أربيل: سجناء سياسيون سابقون يتظاهرون احتجاجا على سوء أوضاعهم المعيشية

طالبوا حكومة كردستان وبرلمانها بمثل ما يمنح لنظرائهم في بقية العراق

سجين سياسي سابق، مقيد اليدين ومعصوب العينين خلال المظاهرة التي نظمها سجناء سياسيون سابقون في أربيل أمس، احتجاجا على أوضاعهم المعيشية السيئة («الشرق الأوسط»)
TT

 تظاهر في مدينة أربيل بإقليم كردستان صباح أمس المئات من السجناء السياسيين الذين، اعتقلوا وعذبوا لأسباب سياسية في عهد النظام السابق في العراق، احتجاجا على سوء أوضاعهم المعيشية.

وتجمهر المتظاهرون أمام مبنى البرلمان الكردستاني حاملين لافتات ومرددين هتافات طالبوا خلالها الحكومة والبرلمان في الإقليم بالعمل لتحسين أوضاعهم المعيشية وتلبية مطالبهم التي وصفوها بالمتواضعة والمشروعة كما رفعوا مذكرة بمطالبهم إلى رئاسة البرلمان. وورد في المذكرة التي وزعوا نسخا منها على وسائل الإعلام أن القانون رقم 4 الصادر عن مجلس النواب العراقي عام 2006، ضمن الكثير من الحقوق والامتيازات للسجناء السياسيين في عهد النظام السابق من خلال مؤسسة معنية بشؤونهم باستثناء السجناء السياسيين السابقين في محافظات إقليم كردستان، بينما الجهات المعنية في الإقليم لم تحرك ساكنا لضمان حقوق هذه الفئة المظلومة بالرغم من الجهود المضنية التي يبذلها السجناء السابقون منذ عامين من خلال الهيئة التي شكلوها لهذا الغرض.

وطالبت المذكرة حكومة الإقليم ورئاسة البرلمان باتخاذ تدابير وإجراءات تضمن حقوق السجناء السابقين، وصرف المستحقات المالية التي يتقاضاها أقرانهم في محافظات العراق الأخرى وفق نصوص القانون رقم 4 لسنة 2006 التي تمتنع السلطات العراقية عن صرفها لحد الآن والعمل على إلغاء الفوارق بين السجناء السابقين في الإقليم وأقرانهم في أجزاء العراق الأخرى. يذكر أن الحكومة العراقية تمتنع عن صرف المستحقات المالية والمعيشية للسجناء السياسيين السابقين في إقليم كردستان، انطلاقا من اعتقادها بأن على حكومة إقليم كردستان صرف تلك المستحقات من ميزانيتها الخاصة. من جانبه أكد عدنان المفتي رئيس البرلمان الكردستاني أن البرلمان سيعمل على تشريع قانون خاص لضمان حقوق السجناء السياسيين في الإقليم إذا كان كفيلا بحل معضلتهم.

وقال السجين السابق سامي عزيز شريف، 46 عاما من سكنة بلدة كفري، إنه اعتقل من قبل أجهزة أمن النظام السابق شتاء عام 1983 عندما كان طالبا في المرحلة المتوسطة بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي، وتعرض في زنازين مديرية الأمن العامة في الحارثية بالعاصمة بغداد إلى تعذيب وحشي منقطع النظير دون أن يدلي بأي اعتراف رغم صغر سنه وقساوة التعذيب، وبعد خروجه من المعتقل الذي أفقده مستقبله الدراسي، خدم لنحو ثماني سنوات ضمن تشكيلات قوات البيشمركة لكنه الآن يعاني من البطالة، ولم ينل أيا من المستحقات التي نالها السجناء السياسيون.

وأضاف شريف لـ«الشرق الأوسط»: «لقد آن الأوان كي ننال حقوقنا كمواطنين ومناضلين مخلصين، لأن حكومتنا الآن تمتلك ميزانية مالية جيدة وبوسعها أن توفر لنا نحن الذين ضاع مستقبلنا من أجل تحرر شعبنا ووطنا، معيشة جيدة أسوة بغيرنا من فئات المجتمع».