طالباني وبارزاني يسعيان للحيلولة دون خروج 4 أحزاب من تحالفهما

على ضوء مذكرة قدمتها التنظيمات الأربعة طالبت فيها بإصلاحات سياسية

TT

تشهد الساحة السياسية في إقليم كردستان العراق توترا ملحوظا بين قيادتي الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني رئيس الإقليم من جهة، وأربعة من الأحزاب الكردية الأخرى وهي حزب كادحي كردستان بزعامة قادر عزيز والحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني بزعامة محمد الحاج وهما حزبان علمانيان، والاتحاد الإسلامي في كردستان برئاسة صلاح الدين محمد بهاء الدين والجماعة الإسلامية بزعامة رجل الدين المعروف علي بابير من جهة ثانية .

أما أسباب التوتر الذي تفاقم مؤخرا بين الطرفين ليغدو معضلة سياسية حقيقية فتعزى الى المذكرة المشتركة التي رفعتها قيادات الاحزاب الاربعة المذكورة الى رئاسة اقليم كردستان، مطالبة فيها بإجراء إصلاحات سياسية على مختلف المستويات وتشريع قانون لتوزيع واردات الاقليم المالية على القوى السياسية، وتعزيز مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في الاقليم ومعالجة مشكلة البطالة وغيرها من المطالب التي وجدت فيها قيادات هذه الاحزاب المشاركة في الحكومة والبرلمان، مطالب مشروعة وملحة ينبغي تلبيتها بأسرع وقت ممكن، فيما رأت فيها قيادتا الحزبين الرئيسيين بزعامة طالباني وبارزاني ازدواجية في التعامل وكيلا بمكيالين، وعلى إثر ذلك صدرت ردود أفعال غاضبة من قيادات بارزة في الاتحاد والديمقراطي ضد فحوى تلك المذكرة المثيرة للجدل والخلاف الشديد، طالبت الأحزاب الأربعة إما بالانتقال الى خندق المعارضة في البرلمان او الانضمام كليا الى برنامج الحزبين الرئيسيين في ادارة شؤون الإقليم. وطوال تلك الفترة التقى مسعود بارزاني رئيس الاقليم بزعماء الاحزاب الاربعة مرات عديدة في مسعى لاحتواء الأزمة والحيلولة دون بروز مزيد من الخلافات في المواقف ووجهات النظر بين الطرفين، مع إقراره بمشروعية المطالب الواردة في المذكرة، داعيا جميع الاطراف الى ضبط النفس وعدم الإفصاح او الإعلان عن فحوى المذكرة للرأي العام المحلي تفاديا للمزيد من التأزيم، لكن الأحزاب الأربعة التي كانت قد تلقت وعودا عديدة بتلبية مطالبها قبل انتهاء عام 2008، اضطرت الى نشر مذكرتها وعرضها على الرأي العام بعد ان سئمت الوعود التي لم تر النور في مواعيدها، الامر الذي اثار مجددا موجة من الخلافات الحادة بين قيادات الطرفين المتمسكين بمواقفهما. وحرصا منه على احتواء الموقف وتطويق الازمة السياسية، بدأ الرئيس طالباني قبل ايام ببذل جهود ومساع سياسية حثيثة، يبدو انها اثمرت وتكللت بالنجاح حسبما اكد ذلك قادر عزيز زعيم حزب كادحي كردستان الذي اوضح ان الرئيس طالباني اجتمع به وبزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني محمد الحاج محمود وبحث معهما بإسهاب تفاصيل القضية، بغية صياغة آلية مشتركة لحلها بالوسائل الودية والديمقراطية، واضاف عزيز في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» يقول «نحن نثمن عاليا دور ومساعي الرئيس طالباني الهادفة الى حلحلة المشكلة وسوء الفهم الناجم عنها ونقدر له حرصه العالي على ديمومة الوئام والتضامن بين القوى السياسية الفاعلة على الساحة الكردستانية وواثقون جدا بأن جهوده المخلصة ستؤتي أكلها في الوصول الى حل يرضي جميع الأطراف» .

وأشار عزيز الى ان الرئيس طالباني سيلتقي غدا بزعيمي الحزبين الإسلاميين «الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية» لبحث المسالة ايضا وتوحيد المواقف إزاءها، كما سيلتقي في وقت لاحق بزعماء الاحزاب الاربعة مجتمعة لوضع الصيغة النهائية لما يتم التوصل إليه من اتفاق مشترك . وفي رده حول ما اذا كانت هناك خلافات سياسية مبطنة بين الأحزاب الأربعة من جهة والحزبين الرئيسيين من جهة ثانية قد تكون السبب الحقيقي للأزمة الراهنة قال عزيز «ليست هناك أي خلافات مخفية فيما بيننا، وكل ما في الامر هو سوء فهم لمضمون مذكرتنا، والتوتر الحاصل بسببها جراء طرحنا لها على الرأي العام، الامر الذي اثار امتعاض قيادتي الحزبين الرئيسيين». وفي تعليقه على إذا ما كان الاتفاق المرتقب يعني إلغاء لمضمون المذكرة المثيرة للخلاف قال عزيز «قطعا لا يعني الاتفاق المرتقب ذلك فنحن متمسكون بمضمون المذكرة والمطالب المشروعة الواردة فيها لأنها مطالب الشعب وتخدم الصالح العام، اما الاتفاق فيعني تبديد سوء الفهم الحاصل بهذا الخصوص وتجديدا للتضامن والعامل المشترك فيما بيننا».