تسليم 5 قراصنة صوماليين إلى هولندا للمثول أمام القضاء

جدل حول وجهة سفينة أوكرانية تحمل أسلحة بعد الإفراج عنها

TT

أعلنت النيابة العامة في هولندا أنها تسلمت أمس 5 قراصنة صوماليين، قبضت عليهم سفينة حربية دنماركية في خليج عدن، إثر مهاجمتهم سفينة شحن هولندية.

وقال فيم دي بروين المتحدث باسم النيابة العامة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الصوماليين الخمسة «وصلوا بعد ظهر أمس إلى ايندهوفن وسيمثلون اليوم (الأربعاء) أمام قاض في روتردام».

وأوضح المتحدث أن السلطات الهولندية تسلمت الموقوفين الخمسة من القوات الدنماركية صباح أمس في البحرين.

وكانت هولندا أصدرت في 21 يناير (كانون الثاني) مذكرات اعتقال أوروبية بحق القراصنة الخمسة الذين كانوا معتقلين على متن فرقاطة دنماركية.

وألقت الفرقاطة «أبسالون» القبض على هؤلاء القراصنة في خليج عدن، في إطار عملها في قوة «تاسك فورس 150»، وهي قوة دولية مهمتها مطاردة القراصنة ومهربي الأسلحة الصوماليين في شمال المحيط الهندي.

وكانت الفرقاطة الدنماركية أنقذت سفينة الشحن الهولندية سامانيولو في الثاني من يناير (كانون الثاني)، بينما كان القراصنة الصوماليون الخمسة يهمون بمهاجمتها.

وأرسلت السفينة «أبسالون» التابعة للبحرية الدنماركية قبالة سواحل الصومال منذ مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، وتقوم بدوريات على امتداد خطوط النقل البحري الدولية في المنطقة.

وقال الضابط دان بي تيرمانسين أحد الضباط الموجودين على متن السفينة في بيان، إن السفينة ستبحر عائدة إلى منطقة خليج عدن لاستئناف دوريات الحراسة. ووقع هجوم القراصنة قبالة سواحل الصومال ضد سفينة مسجلة في جزر الأنتيل الهولندية. وأطلقت مروحية تابعة للسفينة «أبسالون» طلقات تحذيرية على قارب القراصنة. كما أطلق طاقم سفينة الشحن أيضا صواريخ استغاثة على قارب القراصنة، مما أدى إلى اشتعاله فاضطر القراصنة للقفز في مياه البحر. وأشار الناطق إلى أن طاقـم «أبسالون» انتشل المشتبه بهم من البحر، ثم أغرق القارب المشتعل لمنع أي خطر محتمل قد يلحق بالسفن الأخرى.

ومن المتوقع أن تصل السفينة الأوكرانية المحملة بشحنة دبابات ومعدات عسكرية أخرى والتي أفرج عنها القراصنة الصوماليون الأسبوع الماضي إلى ميناء مومباسا الكيني غدا (الخميس)، بيد أن ثمة جدلا لا يزال ثائرا حول الوجهة النهائية للشحنة العسكرية. وأفرج القراصنة عن السفينة «إم في فينا» الخميس الماضي عقب مفاوضات شاقة استمرت شهورا، وبعد دفع فدية يعتقد أنها وصلت إلى 3.5 مليون دولار.

ومع انتهاء الفصل الأول من الدراما، تحولت العيون كافة إلى وجهة السفينة وحمولتها التي تشمل 33 دبابة طراز «تي 72» وكميات من الذخيرة والأسلحة الصغيرة في كينيا. وتقول الحكومة الكينية إن شحنة الأسلحة موجهة إلى الجيش الكيني.

وتوحي أوراق السفينة على ما يبدو بأن الدبابات والأسلحة متجهة إلى جنوب السودان في إطار عملية بناء عسكري، يخشى محللون من أنه قد يستخدم في استئناف القتال بين شمال وجنوب السودان، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وإذا ما صح الأمر، فإن التقارير الخاصة بتسلم الأسلحة لحساب جنوب السودان ستسبب حرجا لكينيا التي دعمت اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب والذي وقع عام 2005 لينهي الحرب الأهلية هناك. ويبدو أن كينيا تدرك ذلك جيدا، فقد صرح الفريد موتوا المتحدث باسم الحكومة بأن إفراغ شحنة الأسلحة سيتم في إطار من الشفافية. وأوضح في بيان: «سيتم تفريغ الأسلحة ونقلها إلى قاعدة عسكرية. وسيسمح لوسائل الإعلام بتغطية حدث وصول وتفريغ الشحنة».ورغم إدعاء كينيا البراءة وجنوب السودان أن لا موارد لديه لإعادة التسلح، فإن ثمة شكوكا قوية بأن الأسلحة ستنتهي في خاتمة المطاف إلى أيدي الجيش الشعبي لتحرير السودان.

ومنحت اتفاقية السلام جنوب السودان الحق في الحكم الذاتي عن الشمال العربي بعد حرب أهلية استمرت على مدى عقدين من الزمان وراح ضحيتها نحو مليوني شخص. وفي إطار اتفاق السلام، يحظر على شمال السودان وجنوبه شراء السلاح إلا بعد موافقة لجنة عسكرية مشتركة. وتواجه الجانبين اتهامات بشراء أسلحة بشكل سري.