الشرطة الإسرائيلية تضطر لمنع يهودي عنصري من دخول أم الفحم

بعد أن هدد أهالي المدينة العرب بعدم السماح بخروجه حيا

محتجون عرب على زيارة عنصري يهودي يشتبكون مع الشرطة الاسرائيلية في ام الفحم امس (ا ب)
TT

اضطرت الشرطة الإسرائيلية، أمس، إلى إبعاد قائدين في حزب اليمين الاستيطاني المتطرف، عن مدينة أم الفحم العربية، بعد أن زارها للاستفزاز العنصري. وقد حصل ذلك بعد مواجهات دارت بين قوات من الشرطة وبين المواطنين العرب (فلسطينيي 48) الغاضبين.

وكان باروخ مارزل، وهو مستوطن في مدينة الخليل معروف بتاريخه الإرهابي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية واعتقل عدة مرات للاشتباه بمشاركته في عمليات إرهاب، قد اكتشف أنه خلال التوزيع العشوائي لنشطاء الأحزاب المختلفة يحق لحزبه «الاتحاد القومي» أربعة مندوبين في صناديق الاقتراع في مدينة أم الفحم العربية.

فرفض استبدال هذا التمثيل بموقع مماثل في البلدات اليهودية وقرر استغلال الأمر للحضور إلى أم الفحم وإدارة الصندوق بنفسه. وحرص مارزل على نشر الموضوع في الصحافة، على أمل استفزاز المواطنين العرب واستغلال رد فعلهم لكسب أصوات اليهود العنصريين، وكان بحاجة إلى استفزاز كهذا خصوصا أن حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان يجرف أصوات كل العنصريين ولا يبقى لحزب «الاتحاد القومي» الكثير. وعلى اثر هذا الاستفزاز أعلن قادة الأحزاب الوطنية في أم الفحم ومعهم أوساط سياسية وطنية من خارج المدينة أنهم لن يسمحوا بدخول مارزل إلى المدينة. وإذا دخل فلن يخرج منها حيا. وحاول قائد الشرطة العام، دودي كوهن، ورئيس المخابرات العامة، يوفال ديسكين، نزع فتيل هذا الصدام فتوجها إلى المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، ليتدخل لدى رئيس لجنة الانتخابات المركزية، القاضي اليعيزر رفلين، لتغيير تركيبة الصناديق بحيث لا يكون هناك مجال لأن يترأس مارزل الصندوق. إلا أن رفلين رفض ذلك قائلا إن القانون يمنعه من إجراء تغيير كهذا وأن من حق جميع الأحزاب في إسرائيل، عربية ويهودية، أن تشارك في مراقبة الانتخابات وإدارتها في أي صندوق في أية بلدة أو مستوطنة. وإذا كان هناك خطر توتر من أي طرف كان، فإن على الشرطة أن تقوم بواجبها في حفظ النظام والحفاظ على سير الانتخابات بشكل سليم. وفي ساعة مبكرة من صباح أمس، وفي ضوء إصرار مارزل على حقه وإصرار أهالي أم الفحم على منعه، نصبت الشرطة حاجزا ومنعت مارزل من دخول المدينة العربية وهو على بعد 10 كيلومترات. وقال مدير شرطة الشمال انه أقدم على هذه الخطوة عندما شعر أن دخول مارزل سوف يشوش على عملية الانتخاب. وتبين أن أهالي أم الفحم لا يمانعون في حضور نشطاء آخرين من الحزب المتطرف المذكور إلى المدينة، وحضر بالفعل 4 نشطاء وعملوا طول يوم الانتخابات. وقال رئيس البلدية، الشيخ خالد حمدان، وهو من الحركة الإسلامية، إن «أهالي أم الفحم معروفون بكرمهم وحسن أخلاقهم وضيافتهم، ولا يترددون في استقبال أي عربي أو يهودي أو أجنبي في بلدتهم، شرط أن يكون زائرا محترما.

والقضية ليست هذا الحزب أو ذاك، فنحن نحترم القانون ولا نعترض على مشاركة أي حزب في مراقبة الانتخابات لدينا، لكن مشكلتنا مع من يأتي لإهانتنا أو استفزازنا، فهذا لن يدخل».

وكان من المفترض أن تنتهي القضية عند هذا الحد، إلا انه في ظهيرة يوم الانتخابات، أمس، حضر استفزازي آخر من حزب الاتحاد القومي هو عضو الكنيست، البروفسور أريه الداد، وقال انه جاء ليمارس مهامه كممثل لحزبه ويبدل مارزل في رئاسة الصندوق المذكور. ولم تستطع الشرطة منعه من ذلك بسبب حصانته البرلمانية، لكنها حاولت إقناعه بالعدول عن هذه المهمة فرفض. وما أن وصل إلى الصندوق حتى هرع المئات من أهالي أم الفحم يحتشدون حول الصندوق. وقد اشتبك العديدون منهم مع أفراد الشرطة لبضع دقائق. وهنا فاجأ النائب الداد بالطلب من الشرطة أن تخرجه من المدينة. فحضرت قوات كبيرة وأخرجته، في حين كان الجمهور يشتمه.

وأعرب الداد عن انزعاجه من هذا الوضع «الذي بتنا فيه نحن اليهود لا نقدر على دخول مدينة في إسرائيل إلا بصحبة الشرطة، هذا يدل على خطورة العرب في إسرائيل وإرهابيتهم والحاجة الملحة لنا في تلقينهم الدروس اللازمة».

من جهته رد عفو اغبارية، ابن أم الفحم المرشح لعضوية الكنيست عن كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، على الداد بالقول إن «المواطنين العرب في إسرائيل يعدونه بمنعه من دخول أية بلدة عربية، إذا حضر مستفزا».