من المسؤولين المصريين أي ضمانات يمكن أن تلزم السلطات الإسرائيلية بفتح المعابر ورفع الحصار عن قطاع غزة. وقال «إن هناك استفسارات كثيرة لا تزال بحاجة إلى أجوبة في ما يخص تعهدات الجانب الإسرائيلي». وأضاف أن الوسيط المصري لم يقدم أي ضمانات بهذا الشأن سوى القول إنه سيتابع تنفيذ التعهدات الإسرائيلية. وتابع القيادي في حماس القول بأن وفد الحركة «يراد منه تحديد موقف بالقبول أو الرفض دون الدخول في التفاصيل، ولا يراد الإجابة عن استفساراتنا لأنهم يعتبرونها من قبيل الترف، في حين نعتبرها مهمة جداً». وقال إن الجانب المصري نقل عن إسرائيل أنها تريد أن ترفع الحصار بنسبة 80% فقط، «فسألنا ما طبيعة الـ 20% المتبقية، لأننا نخاف أن تتحول إلى حصار 100%».

وأكد البردويل أن وفد حماس طلب أن تحدد إسرائيل ماهية البضائع التي تقول إنها تخشى أن تدخل في صناعة الأسلحة، «لأنها قد تأتي مستقبلا وتقول إن الماء يدخل في صناعة الصواريخ». وأضاف أن إسرائيل تريد أن تربط فتح المعابر بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط و«تريد أن تتحكم حسب مزاجها في السماح بدخول ما تريد ومنع ما تريد».

وأضاف البردويل «إن وفد حماس التقى الوزير سليمان وناقش ثلاثة ملفات رئيسية هي: «التهدئة، والمصالحة الوطنية، وإعادة إعمار القطاع». وقال البردويل إنه «لا مانع لدينا من الموافقة على التهدئة مقابل رفع الحصار وفتح المعابر ولا مانع لدينا بأن يفتح ملف شاليط ويكون متزامناً مع مفاوضات التهدئة ولكننا طلبنا من مصر أن تطلب إيضاحات حول ماهية تلك المواد المحظور دخولها للقطاع». وقال: «نحن في حماس جاهزون غداً لإغلاق ملف تبادل الأسرى». وأضاف: «إن حماس ستلتزم بوقف الصواريخ لكنها طلبت من مصر أن تطلب من الفصائل بأن تضبط نفسها خوفاً من الصدام معها». وفيما يتعلق بالطرح الإسرائيلي بضرورة ضبط التهريب، «كان ردنا أننا لسنا دولة لنضبط عمليات التهريب وأن هذه القضية بحاجة لتكاتف دول لمنعها، لكنه استدرك قائلا: «إن حماس لن توافق على ضبط تهريب الأسلحة لأن من شأن ذلك أن ينهي المقاومة». وأوضح البردويل أن وفد حماس أكد للمصريين أن إعادة الإعمار يجب أن تكون بعيدة عن أي ربط سياسي، وأن يتكاتف الجميع في إعادة الإعمار من خلال تشكيل لجان من فتح وحماس وجميع الفصائل أو من خلال تشكيل لجنة مستقلة مكونة من حقوقيين تتولى الإعمار بالتنسيق مع الدول المانحة. ولفت البردويل إلى أن الآلية ستعلن في مؤتمر المانحين في القاهرة في الثاني من مارس (آذار) المقبل. وأعلن البردويل أن مصر تعتزم دعوة الفصائل في 22 فبراير (شباط) الجاري من أجل بلورة عمل لجان الحوار التي اتفق عليها سلفاً وتتكون من خمس لجان تختص بملفات الأمن ومنظمة التحرير وغيرها من الملفات وأن تباشر عملها بمساعدة لجنة عربية لتسهل العمل وتهيئ الأجواء من خلال حل بعض الإشكالات. وأضاف أن حماس طلبت من مصر أن تهيئ الأجواء للحوار من خلال تشكيل لجنة حقوقية تتابع ملف الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية.