شعبية الليكود تتراجع لحساب أحزاب اليمين الأكثر تطرفا

«إسرائيل بيتنا» يسبق «العمل» إلى المرتبة الثالثة

زعيم الليكود بنيامين نتنياهو خلال زيارة انتخابية لسوق في القدس المحتلة امس (إ ب أ)
TT

دلت نتائج استطلاع جديد للرأي، نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، على أن شعبية حزب الليكود اليميني المتطرف، برئاسة بنيامين نتنياهو، تراجع عما كانت عليه في الاستطلاعات السابقة. ولكن هذا التراجع لا يصب لصالح منافسه الأساسي، حزب «كاديما» برئاسة وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني أو حزب العمل، بل لصالح أحزاب يمينية أكثر تطرفا منه.

فقد هبط عدد المقاعد التي من الممكن ان يحصل عليها الليكود في هذا الاستطلاع الى 27 مقعدا مقارنة بـ32 مقعدا في الاستطلاعات السابقة، وبذلك تقلص الفرق بينه وبين «كاديما» إلى 4 مقاعد. في المقابل ارتفع عدد المقاعد المتوقعة لحزب «إسرائيل بيتنا» لليهود الروس برئاسة أفيغدور ليبرمان إلى 18 مقعدا، ليصبح الحزب الثالث بعد الليكود و«كاديما»، متغلبا في ذلك على حزب العمل برئاسة وزير الدفاع، ايهود باراك، رغم انه استعاد قسما كبيرا من مؤيديه اثر الحرب العدوانية على غزة.

ومع ذلك، فإن الاستطلاع يبين ان كتلة أحزاب اليمين المتطرف ما زالت تشكل الأكثرية، حيث يوجد لها 64 مقعدا من مجموع 120. ولا يمكن لحزب أن يشكل حكومة من دونها، حتى لو ارتفع عدد مقاعد حزبي «كاديما» والعمل. وأثارت هذه النتائج قلقا وتوترا في حزب الليكود. وهاجم قادة جناح الشباب في الحزب رئيسهم نتنياهو على انه يدير المعركة الانتخابية بشكل خاطئ ولا يبين الفرق بينه وبين أحزاب اليمين المتطرف، لذلك فإن الجمهور يتنقل بين هذه الأحزاب من دون أن يشعر بأي خطأ. ويجد نفسه مؤيدا لحزب ليبرمان من دون الانتباه الى انه حزب متطرف جدا ويقترب من حزب «كهانا»، وهو الحزب الذي كان قد حظر في إسرائيل؛ كونه يدعو الى ترحيل العرب الفلسطينيين من جميع أنحاء فلسطين. وكشف مؤخرا أن ليبرمان كان عضوا في هذا الحزب لدى وصوله إلى إسرائيل قادما من روسيا قبل 21 سنة. وعلى أثر هذه الانتقادات، خرج نتنياهو ومستشاروه الإعلاميون بحملة ضد حزب ليبرمان من زاوية متطرفة. فقال في تصريح له، أمس، إن «ليبرمان يبث رسائل يمينية ولكنه ليس صادقا بها. فهو حزب براغماتي مستعد للتنازل عن القدس الشرقية للفلسطينيين ولا يمانع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وهو متطرف فقط ضد المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، الذين نعتبرهم نحن في الليكود شركاء لنا في الدولة». وكانت هذه أول مرة يهاجم فيها الليكود حزب ليبرمان.

كما أقدم نتنياهو على خطوة أخرى تفيده في الحصول على بعض الأصوات العائمة المترددة ما بينه وبين «كاديما». فقد اجتمع مع باراك بدعوى البحث في القضايا الأمنية الملتهبة. وحرص مساعدوهما على إعلان أمر الاجتماع والتأكيد على أنهما تحدثا أيضا في مستقبل العلاقات بينهما وان نتنياهو قال انه يفضل باراك وزيرا للدفاع في حكومته، مع ان لديه في القائمة الانتخابية ثلاثة مرشحين لمنصب وزير دفاع، في ما قال باراك انه سعيد بأن هناك إجماعا في إسرائيل على انه أفضل شخصية لشغل منصب وزير الدفاع، و«لكنني أنافس على رئاسة الحكومة وليس وزارة الدفاع». من جهة ثانية اكتشف حزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين، الذي أشارت الاستطلاعات الأخيرة إلى أنه سيخسر مقعدين على الأقل، ان شريحة من مؤيديه لا تؤيد سياسته المتطرفة سياسيا. فخرج أحد قادته الأقل تطرفا، وزير الاتصالات اريه أتياس، بتصريحات مطمئنة يقول فيها انه يعارض في الانسحاب من المناطق الفلسطينية لأنه لا يجد شريكا قويا ومناسبا في عملية السلام في الطرف الفلسطيني. وما زالت استطلاعات الرأي تشير إلى أن حوالي نصف الناخبين الإسرائيليين، البالغ عددهم أكثر من 5 ملايين نسمة، لم يحسموا امر الجهة التي سيصوتون لها. وان حوالي ثلث هؤلاء الناخبين يشعرون بأن ارتباكهم سيظل قائما حتى اليوم الأخير قبل الانتخابات التي ستجرى يوم الثلاثاء المقبل. ويؤدي هذا الارتباك الى فقدان استطلاعات الرأي دقة التقدير والى فتح الإمكانيات وسرعة التغيير في اتجاهاتها. ويبني كل من باراك وليفني كثيرا على هذا الارتباك. ويبنون الآمال العريضة في أن تؤدي في النهاية إلى إحداث انقلاب في النتائج لصالح كل منهما.