شيوخ الأنبار: نحن مع القانون لكننا نخشى انفجار الشارع ضد الحزب الإسلامي

الشيخ حاتم لـ«الشرق الاوسط»: الاقتتال يعني عودة «القاعدة» * مفوضية الانتخابات: تلقينا شكاوى خطيرة

TT

أكد علي حاتم شيخ عشائر الدليم في الأنبار موقف عشائر الأنبار الرافض لوجود الحزب الإسلامي في المحافظة، مشيرا إلى أن «(الإسلامي) زور الانتخابات في الفلوجة وراوة والكرمة، وليس من المعقول أن يعود للسيطرة على المحافظة».

وأضاف حاتم قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة الرمادي أمس: «إن أهالي الأنبار الذين ضحوا بدمائهم وبأبنائهم وقاتلوا (القاعدة) وأخرجوها من المحافظة، لن يسمحوا للحزب الإسلامي بالعودة والسيطرة»، مشيرا إلى أن «الحزب الإسلامي الذي حكم المحافظة لم ينجز أي شيء من البناء والتعمير أو مساعدة الأهالي، وأن إصرارهم على حكم المحافظة بسبب الميزانية لبناء وتعمير الأنبار، حيث كان الحزب قد سيطر على ميزانية العام الماضي من غير أن ينجز أي شيء».

ودعا شيخ عشائر الدليم، والذي يدعم قائمة «عشائر العراق» التي يتزعمها حميد الهايس، رئيس مجلس إنقاذ الأنبار، إلى «ضبط النفس واتباع الطرق القانونية في تقديم الشكاوى بشأن عمليات التزوير التي قام بها الحزب الإسلامي، حتى تتحاشى المحافظة الاقتتال والفوضى، لأن ذلك يعني عودة (القاعدة) التي تتحين الفرص للتسلل إلى الأنبار ثانية».

وكشف حاتم عن «اتصالات قام بها مع مسؤولين حكوميين وأمنيين، وفي مقدمتهم نوري المالكي رئيس الحكومة، للعمل من أجل تلافي التوتر الحاصل في الأنبار»، منوها إلى أن «الشارع في المحافظة متوتر وأن إجراءات حظر التجوال ما زالت قائمة، وقوات حفظ الأمن هي التي تسيطر على الوضع حاليا».

وشدد شيخ عشائر الدليم، وهي كبرى عشائر الأنبار، قائلا: «أنا متأكد من أن العشائر سوف تطرد الحزب الإسلامي، ونحن لا نريد أن نصل إلى مستوى استخدام السلاح»، ملقيا اللوم على «البرلمان العراقي الذي لم يشرع قانون الأحزاب حتى الآن، مما أدى إلى الوصول إلى هذه النتائج». وأكد حاتم: «إننا نريد أن نلعب دورا سياسيا، ولهذا لن نحمل السلاح بوجه أحد، وسنحل مشكلاتنا بواسطة القانون».

من جانبه أكد الهايس ما ذهب إليه حاتم، وقال: «نحن كسياسيين لا نريد استخدام السلاح، وقد لجأنا إلى المفوضية العليا للانتخابات، وناشدنا الحكومة أن تقف إلى جانب أهالي الأنبار، وتدعم الجانب الأمني، كون أهالي المحافظة متوترين بسبب ما قيل عن فوز الحزب الإسلامي في انتخابات مجلس المحافظة». وأضاف الهايس لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «سنتقدم بشكاوى إلى القضاء العراقي وإلى الأمم المتحدة وإلى المحاكم الدولية إن تطلب الأمر، وذلك من أجل حقن الدماء، ونحن ما قاتلنا (القاعدة) وضحينا حتى نمنح محافظتنا هدية للحزب الإسلامي، الذي هو الوجه الآخر لـ(القاعدة)، بل هو من ساعد (القاعدة) وقاتل الأهالي في ما سبق»، مشيرا إلى أن «الحزب الإسلامي هم (طالبان) العراق، حيث يحرّمون دور العرض السينمائي والمسارح والنوادي الاجتماعية، بينما نحن نؤمن بالعلمانية وحرية المواطن في طرح رأيه وممارسة شعائر دينه ونشاطه الاجتماعي، ونحن لا نريد أن تحكمنا (طالبان)».

وطالب الهايس: «رئيس الحكومة بالتدخل بدلا من أن يأتي نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي، وهو قيادي في الحزب الإسلامي وغير قادر على حل المشكلات، بقدر ما سيقوم بتعقيدها»، محذرا من أن «حالة الغضب الشعبي قد تنفجر في الشارع إلى حالة الصراع المسلح بين سكان الأنبار والحزب الإسلامي، الذي نمتلك كل الوثائق التي تدينه في عملية تزوير الانتخابات، بمساعدة مكتب الأنبار لمفوضية الانتخابات، التي كل أعضائها من الحزب الإسلامي». إلا أن أياد الكناني عضو المفوضية المستقلة العليا للانتخابات، قال عن موقف المفوضية: «ليس هناك أي معلومات تؤكد أن مكتب المفوضية في الأنبار تحت سيطرة الحزب الإسلامي، أو أن أعضاء المكتب جميعهم من الحزب الإسلامي».

إلى ذلك، قال فرج الحيدري رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إن المفوضية تلقت العديد من الشكاوى بشأن وقوع تزوير وانتهاكات أخرى في الأنبار. ونقلت عنه وكالة «رويترز» قوله إن بعض هذه الشكاوى خطيرة ويمكن أن تغير نتيجة الانتخابات.

وعقد نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي عن جبهة «التوافق» التي تضم الحزب الإسلامي، وزعيم صحوة الأنبار الشيخ أحمد بو ريشة، ورئيس جبهة الحوار الوطني النائب صالح المطلك، وشخصيات أخرى، اجتماعا في الرمادي أمس، وأصدر بعد نحو أربع ساعات بيانا يطالب «بإعادة فرز الأصوات ومحاسبة المزورين لإحقاق الحق»، ويؤكد «عدم جواز حمل السلاح من قبل أي جهة ضد أخرى». وقال العيساوي إن الاجتماع «رسالة واضحة إلى أهل الأنبار، بأن جميع الكيانات السياسية في المحافظة ستحتكم إلى القانون».

من جهته، قال المطلك: «لقد شاهدت استمارات اقتراع مزورة. كنت أعلم أن هناك تزويرا خطيرا سيحدث (...) على أبناء الأنبار أن يعالجوا المشكلات بطريقة عقلانية». بدوره، قال الشيخ أبو ريشة: «نمتلك العديد من الأدلة التي تدين الحزب الإسلامي بالتزوير». وأعرب أبو ريشة عن أمله في «تشكيل تحالف» بين القائمة التي يدعمها وقائمتي المطلك ورئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي «بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات». من جانبه، قال الفريق الركن علي غيدان قائد القوات البرية العراقية، إن «معلومات كثيرة تشير إلى محاولات إرهابية لإشعال نار الفتنة في الأنبار».

إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي إثر لقائه المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني في النجف أمس، إلى تشكيل «ائتلافات» في مجالس المحافظات، و«قبول» نتائج الانتخابات. وأشار إلى أن «المحافظات ستشهد استقرارا أمنيا وعملية إعمار وخدمات (...) فهناك تغيير في الخريطة». وسرعان ما استدرك قائلا: «لكن، لا نريد للتغيير أن يفجر صراعات، بل أن يتم التعاطي معه بشفافية، وقبول للنتائج»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.