في كلمة أخيرة للناخب الإسرائيلي: 3 من بين المرشحين الأساسيين الـ4 لم يتطرقوا للسلام

صراع على كل صوت في الانتخابات

TT

في صراع محتدم ومتوتر، خاض الإسرائيليون انتخاباتهم البرلمانية الثامنة عشرة، أمس، وكانت فيها الأحزاب تحارب على كل صوت، طيلة النهار والليل، وسط انتشار أنباء متناقضة عن النتائج المتوقعة، ووسط مجموعة من استطلاعات الرأي التي أجريت بشكل سري وأشارت إلى تقارب شديد بين الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو و«كديما» برئاسة تسيبي ليفني، لدرجة الحديث عن تفوق طفيف لصالح ليفني.

ومع انتشار هذه الأنباء، خرج ناشطو الأحزاب في حملات هستيرية، كلٌ يسعى لإخراج ناخبيه من بيوتهم. فارتفعت نسبة التصويت عما كانت عليه في انتخابات سنة 2006 على عكس التوقعات، رغم الأجواء الماطرة والعواصف الشديدة. وكان قائد حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، قد حذر الناخبين الإسرائيليين من تشتت أصواتهم بين الأحزاب وجعلها أحزاباً متساوية، مؤكداً أن هذه هي الوصفة المضمونة لفشل أية حكومة. ودعا إلى تحويل حزبه إلى الحزب الأكبر والأقوى بين أحزاب الوسط واليمين حتى يتمكن من إدارة شؤون البلاد بطريقته بشكل حر ومستقل من دون ضغط أحزاب الائتلاف. وقصد بذلك ليس فقط حجب الأصوات عن منافسته الأساسية، ليفني، بل استعادة ما خسر من أصوات لصالح حزب «إسرائيل بيتنا»، بقيادة أفيغدور ليبرمان الذي أشارت الاستطلاعات إلى أنه يقترب كثيراً من الليكود ويتجاوز 20 مقعداً. بيد أن المراقبين اعتبروا هذه الدعوة ساذجة ومتأخرة. وقالوا إن نتنياهو أدار المعركة الانتخابية من دون تخطيط استراتيجي سليم. فقط أوحى للجمهور أنه وليبرمان حزب واحد. وها هو يدفع ثمن ذلك باهظاً. يذكر أن رؤساء الأحزاب الأربعة الكبرى توجهوا إلى الناخبين، أمس، في ما يسمى «آخر كلمة قبل الانتخابات». ولوحظ أن ثلاثة منهم، هم: «نتنياهو وليفني وليبرمان، لم يلفظوا أبداً كلمة السلام. والوحيد الذي ذكرها، إيهود باراك زعيم حزب العمل، وضعها بعد الإشارة إلى الحرب والانتصار فيها.

فقد ركز نتنياهو على القول إن الناخبين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس الحكومة القادر على مواجهة التحديات الكبرى لإسرائيل وهي: الأمن والاقتصاد والتعليم. وأنه، أي نتنياهو، كان قد جرب العمل كرئيس حكومة في سنة 1996 فتسلم دولة منكوبة بالإرهاب يخاف فيها المواطنون من ركوب الحافلات ودخول المجمعات التجارية، فنجح في خفض العمليات إلى الصفر تقريباً. وأنه تسلم سنة 2003 وزارة المالية في وضع بدا فيه الاقتصاد الإسرائيلي على حافة الانهيار، فرفعه عالياً. وأنه يريد أن يعيد هذه التجربة لترسيخ الأمن وتحسين الاقتصاد. ولكي يفعل ذلك يريد أن يمنحه الجمهور الإسرائيلي كمية كافية من الأصوات تتيح له الحكم من دون ضغط الحلفاء.

أما ليفني فقد تحدثت عن بعث الأمل لدى الإسرائيليين وتغيير طابع الدولة والقيم السياسية فيها. وقالت «أنا أقترح لكم طريقاً واضحاً يمكن فيه التمييز بين الصحيح والخطأ ويقدم خدمة لأجيال المستقبل». وأضافت أنها تحضر إلى الحلبة السياسية طاقماً من الناس المخلصين ذوي الضمائر الحية الذين يعملون وهم منتصبو القامة ولديهم حلم يريدون رؤيته واقعاً. وهكذا، فلم تعط أية رسالة واضحة عن سياستها وبرامجها في أي موضوع.

وأما ليبرمان، الذي تشير الاستطلاعات إلى أنه سيكون الحزب الثالث بعد الليكود وكديما، فقد اختار الحديث عن سبب القفزة الكبرى في قوته فقال إن «إسرائيل بيتنا» ليس حزباً فقط بل حركة جماهيرية كبيرة تقول منذ سنين كلمة واحدة لكنّ أحداً لا يسمعها وهذه الكلمة هي: كفى... كفى للقيادة التي تقول شيئاً وتفعل عكسه.. كفى للقيادة التي تتهرب من المشاكل بدلا من حلها وتدحرج هذه المشاكل إلى الأجيال المقبلة.. كفى للقيادات التي تخنع للأعداء الذين يريدون القضاء على إسرائيل. وأشار ليبرمان إلى الأخطار المحدقة بإسرائيل، فرتبها على النحو التالي: إيران وحزب الله وحماس والعرب في إسرائيل. وقال:« لهؤلاء نقول كفى».

وأما إيهود باراك، فقد اختار القول: «جاءت ساعة الحقيقة. علينا أن نرفع قبضتنا ضد التهديدات ونمد يدنا إلى من يريد السلام معنا. لا شك في أن الأمن سيظل قضيتنا المركزية: إيران وحزب الله وسورية (طالما هي موجودة في محور العداء لنا) وحماس وغيرها من الشريرين. لهذه الأمور نحتاج إلى قيادة تعرف في لحظة الحقيقة كيف تجابه وكيف تتخذ القرار الصحيح بمسؤولية واتزان وحزم. ولكن الأمن ليس جيشاً فحسب، بل أيضاً في إدارة سياسة اقتصادية جيدة ومحاربة الفساد والإجرام المنظم وفي تحسين أوضاع التعليم. إن حزب العمل هو الوحيد الذي يقف ضد اليمين، فحزبا «إسرائيل بيتنا» و«كديما» جاءا من الليكود. ولذلك فليس صحيحاً القول إن المعركة هي بين كتل برلمانية في اليمين واليسار، إنها بين ثلاثة أحزاب يمينية من جهة، وحزب العمل الليبرالي الوسط من جهة أخرى». يذكر أن النتائج النهائية للانتخابات ستعلن في ساعات بعد الظهر من يوم غد، وذلك لأن فرز أصوات الجنود في الجيش الإسرائيلي والدبلوماسيين في الخارج يحتاج إلى وقت أطول من فرز أصوات الناخبين العاديين.