«العتاكة».. يسترزقون من بقايا الدعايات الانتخابية للمرشحين في البصرة

أحدهم التقته «الشرق الاوسط»: اللهم اجعل كل أيامنا انتخابات

عامل بلدية يرفع لوحة انتخابية لأحد المرشحين في النجف (أ.ب)
TT

حسم «العتاكة» في محافظة البصرة مشكلة دوائر البلدية والمفوضية العليا للانتخابات، اللتين تطالبان الكتل الانتخابية والمرشحين برفع معالم دعاياتهم الانتخابية من الشوارع، فيما يتقاعس المرشحون عن ذلك ولا يبدون استعدادا لصرف مبالغ إضافية، إذ يقوم «العتاكة»، وهم بالمفهوم الشعبي مَنْ يجوبون الأحياء السكنية لابتياع المواد العتيقة، بانتزاع ما يمكن الاستفادة منه من المواد الدعائية، وبيعه للحرفيين والمعامل الصغيرة . ويتنافس «العتاكة» على رفع ومصادرة اللوحات الدعائية المعدنية المصنوعة من مادة الألمنيوم، وإطارات صور المرشحين الكبيرة التي صرفت عليها مبالغ طائلة، وخاصة الدعاية الانتخابية لقوائم «ائتلاف دولة القانون»، و«شهيد المحراب»، و«تيار الإصلاح»، و«التيار الوطني»، و«القائمة العراقية»، و«تجمع العدالة والوحدة».

وقال إسماعيل غازي مدير بلدية البصرة لـ «الشرق الأوسط» إن من الشروط التي فرضت على القوائم الانتخابية والمرشحين، رفع كل معالم الدعاية الانتخابية بعد إتمام عملية التصويت.

وأضاف «إن دوائر البلدية ستضطر إلى فرض غرامات على القوائم والمرشحين، في حالة استمرار التقاعس، وخاصة القوائم التي لم تحصل على الأصوات الكافية للفوز»، مشددا على أن الملصقات «قد شوهت معالم المدينة، وأن رفعها يتطلب حشدا كبيرا من العاملين». وحول قيام «العتاكة» باغتنام الفرصة ومصادرة اللوحات الضوئية وإطارات  الصور، أوضح أن «ذلك يعاون أجهزة البلدية، بشرط عدم التجاوز على لوحات المحال التجارية والأسواق التي ليس لها علاقة بالانتخابات».   ومن بين مجموعة من العتاكة» الذين رفضوا تصويرهم خلال رفع معالم الدعاية الانتخابية، قال أحدهم، ويدعى (أبو علي): «إن الذين تمكنوا من نشر أعداد كبيرة من دعايتهم الانتخابية على شكل ألواح من سبائك وإطارات الألمنيوم هم أناس أغنياء، وليسوا بحاجة إليها بعد انتهاء الانتخابات، مما شكل لنا مصدر رزق غير محتسب». وأضاف آخر، اسمه عبد الزهرة مسلم «إن كل شيء في الدعاية الانتخابية يمكن الاستفادة منه، عدا الملصقات الورقية، حيث نقوم بحلحلة اللوحات وجمعها وتسويقها إلى بعض المحال التجارية، وأهمها التي تشتري الألمنيوم بالوزن، إضافة إلى الأطر الحديدية والمساند والبالونات، وأشياء صغيرة أخرى». ويرى أبو محمد أن «العتاكة» يعملون في الأيام الاعتيادية بشكل منفرد، «حيث يجوبون الشوارع والأحياء السكنية بواسطة عربات تجرها الحيوانات، وعند منتصف النهار يبيعون ما حصلوا عليه لأصحاب الحرف والمحال التي تتعامل بالعتيق، كل حسب اختصاصه، أما في هذه الأيام، فقد شكلنا مجاميع لاغتنام الدعاية الانتخابية، لعدم استطاعة الواحد منهم القيام بالعمل الذي يتطلب وضع سلالم ومناولة المواد وتصنيفها، وعند جمع كميات كبيرة؛ نسوقها ونوزع الوارد بيننا بالتساوي»، داعيا «اللهم اجعل كل أيامنا انتخابات».